لا "يشرعن" الإحتلالَ إحتلالُ آخر
بقلم: مفتاح
2003/4/3

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=194

الحكومة الإسرائيلية عموما، والعسكر فيها تحديداً، هم الوحيدون في العالم، الذين يعبرون بشكل صريح، عن فرحهم ورضاهم، لحجم الضحايا المدنيين الذين يسقطون يومياً على يد الجنود الأمريكيين والبريطانيين في العراق، لاعتقاد هذه الحكومة وجيشها المحتل، بأن هناك جيشاً آخر غير جيش الإحتلال الإسرائيلي، يقوم بقتل المدنيين، وبأعداد هائلة، ومرعبة، مما يخلق مبرراً – كما يعتقدون – لما قاموا به ولا زالوا، يومياً، ضد الشعب الفلسطيني.

لكن، ما على حكومة شارون وجيشها إدراكه، بأن الرابط بين ما يقوم به هذا الجيش ضد الشعب الفلسطيني، وما يقوم به جيش الغزو ضد الشعب العراقي، هو رابط واحد فقط، وهو الإحتلال الذي ليس له وجهاً جميلاً البتة، وإن احتلال الجيش الأمريكي والبريطاني للعراق، لا يعطي الشرعية لما يقوم به جيش الإحتلال الإسرائيلي، حيث لا "يشرعن" الإحتلالَ احتلالٌ آخر، وإنما يأتي ما تقوم به هذه الجيوش، تحت مسمى واحد، هو "إرهاب الدولة المنظم"، والذي يمارس بمنطق القوة، رغم وجود إجماع دولي على عدم شرعيته، لا في حالة الغزو الأمريكي على العراق، ولا في حالة الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.

ورغم أنه واضح تماماً بأن شارون وحكومته وجيشه، يستغلون ما تقوم به قوات الغزو في العراق، لتصعيد العدوان على الشعب الفلسطيني، تحت ذرائع يختلقها الإحتلال لتبرير جرائمه، إلاّ أنه لم يدرك حتى الآن، بأن التاريخ أثبت انه لا يوجد احتلال على مدى العصور، استطاع أن يهزم شعباً مؤمنا بحقه، ويناضل من أجل حريته وكرامته.

وما على شارون أن يقرأه جيداً، بأن كل المخيمات التي أقيمت حول العراق لاستقبال اللاجئين الهاربين من الحرب، لا زالت فارغة حتى الآن، بل وأن العراقيين يعودون بالآلاف إلى بلدهم للدفاع عنه، فكيف يقرأ الموضوع في الشارع الفلسطيني الذي شكلّ مثالاً يحتذى به في التضيحة من أجل الحق والحريّة؟.

http://www.miftah.org