في ذكرى النكبة
بقلم: مفتاح
2003/5/14

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=236

تحتفل إسرائيل هذه الأيام بيوم "الإستقلال" وهو يوم قيام الدولة لدى الشعب اليهودي، فقبل خمسة وخمسين عاماً أعلن الإسرائيلييون قيام دولتهم التي يتلقون في مثل هذا الوقت من كل عام التهاني بمناسبة قيامها أو "عيد استقلالهم"، ولكن العالم نسي أو تناسى بأن قيام هذه الدولة جاء أصلاً على حساب نكبة الشعب الفلسطيني الذي بدأ في ذلك اليوم قبل خمة وخمسين عاماً رحلة اللجوء والشتات.

مفارقة عجيبة، أن يجمع يهود العالم أنفسهم من الدول التي ينتمون إليها، بولندا، روسيا، فرنسا، أمريكا، بريطانيا، وحتى يهود الفلاشا من افريقيا وغيرها من دول العالم، يجتمعون هنا على هذه البقعة من الأرض "فلسطين التاريخية" ليقيموا دولتهم على أساس الدين اليهودي، وعلى حساب تشتيت أبناء الشعب الفلسطيني "أصحاب الأرض الأصليين" ويقومون بتهجيرهم وتشتيتهم في بقاع الأرض، أي حق وأية شرعية هي التي تمنحهم الأرض؟.

أي استقلال هو الذي يقوم على نكبة شعب آخر؟

ولولا الظلم التاريخي الذي تعرض له الشعب الفلسطيني من خلال تنفيذ وعد بلفور لما كانت هناك نكبة للشعب الفلسطيني، ورغم ذلك وعلى مدى الأعوام الخمسة والخمسين الماضية "عمر النكبة"، وما عاناه الشعب الفلسطيني من حرب إبادة وتطهير عرقي منظم، ‘إلا أنه اختار السلام من أجل وقف حمام الدم المتواصل بسبب الإحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية، وقبل الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة على 22% من مساحة "فلسطين التاريخية" فيما تبقى إسرائيل على مساحة 78% منها، إلاّ أن حكومات إسرائيل المتعاقبة وخاصة حكومة شارون الحالية لا زالت ترفض حتى أن يقيم الشعب الأصلي، صاحب الحق والأرض والوجود والتاريخ على هذه الأرض دولته على أقل من ¼ مساحة أرضه.

ويقف العالم الحديث خلف الكذبة التي روج لها الإحتلال الإسرائيلي بأن هناك تهديد لوجود إسرائيل من قبل "الإرهاب الفلسطيني" كما يسمونه، ويتحول الصراع من حق شعب في أرضه سلبه الإحتلال هذا الحق إلى جزئية تم من خلالها إعادة تعريف حق الشعوب في المقاومة ضد الإحتلال ليصبح هذا الحق "إرهاباً" ويغض الطرف عن النكبة التي سببها هذا الإحتلال ليصبح الأخير ضحية والشعب الذي طرد من أرضه جلاداً، إن العالم بأسره مدعوّ لإعادة قراءة الحقيقة التاريخية، لينسجم هذا العالم مع ما يدعيه من مطالب يريد بها تعميم الديمقراطية وحقوق الإنسان والعدل، لان هذه الصفات لا تتحقق بالكلام وإنما بالعمل على تحقيقها.

وإلا فإن نكبة الشعب الفلسطيني ستظل تلاحق مصداقية الأمم في تحقيق أهدافها وتطلعاتها لعالم يعمه العدل والديمقراطية.

http://www.miftah.org