هكذا تفكر حكومة شارون ...
بقلم: مفتاح
2003/5/22

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=242

هكذا تفكر حكومة شارون ...

تنويه: المؤسسة الإعلامية في إسرائيل، والإعلام الإسرائيلي برمته، ما يتبع للجيش أو للحكومة أو للقطاع الخاص، عضو رئيسي في المطبخ المصغر لحكومة شارون، ويستثنى من ذلك بعض الصحفيين والإعلاميين الإسرائيليين كأفراد.. .

المتابع للصحافة الإسرائيلية لا يبذل جهداً كبيراً لكي يستنتج كيف يسوّق الإعلام الإسرائيلي وجهة نظر الحكومة فقط، ويهاجم الإعلام الفلسطيني والعربي وحتى العالمي إذا ما لزم الأمر وينعته بالإعلام المحرض على "الإرهاب" إذا ما كان فلسطينياً أو عربياً احياناً، أو بالإعلام اللاسامي إذا ما كان دولياً يتحدث بشكل موضوعي عن الإحتلال الإسرائيلي الاحتلال الوحيد الباقي في هذا القرن.

في الصحافة الإسرائيلية تقرأ:

* أولمرت: "طالما بقي عرفات حّياً .. اليهود سيموتون". "لنقطع عرفات عن العالم".
* موفاز: "ياسر عرفات كان ولا يزال العائق الأساسي في وجه المسيرة السياسيّة بين إسرائيل والفلسطينيين". "عرفات يرى في الإرهاب وتصعيده شرطاً لبقاءه الشخصي" "خلال لقاء شارون وأبو مازن، اقترحت إسرائيل على الفلسطينيين أخذ المسؤولية في مناطق مختلفة من قطاع غزة ويهودا والسامرة، ولكن الفلسطينيين رفضوا الإقتراح".
* الجيش الإسرائيلي: "ان أحد أسباب نجاح الفلسطينيين الأخير (يقصد التفجيرات) هو تقليص حظر التجول على المدن الفلسطينية في أعقاب تعيين أبو مازن في منصب رئيس الوزراء".
* تقرر مقاطعة الزعماء الأجانب الذين يعلنون نيتهم لقاء عرفات واستئناف إبعاد عائلات "الإنتحاريين" من "يهودا والسامرة" إلى قطاع غزة، وقد تم تنفيذ إبعاد إلى غزة.
* إسرائيل لا تزال معنية بمنح الفرصة لأبو مازن لتنفيذ الملقى على عاتقه، وإبعاد عرفات سيمس بمحاولة إقامة قيادة فلسطينية بديلة.

من الواضح تماماً أنك لا تحتاج إلى قراءة بين السطور أو خلف معاني الكلمات لتدرك بأن هناك تحريضاً مباشراً وواضحاً للقتل والإرهاب، على لسان وزيرين في حكومة شارون كما جاء على لسان أولمرت (عرفات حي .. اليهود سيموتون). وعلى لسان موفاز (الإرهاب شرط لبقاءه الشخصي (المقصود عرفات).

وهؤلاء يتحدثون عن أن دماء الإسرائيليين تسيل من "الإرهاب الفلسطيني" ويتناسون تماماً أن ايديهم تستحم بدماء الفلسطينيين كل يوم.

ومن الواضح تماماً أيضاً أن هناك كذب وتزوير وتحريض إسرائيلي على الشعب الفلسطيني برمته في محاولة لشرعنة استباحة الدم الفلسطيني من خلال تسويق الكذب الإسرائيلي للعالم بأسره حيث قال موفاز "شارون اقترح على أبو مازن أخذ المسؤولية في مناطق مختلفة من قطاع غزة و"يهودا والسامره" ولكن الفلسطينيين رفضوا.

الخلاصة:
إسرائيل ترى "الإرهاب" في الفلسطينيين وتتعامل على أنها ضحية هذا الإرهاب وتستنجد بالعالم كله بما فيه أوروبا والأمم المتحدة وروسيا والصين لوقف "إراقة الدم اليهودي" حسب تعبيرها. وتتناسى بتاتاً شلال الدم الفلسطيني اليومي الذي تريقه على طول رقعة الأرض الفلسطينية والهدم والقتل والاغتيالات والحصار والسجناء، وكأن هناك شعباً يهودياً فقط على هذه الأرض في صراع مع إنسان آلي فلسطيني لا قيمة لحياته ودمه وكرامته.

تتدخل حكومة إسرائيل في حياة الفلسطينيين من لقمة عيشهم إلى مجلس وزرائهم، تفرض حصاراً وتهميشاً لرئيسهم كما تريد، وتتحكم في اجتماعات مجلسهم التشريعي كما تريد، وتشكل لجاناً إسرائيلية دولية تراقب طريقة صرفهم لأموالهم كما تريد، وتشكل لجاناً إسرائيلية ودولية تراقب طريقة صرفهم لأموالهم كما تريد، وتقبل من تريد، وترفض من تريد، وتقول علنا بأنها تعمل على خلق قيادة فلسطينية بديلة، وتروّج المخدرات في القدس الشرقية وتتهم السلطة الفلسطينية بالفساد، وتتدخل في عدد الدولارات التي وقع ياسر عرفات على صرفها لعمل بدلات للشرطة الفلسطينية، ولا احد يحاسبها على صرف أموال طائلة من أموال الدعم الأمريكي في بناء المستوطنات اللاشرعية، وحتى الكرفانات التي تم إخلاءها من مقر الحكومة القديم قدمت هبة لمستوطني مجلس "يشع" الذين قال أحد قيادييهم:
"أخيراً تم استخدام هذه المباني من أجل الاستيطان والإسكان وليس من أجل الهدم".

في الوقت الذي تطرح خطة خارطة الطريق، لا تقبل اسرائيل بها في حين قبلها الفلسطينيون، بل وأكثر من ذلك يقوم وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي بالإعلان عن نيته فتح الحرم القدسي الشريف أمام المصلين اليهود، الأمر الذي يعلم الجميع بأنه يشعل الموقف ويصعد منه لدرجة اللاعودة.

عند الحديث عن العملية السلمية أو اية مطالب من اسرائيل، تقوم إسرائيل فوراً بمحاولة لتهميش الدور العالمي (الأوروبي والروسي والأمم المتحدة والعالم كله) وتقبل فقط بالدور الأمريكي رغم أنها تستجدي العالم ذاته حين تعلب دور الضحية أكثر تتتعرض "للإرهاب" الفلسطيني حسب تعبيرها. وأكثر من ذلك فهي تحاول الاستحواذ على الموقف وإعادة صياغته من جديد وتطلب من أمريكا تسويقه للعالم بالصورة الإسرائيلية.

وهكذا ترى اسرائيل من حقها التدخل في كل صغيرة وكبيرة في العالم وليس من حق أحد أن يطالبها بشيء لا تريده وإلا أصبح لاساميّاً.

إنها دولة احتلال واستيطان ودولة إرهاب منظم، تشعر أنها فوق القانون فلن يكون هناك حل سلمي معها قبل إنهاء أسباب الصراع وهي إنهاء الإحتلال، وإعادة اسرائيل إلى السياق الدولي الذي يخولّ الأمم المتحدة محاسبتها على تجاوزاتها ضد المجتمع الدولي والشرعية الدولية وإعادتها إلى مكان تحت القانون، بعدها يمكن طرح مبادرات سلمية للحل عندئذ لوجود صلاحيات يمكن تنفيذها.

http://www.miftah.org