ما بعد عرفات.. المزيد من الوحدة!
بقلم: مفتاح
2004/11/17

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=2018


بدون أدنى شك ان رحيل القائد الكبير والرمز الفلسطيني ياسر عرفات، سيترك فراغا يصعب شغره لما لهذا الرجل من قدرات قيادية. ولا يختلف اثنان في الساحة الفلسطينية على ان احدا من القادة الفلسطينيين الحاليين لن يستطيع ملء الفراغ الذي تركه الرئيس الراحل، أو الاضطلاع بمهامه القيادية، لما شكلته قيادته من قيادة فذة لسفينة النضال الفلسطيني التي وصلت الى ما هي عليه اليوم من مكانة مرموقة في المحافل الدولية رغم كل محاولات التصفية التي تعرض لها الشعب الفلسطيني على مدار عمر قضيته العادلة.

وعليه، فان المرحلة ما بعد الرئيس ياسر عرفات، تستوجب اجراء وقفة تقييمية للأوضاع الداخلية وترتيب البيت الفلسطيني لمواصلة مسيرة النضال الذي شقها الرئيس عرفات للوصول الى بر الأمان لتحقيق الأهداف الوطنية الفلسطينية بالعودة والاستقلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. ولعل الانتقال السلس واليسير للسلطة قد اثلج الصدور، وجاء ليخيب آمال كل الذين راهنوا على نشوب اقتتال فلسطيني داخلي على السلطة. وأولى الخطوات المفروض اتباعها على طريق ترتيب الأوضاع الفلسطينية تتمثل في تشكيل توسيع المشاركة السياسية من خلال اشراك المعارضة الفلسطينية في عملية صنع القرار، حيث انه بات من الملح أكثر من أي وقت مضى، إقامة قيادة جماعية فلسطينية.

يضاف الى ذلك، الاتفاق على برنامج عمل وطني تجمع عليه جميع الفصائل والقوى السياسية المختلفة، ليشكل البوصلة الهادية، وتكريس مبدأ المشاركة السياسية واشاعة الحياة الديمقراطية من خلال اجراء انتخابات عامة تشريعية ورئاسية وتعزيز سيادة القانون لحماية الشعب الفلسطيني وممتلكات من عبث الفاسدين. كما يتعين إعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية واعادة هيكلتها لتضم كل القوى والفصائل والشرائح السياسية المختلفة، لتمثل بالفعل ذلك الاطار الجبهوي الذي يحتضن ويضم الجميع في كنفه. ففي هذه المرحلة العصيبة ما بعد الرئيس الراحل، فان الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات أحوج ما يكون الى المزيد من الوحدة الوطنية.

http://www.miftah.org