ولا زال الإحتلال جاثماً على حقنا
بقلم: مفتاح
2003/6/5

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=252

في الخامس من حزيران عام 1967 م، احتلت إسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية بعد حرب قصيرة مع الدول العربية، واليوم هو الخامس من حزيران عام 2003 م، يكون الإحتلال قد أتم 36 عاماً وهو جاثم على حقنا وأرضنا وجونا ومائنا وهوائنا وحريتنا.

لا أعرف ما إذا كانت الصدفة وحدها هي التي قادت الرئيس الأمريكي بوش في هذا اليوم بالذات إلى قاعدة السيلية في قطر ليتحدث أمام جنوده الذين احتلوا العراق قائلاً، أن حربهم في العراق هي رسالة "لقوتهم و رحمتهم في آن معاً"، وقال أيضاً "إن الحرية هبة الله للبشر"، ولا يحق لأحد أن يسلب الناس حريتهم.

أليس عجيباً أن يقال هذا الكلام في الذكرى السادسة والثلاثين لإحتلال اسرائيل للأراضي الفلسطينية، أم أن الفلسطينيين ليسوا من البشر الذين وهبهم الله الحرية وسلبها الإسرائيليون منهم؟

لا أحد يستطيع أن يحاسب الناس على مشاعرهم، ولكن التقييم الحقيقي يكون للأفعال "تطبيق الأقوال"، والاختبار الحقيقي الآن هو في مدى تطبيق وتحقيق ما يقال، وأهمه هنا على هذه الأرض، حيث يعاني الشعب الفلسطيني برمته من آخر احتلال كولونيالي في الكون يسلب الحرية باسم الديمقراطية ويمارس الإرهاب باسم الإنسانية، ويتعامل كدولة فوق القانون باسم القانون.

بالأمس فقط في العقبة، كان امتحان آخر، قدمت فيه السلطة الوطنية الفلسطينية باسم الشعب الفلسطيني التزامها بما جاء في خطة خارطة الطريق كما نصت عليه الخطة، ولم تقل إسرائيل ما طلبته الخطة، ولم يعلن شارون وقف التحريض بل وأجّل تقديم تسهيلات إنسانية على حياة الفلسطينيين لحين التأكد من تنفيذ الأطراف الأخرى التزاماتها وهذه في جوهرها تأتي من منطق تعامل إسرائيل كدولة احتلال وليس كشريك سلام.

والالتزام الأمريكي الواضح والثابت والراسخ هو الالتزام بقوة لأمن إسرائيل باعتبارها "دولة يهودية حيوية" كما قال الرئيس الأمريكي بوش، وبما أنها دولة احتلال فهو ملتزم بأمن الأحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.

ورغم ذلك لا زال الفلسطينيون يعطون الفرصة للسلام وللحوار ولكن الجميع مطالب وعلى رأسهم أمريكا بأن اساس المشكلة هو الاحتلال وليس الأمن، وأن إنهاء الاحتلال يجلب الأمن فيما فرض الأمن لا يجلب نهاية الاحتلال.

"إنها ستة وثلاثون سنة من الإحتلال".

http://www.miftah.org