درس بالكاميرا من جيش الإحتلال الإسرائيلي إلى جيش الغزو الأمريكي
بقلم: مفتاح
2003/4/9

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=198

لا نستيطع الجزم بأن الجيش الإسرائيلي لم يشارك مباشرة في غزو العراق، لكن جيش الإحتلال الإسرائيلي قام مساء أمس، بإرسال درس مصور بالكاميرا لجيش الغزو الأمريكي في العراق، حول كيفية استخدام الطائرات الحربية المقاتلة أف 16، بقصف سيارة متحركة (هدف متحرك) في غزة، وإصابته بدقة بثلاثة صواريخ، وكيفية تكليف طائرات الأباتشي، باكمال الدور وقصف الأطفال والمدنيين الذين تجمعوا لإخلاء المصابين والجرحى -إذا ما وجدوا- حيث حولت الصواريخ أجساد المواطنين الثلاثة الذين كانوا في السيارة إلى أشلاء متفحمة.

سبعة شهداء بينهم طفلان، سقطوا خلال هذا القصف العدواني البشع، وأصيب ما يزيد عن اربعين آخرين، عشرة منهم جراحهم خطيرة.

إنها مجزرة بشعة، لكنها تأتي في وقت انشغل العالم برمته- خلاله - في الجريمة التي اقترفتها قوات الغزو الأمريكي، ضد الصحفيين في العراق يوم أمس، وهو استغلال بشع يضع الجريمة – الحدث – في تقييم نسبي، يفقدها أهميتها، في ظل اعتبار استهداف الصحفيين جريمة حرب، وهو صحيح، إلا أن استهداف المدنيين والأطفال، تحت ذرائع الأمن الواهية، وباستغلال "جرائمي" خطير، هو جريمة حرب أخرى، تضاف إلى سجلّ الأحتلال الذي يسود العالم هذه الأيام.

إن الرسالة الإسرائيلية الملطخة بدم الجريمة مساء أمس، والمرسلة إلى الأمريكيين، ذات مغزيين، أولهما، أن اسرائيل تشارك بشكل مباشر في هذه الحرب على الوطن العربي، وهي بدورها تقوم بنفس الأعمال الإرهابية التي تقوم بها قوات الغزو الأمريكي، وتتضمن بذلك شكراً لأمريكا التي خاضت كل حربها ضد العراق من أجل عيون إسرائيل، وقد جاء ذلك جهراً على لسان كولن باول وزير الخارجية الأمريكي، وثانيهما، رداً واضحاً على عدم قبول خارطة الطريق من قبل حكومة شارون، وإعلان بأن اسرائيل وحدها هي التي تقرر شكل الكيان الفلسطيني، والحكومة التي تريدها ان تحكم هذا الكيان، اقتداء بما تقوم به امريكا في العراق، وهو فرض الحقائق على الأرض بمنطق القوة.

إنه التشييع الحقيقي لجثمان الأمم المتحدة، والمجتمع الدولي، إلى الأبد، وتنصيب امريكا وإسرائيل بشكل فعلي وعملي مكانهما، وهي رسالة لأوروبا وروسيا والصين تحديداً وللعالم بأسره عموماً، فهل سنشهد من يقف امام هذا العدوان ضد الإنسانية؟.

http://www.miftah.org