فرحُ النجاحِ والمصيرِ المجهول
بقلم: مفتاح
2003/7/23

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=274

عشرات الآلآف من الطلبة الفلسطينيين أنهوا الدراسة الثانوية وتأهلوا للإلتحاق بالجامعات، والآلآف من الطلبة الذين تخرجوا من الجامعات المختلفة خلال الأيام العشرين الماضية يستعدون للانخراط في ميادين العمل المختلفة ومشاعرهم مختلطة بين الفرح الغامر بالنجاح والذي يعدّ أجمل أنواع النجاحات في الحياة وبين الإحساس بالضياغ بسبب الغموض الذي يكتنف مصيرهم المجهول حتى اللحظة.

فمن جانب أين سيجد الناجحون في امتحان "التوجيهي" كلهم مقاعد دراسية في الجامعات التي لا تستطيع استيعاب اعدادهم المتزايدة ومن جانب أخر أية فرص عمل تنتظر الذين تخرجوا من هذه الجامعات في وضع تتزايد فيه البطالة في ظل الاحتلال والاغلاق والمنع والحصار.

هل يدرك الساسة والمسؤولون في العالم مدى الإحباط الذي يصيب هذا العدد الهائل من الفلسطينيين الذين كان لديهم قبل هذا اليوم شكلاً آخر يمارسون من خلاله الحياة وهو الدراسة وبين ليلة وضحاها بسبب هذا النجاح أصبحوا في المربع مجهول المصير، وهل يعلم هؤلاء المسؤولين ما هي تداعيات هذا الاحباط الذي يفرضه الاحتلال على الجميع، وتحت أي بند من حقوق الإنسان والتحضر يندرج هذا القتل الذهني والثقافي والإنساني الذي تمارسه حكومة إسرائيل باسم الحضارة وتصنف فيه الشعب الفلسطيني برمته في خانة الإرهاب.

من الذي سيحاسب الدولة التي تقوم بشكل منهجي ومنظم بتدمير استعداد الإنسان للعطاء ومصادرة حقه بالانخراط في العمل الميداني الإنساني المنتج، وتحويله من منتج إلى عالة على المجتمع بغير سبب اقترفه لمجرد أنه فلسطيني؟

إنها دعوة إلى وسائل الإعلام كافة، والتي من المفترض أن تنقل الحقيقة بموضوعية للعمل على كشف هذه الجرائم المبطنة، حيث الممارسة التي تخلق الرغبة في التعبير عن الرفض بطرق مختلفة سيكون ضمنها بالقطع التعبير العنيف، ولا يجب أن تنظر وسائل الإعلام فقط لتصوير مشهد عنف قام به أحد ضحايا العنف والإرهاب المنظم الذي يبرمج في غرف مكيفة من قبل أشخاص يلبسون أحدث موديلات ربطات العنق ليظهروا بمظهر حضاري ويسوقوا أنفسهم كضحايا لمن لا حول لهم ولا قوة.

http://www.miftah.org