إسرائيل تردّ على خارطة الطريق بخطة بيني أيلون
بقلم: مفتاح
2003/5/3

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=228

الحدث الإسرائيلي الفوري، الذي شكلّ رداً سريعاً على تسليم "خارطة الطريق"، إلى الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، جاء باجتياح في قطاع غزة اوقع ثلاثة عشر شهيداً فلسطينياً، بينهم ثلاثة أطفال، أحدهم عمره سنتان، قتل بين يدي والدته برصاصة اسرائيلية في الرأس.

الرسالة واضحة، كما كانت التي سبقتها باربع وعشرين ساعة، رداً على مصادقة المجلس التشريعي الفلسطيني على الحكومة الفلسطينية الجديدة، وهي مجزرة مشابهة راح ضحيتها سبعة شهداء فلسطينيين.

إذن، إسرائيل ترد بالدم والإرهاب المنظم، على كل المحاولات الفلسطينية والدولية، للتقدم نحو التهدئة والحوار، وترد بقتل الأبرياء على مبادرات السلام، وتؤكد دوماً وبشكل عملي، على أن الاحتلال هو الإرهاب بعينه، وهو الذي تمارسه إسرائيل على الأرض، بيد أذرعتها العسكرية المختلفة، ومنها جيش الاحتلال، الذي ينشر الدمار التام بعد القتل الإرهابي اليومي للإنسان الفلسطيني في أماكن تواجده كافه.

وليس ذلك فقط، فقد ردت إسرائيل رداً سياسياً "إرهابياً" على خارطة الطريق، حين توجه وزير السياحة الإسرائيلي، بيني أيلون، أمس الأول، إلى الولايات المتحدة، حيث سيعرض على المسؤولين الأمريكيين خطته، والتي هي نسخة عن خطة مارشال، التي تستند إلى توطين الفلسطينيين في الأردن، وفرض السيادة الإسرائيلية من نهر الأردن إلى البحر الأبيض المتوسط.

وتدعو خطته إلى عدم تطبيق رؤية الرئيس الإمريكي بوش، بخصوص الدولة الفلسطينية، باعتبار أنها ستؤدي فقط إلى تعزيز "الإرهاب"، حسب وجهة نظره، التي يعتبر فيها أن الأردن هي فلسطين.

وتركز الخطة على أن تستخدم إسرائيل قوتها العسكرية والسياسية، لتدمير كامل البنية التحتية "الإرهابية" الفلسطينية، ويتم هدم مخيمات اللاجئين وإبعاد "الإرهابيين".

خطة أيلون خطة إرهابية منظمة، تأخذ شكلاً سياسياً متناغماً مع القوة العسكرية الإسرائيلية، التي تمارس فعلاً تدمير البنية التحتية الفلسطينية، وتصعد من أعمال القتل والإرهاب ضد الشعب الفلسطيني، هذه هي الرد على تسليم خطة خارطة الطريق، ولكن الواضح تماماً، بأن هناك تواصل واستمرار في التعامل مع إسرائيل كدولة فوق القانون، ومع الفلسطينيين كشعب تحت الأمر، وهو ما يكرس الرؤية الإسرائيلية بالاحتلال، ومواصلة تفريغ الشرعية الدولية من مضمونها، وهو ما يزيد من هلامية الصورة في المنطقة، ويأخذها بعيداً إلى مجهول ليس في صالح أحد.

http://www.miftah.org