الذين يفهمون الكلام والذين لا يفهمونه
بقلم: مفتاح
2003/4/21

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=210

العودة بالعالم اجمع إلى الظلامية، باسم التنوير والحضارة والديمقراطية، هو ما يقوم به الرئيس الأمريكي جورج بوش، والإدارة الأمريكية اليمينية هذه الأيام، ويظهر فيها بوش بدور استاذ الكتاتيب، الذي يلقن الطلاب درساً في كيفية التعامل ويقيمهم بناء على منطق:

"الذين يفهمون الكلام والذين لا يفهمونه"

الأمر ليس غريباً علينا على الساحة الفلسطينية، فقد أخذ بوش هذا المنطق من شارون، الذي كان يحاسب الشعب الفلسطيني منذ توليه رئاسة الوزرراء في إسرائيل، بناءً على أننا لا نفهم الكلام، وما يقوم به هو عقاب لنا حتى نفهم الدرس، ونفهم الكلام.

إن الذين يفهمون الكلام على طريقة شارون وبوش، هم الذين لا زالوا يؤمنون بنظرية الكتاتيب في التعلم والثقافة، حسب القصة التي رواها د. هشام شرابي في كتابه "مقدمة لدراسة المجتمع العربي"، حول الكتاتيب، عندما ضرب الشيخ احد التلاميذ، فشجّ رأس هذا التلميذ، فطلب الشيخ من التلميذ ان يخبر أهله بأنه وقع فشجّ رأسه، ثم أدرك بأنه من الممكن ان يخذله ويقول الحقيقة، فيصبح الشيخ معتدياً وكاذباً، فعاد وقال للتلميذ " أو قل لهم، ضربني الشيخ فشج رأسي" وعندما ذهب التلميذ إلى أبيه، وسأله ابوه عما حصل، فقال: "يا ابي وقعت فشجّ رأسي، أو ضربني الشيخ فشجّ رأسي" حيث أعاد بالضبط ما لقنّه الشيخ، دون زيادة أو نقصان.

لكن الذين لا يؤمنون بنظرية الكتاتيب، فإنهم بالضرورة سيعلنون بأن "الشيخ" بوش "والشيخ" شارون يشجون رؤوسنا ورأس العالم بأسره كل يوم، وهو اغراق للعالم في الظلامية، وليس التنوير.

http://www.miftah.org