فضل الله: أمريكا وإسرائيل تراهنان على إسقاط الشعب الفلسطيني
بقلم: مفتاح
2004/10/23

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=1876


بيروت - وفا- أكّد العلامة اللبناني السيد محمد حسين فضل الله، أمس أن أميركا وإسرائيل تراهنان على إسقاط الشعب الفلسطيني تحت تأثير المجازر الوحشية، التي يمارسها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء هذا الشعب كل يوم.

وقال فضل الله خلال خطبة صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، في بيروت: إنّ هذا الشعب الذي عانى أخيراً من جرائم الإبادة الدموية في مخيّم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة، التي حصدت أكثر من 160 شهيداً، ومئات الجرحى، ودمّرت أكثر من 700 منزل وشردت الآلاف، لا يزال صامداً، لأن الضغوط الوحشية العسكرية زادته صلابة وقوة وتحدّياً للمحتل، ولأنه آمن بأن إسرائيل ـ ومعها أميركا ـ تهدف إلى الاستسلام الفلسطيني برفع الراية البيضاء، لتفرض عليه كل شروطها المذلة، من دون أن تمنحه كيان الدولة التي يلوح بها الرئيس الأميركي نفاقاً وخداعاً وخدمة لإسرائيل.

وأضاف، لقد عرف الفلسطينيون من خلال تجاربهم الطويلة، أن المشكلة ليست محصورة في موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي آرئيل شارون، بل إنها تمتد لأكثرية اليهود في فلسطين، الذين يرفضون أي انسحاب من المستعمرات في غزة وفي بعض مناطق الضفة الغربية، وأي هدم لجدار الفصل العنصري، أو تنازل عن مدينة القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك، أو إقرار العودة للاجئين.

وأشار إلى أنّ المسألة أصبحت حرباً شاملة بين اليهود والفلسطينيين، لتمتد بين العرب والمسلمين من جهة، والجماعات اليهودية والمسيحيين المتصهينين في أميركا، التي تملك التأثير السياسي على الانتخابات الأميركية، الأمر الذي جعل التنافس بين المرشّح الجمهوري والديموقراطي حول المزايدة في التأييد المطلق لإسرائيل، ومحاربة العرب، وتدمير الشعب الفلسطيني، وممارسة الضغط على حلفاء أميركا وأصدقائها، من أجل تحويل مجلس الأمن الدولي إلى موقع متقدّم لمنع إدانة إسرائيل على مجازرها البشعة، والضغط على قضايا العرب والمسلمين، لأن القانون الدولي أو الإنساني والشرعية الدولية لا دور لها إلا للضغط على الواقع الإسلامي والعربي.

واعتبر فضل الله أنّ قانون معاداة السامية الذي أصدره الرئيس الأميركي، هو بمثابة إعلان الحرب على كل دولة تنتقد إسرائيل في سياستها العنصرية الدموية ضد الفلسطينيين، بينما تعطى كل الحرية لمعاداة العرب والمسلمين وكل الشعوب الأخرى الخاضعة لاضطهادات دينية أو عنصرية؟ متسائلاً: هذه هي صورة أميركا في الحرب ضد الإنسانية لحساباتها الانتخابية الداخلية، على حساب المستضعفين كلهم ؟؟؟.

http://www.miftah.org