اسرائيل تتعهد بتسهيل الانتخابات الفلسطينية وباول يرى فرصة للسلام
بقلم: مفتاح
2004/11/22

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=2052


القدس (اف ب) تعهدت اسرائيل الاثنين بالسماح لكافة الفلسطينيين بالمشاركة في الانتخابات الرئاسية المقررة مطلع العام القادم في الوقت الذي اشاد وزير الخارجية الاميركي كولن باول ب"فرصة" السلام في الشرق الاوسط.

وخلافا للتصريحات التي ادلى بها مسؤولون اسرائيليون متشددون وافق رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الاثنين على مشاركة الفلسطينيين الذين يعيشون في القدس الشرقية التي ضمتها اسرائيل عام 1967 في الانتخابات التي ستجري في كانون الثاني/يناير.

وجاء في بيان اصدره مكتب شارون بعد محادثاته مع باول "في رأي شارون يجب ان تسمح اسرائيل لعرب القدس الشرقية بالمشاركة كما حصل في السابق الا ان هذا الامر سيناقش في الدوائر المعنية وسيتم اتخاذ قرار بهذا الشان".

ويقوم وزير الخارجية الاميركي المستقيل بأول زيارة له الى المنطقة منذ 18 شهرا في اطار مساعي واشنطن لاحياء عملية السلام المتوقفة في الشرق الاوسط.

وقال باول في تصريح صحافي قبل ان يبدأ محادثاته مع شارون ان "هذه لحظات تلوح فيها فرصة فيما نتطلع الى اجراء الانتخابات الفلسطينية". واضاف الوزير الاميركي "سنقوم بكل ما بوسعنا لكي تجري هذه الانتخابات في اجواء هادئة".

وتابع باول "يجب انهاء الارهاب وانهاء العنف. على جميع الاطراف ان تكون مستعدة لتنفيذ التزاماتها بموجب خارطة الطريق واعتقد ان الفرصة مناسبة".

وفي مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الاسرائيلي سيلفان شالوم قال باول انه "من المهم" السماح لفلسطينيي القدس الشرقية المشاركة في الانتخابات التي تامل الولايات المتحدة ان تتمخض عن قيادة فلسطينية معتدلة.

وقال شالوم "ان اسرائيل ستبذل كل ما بوسعها لمساعدة الفلسطينيين على اجراء انتخاباتهم ورفع جميع العقبات التي يمكن ان تعترضهم" في تنظيم هذه الانتخابات المقررة في التاسع من كانون الثاني/يناير المقبل.

واوضح شالوم ان تخفيف القيود سيشمل خاصة "حرية التحرك" للفلسطينيين الذين سيتمكنون من "الوصول الى مرشحيهم". لكنه اكد "لن نفعل شيئا يمكن ان يضر بامن الاسرائيليين".

وبدأت يوم السبت المنافسة على الانتخابات لاختيار خليفة للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات الذي قاطعته اسرائيل والولايات المتحدة بحجة انه يمثل عقبة في وجه السلام وبدأت عملية تسجيل المرشحين.

الا انه لم يتم خلال المحادثات التي اجراها باول مناقشة الخطوات التي ستتخذها اسرائيل لتسهيل الانتخابات الفلسطينية.

وقال باول "لم نتطرق الى تفاصيل مواعيد الخطوات التي يمكن ان تتخذها اسرائيل الا ان (الاسرائيليين) يدركون ما هو ضروري".

وكانت السلطات الاسرائيلية سمحت لسكان القدس الشرقية التي ضمتها اسرائيل عام 1967 بالمشاركة في الانتخابات الفلسطينية عام 1996 في مكاتب البريد.

وعقب محادثاته مع الاسرائيليين بدأ باول محادثات مع القيادة الفلسطينية المؤقتة بمن فيها محمود عباس رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ورئيس الوزراء احمد قريع والرئيس الانتقالي للسلطة الفلسطينية روحي فتوح في مدينة اريحا.

وتعد اجتماعات باول مع القيادة الفلسطينية مؤشرا على تغير اميركي بعد المقاطعة الاميركية الطويلة لعرفات الذي توفي قبل 11 يوما في فرنسا.

وذكرت مصادر فلسطينية انها تتوقع ان يضمن الاميركيون انسحاب القوات الاسرائيلية من مدن الضفة الغربية الرئيسية وتخفيف الاجراءات العسكرية الاسرائيلية خلال فترة الانتخابات.

ومن المقرر ان تشمل محادثات باول الخطة الاسرائيلية للانسحاب من قطاع غزة بنهاية عام 2005 والاستعدادات السياسية والامنية الفلسطينية لضمان تنفيذ ما يسمى بخطة الفصل الاسرائيلية.

وسيتوجه باول في وقت لاحق الاثنين الى مصر لاطلاع القوى الثلاث الاخرى التي تقف وراء خارطة الطريق للسلام وهي الاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة على نتائج محادثاته وذلك على هامش مؤتمر شرم الشيخ حول العراق.

وتقضي خطة خارطة الطريق باقامة دولة فلسطينية بحلول عام 2005 الا ان تلك الخطة لم تشهد اي تقدم منذ اطلاقها العام الماضي وتهدف الولايات المتحدة حاليا الى اقامة دولة فلسطينية بعد سنوات.

وتلي محادثات باول زيارة يقوم بها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الثلاثاء ووزير الخارجية البريطاني جاك سترو الخميس.

ومن ناحية اخرى حصل شارون على دعم سياسي الاحد عندما تخلص من تحد لسلطته داخل حزب الليكود من جانب معارضين لخطة الفصل التي اقترحها. فقد فاز الوزير بلا حقيبة تساهي هانغبي مرشح شارون الاحد برئاسة اللجنة المركزية في حزب الليكود (يمين).

وحصل هانغبي على 53% من الاصوات مقابل 47% لخصمه الوزير السابق بلا حقيبة عوزي لاندو الذي يتزعم "المتمردين" على شارون داخل الحزب.

وكان لاندو ارغم على الاستقالة من الحكومة بعد تزعمه جناح المتشددين في حزب الليكود ضد خطة الانسحاب من غزة التي عرضها شارون على الحكومة والكنيست.

ولم يتمكن المتطرفون داخل الليكود المعارضون لرئيس الوزراء من الفوز في منصبين مهمين: رئاسة المكتب السياسي ومنصب الامين العام.

وفاز في هذين المنصبين على التوالي وزير الزراعة اسرائيل كاتز ووزير الصحة داني نافيه اللذان ينتميان الى نفس التيار الذي ينتمي اليه هانغبي.

الا ان المحللين يعتقدون ان ذلك لن يعزز كثيرا موقف شارون او يمنحه الحرية في فرض سياساته.

http://www.miftah.org