هل نحن جاهزون لما هو آت؟
بقلم: مفتاح
2003/3/20

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=180

إنتهت فترة الترقب، وتحولت الأنظار كلها إلى بدء العدوان الأمريكي – البريطاني على العراق، والشعب العراقي، ورغم كل محاولات التعامل بموضوعية مع تحليل أهداف هذه الحرب، وبعد انكشاف هدفها علناً، وعلى لسان شانّي هذه الحرب المدمرة، إلاّ أنها مرتبطة اربتاطاً وثيقاً بما سيحضّر لنا نحن الفلسطينيون، في المرحلة القادمة.

إن الدول الثلاث، التي تشكل طليعة هذه الحرب، الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، واسرائيل، تخوضها رغم وجود شبه إجماع لدى بقية دول العالم، على عدم شرعية هذه الحرب، وأن أول نتائجها، أنها طحنت وبشكل غير مسبوق، مصداقية الأمم المتحدة، وقوانيين الشرعية الدولية، واستحوذت على القرار الدولي لصالح أمريكا، دون أكتراث للعالم بأسره.

وعليه، فإن العالم بعد هذه الحرب أصبح اكثر قرباً إلى منطق القوة، وفرض إرادة الأقوى بمنطق السلاح، وليس استناداً إلى القانون الدولي والشرعية الدولية، وهو رسالة تهديد صارخة، لكل من سيرفض قول سيدة القوة في العالم، بأن مصيره سيتقرر بدون النظر إلى حقه في الوجود.

والأكثر وضوحاً، أن الخطوة القادمة هي ما سيعرض على الشعب الفلسطيني، حسب الرغبة الإسرائيلية، وأول هدية قدمتها الولايات المتحدة الأمريكية لإسرائيل ليلة بدء العدوان على العراق، هي منحة مقدارها عشرة مليارات دولار أمريكي، لا نستطيع ان نعتبرها "فلسطينياً" إلاّ جائزة على الدمار الذي الحقته حكومة شارون بالشعب الفلسطيني، ومقدراته وكل مؤسساته، ولتمكين حكومة شارون من إجراء توسيع استيطاني أكبر وأشمل، لفرض واقع يصعب التعامل معه أو تغييره.

وعليه فماذا سيكون شكل خارطة الطريق الأمريكية على الأرض الفلسطينية، ضمن هذه الأجواء العدوانية، وهل بقي هناك مصداقية لأمريكا، وقدرة على افتراض حسن نيتها تجاهنا، أم أن شكل الخارطة إسرائيلي جداً، الأمر الذي سيساهم في تكريس الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية، وتعليق أنهاء المعاناة الهائلة الواقعة على الشعب الفلسطيني، وربطها بالرغبة الإسرائيلية، أو القبول باتفاقيات مرحلية مجتزئة، طويلة المدى، مع بقاء السيطرة الإسرائيلية المطلقة على الماء والحدود والهواء، وحق فرض منع التجول على الشعب الفلسطيني برمته، تحت شعار تحقيق الأمن لإسرائيل.

فهل نحن جاهزون لما هو آت؟

http://www.miftah.org