شارون وخطة قارعة الطريق
بقلم: مفتاح
2003/6/11

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=256

الصواريخ الإسرائيلية التي أطلقتها يوم أمس الأباتشي أمريكية الصنع بهدف اغتيال الدكتور عبد العزيز الرنتيسي في غزة أصابت سيارته على الطريق المأهول بالسكان وقتلت مرافقه وأمّاً وطفلة لم تكمل الأعوام الأربعة من عمرها كانتا تسيران على قارعة الطريق، غير المواطنين الأبرياء الذين أصيبوا جراء هذا القصف الصاروخي الموجه نحو الناس في الشارع.

هذه هي خطة شارون وسياسته المعروفة تاريخياً، أن يقتل البشر الآمنين بصواريخ الطائرات الحربية داخل منازلهم ومؤسساتهم ومدارسهم وفي الطريق وعلى قارعة الطريق فهو لا يريد أن يرى أحداً على الطريق ولا أن يرى عملية سلمية في الطريق ولا أن يرى خارطة للطريق غير الطريق التي تفتحها جرافاته ودباباته عبر الأحياء السكنية وتقصي البشر والشجر والحجر إلى القارعة.

وبشكل أدق فإن المبرر الاسرائيلي لاغتيال الرنتيسي هو أنه حجر العثرة أمام تطبيق خارطة الطريق ولذلك اختارت حكومة شارون إزاحته عن الطريق.

ولكن إذا كان هذا هو المنطق ، فسيكون مبرراً جداً حسبه، بل ومن حق الفلسسطينيين بناء عليه إزاحة المستوطنين جميعاً والذين يقفون بشكل معلن ضد تطبيق خارطة الطريق بذات الطريقة التي اختارتها حكومة شارون وهي الاستهداف الجسدي بالقتل الآن ومستقبلاً وينسحب ذلك على كل من لن يطبق خارطة الطريق، الأمر الذي يؤكد بشكل لا لبس فيه بأن دوامة العنف والعنف المضاد ستتعاظم وسيصبح الكل على قارعة طريق شارون الذي يريد أن يبقى الطريق سالكاً له فقط وليس لغيره.

ولذلك فإن خطة قارعة الطريق التي ينفذها شارون لوحده وقد نجح حتى الآن في إنجاز أجزاء مهمة منها تقتضي:
1. إقصاء اللجنة الرباعية عن طريق الخطة والإبقاء على أمريكا لوحدها ، وقد أنجز.
2. إقصاء المقاومة الفلسطينية عن الطريق إلى قارعة الطريق، وهو تحت الإنجاز.
3. إقصاء الشرعية الدولية وقراراتها عن الطريق والتفرد الاسرائيلي بكل شيء كدولة فوق القانون، وقد أنجز.
4. إقصاء القيادة الفلسطينية المنتخبة ديمقراطياً عن الطريق واختيار الأشخاص المرغوب التحدث معهم، وهو تحت الإنجاز.
5. إقصاء الموقف العربي عن الطريق والاستفراد بالشعب الفلسطيني، وقد أنجز.
6. إقصاء اليسار الإسرائيلي الخجول عن الطريق والانفراد باليمين المتطرف في صناعة القرار الاسرائيلي، وقد أنجز.
7. شطب خريطة الطريق عن الطريق واستبدالها بخطة قارعة الطريق التي يريدها شارون والتي تقضي بالإبقاء على الاحتلال وإنجاز اتفاقيات مرحلية لا غير مقابل تحصيل الأمن للشارع الاسرائيلي، وذلك تحت الإنجاز.

فهل يدرك الجميع الآن بأن الحل يتطلب أولاً إقصاء شارون عن الطريق وفتح المجال أمام قيادة إسرائيلية معنية بالسلام العادل؟

http://www.miftah.org