وماذا عن الإسرائيليين؟
بقلم: مفتاح
2003/8/24

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=289

إعلان الرئيس الأمريكي جورج بوش يوم أمس بأن على الفلسطينيين أن يفككوا المجموعات المتطرفة التي تستهدف إسرائيل إذا ارادوا أن يكون لهم دولة مستقلة، ودعوته شارون لضرب مجموعات المقاومة الفلسطينية تنطوي على خطورة كبيرة إذ أنها تعني تصعيد العدوان على الشعب الفلسطيني برمته ومباركة كل أنواع الاحتلال والتدمير والقتل والحصار والإستيطان حيث لا يتصف الموقف الأمريكي بمصداقية ونزاهة تمكنه من لعب دور حقيقي لاحلال سلام عادل.

لائحة الطلبات التي على الجانب الفلسطيني أن ينفذها لا تنتهي وكلما نفذ الفلسطينيون جزءاً منها فاجأتهم إسرائيل وأمريكا بطلبات جديدة وهذا يعني في مضمونه بأن أمريكا لا تسعى إلى تنفيذ خريطة الطريق التي هي خطة أمريكية بالأصل وقد استحوذت إسرائيل على هذه الخطة وأعادت صياغتها كما تريد وبالشكل الذي يخدم مصالحها فقط وهذا ما حذرنا منه مسبقاً والآن تقوم إسرائيل باستخدام الولايات المتحدة الأمريكية للدفاع عن الصياغة الجديدة والتي لا تشكل إسرائيل فيها طرفاً من طرفي الصراع وإنما مراقباً ومحاسباً ومعاقباً دون السماح لأحد من أطراف اللجنة الرباعية بالتدخل وقد اصبحت هذه اللجنة غائبة تماماً عن الموقف.

ولكن يجب إدراك حقيقة واضحة بأن الحل لا يأتي بطريق الغبن والفرض والإجبار وممارسة إرهاب الدولة المنظم والتحصن وراء التعامل الضمني من العالم تجاه إسرائيل بأنها دولة فوق القانون وإنما يأتي بإحقاق الحق العادل والشرعي وإعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه التي اقرتها الشرعية الدولية.

إن أمريكا تحديداً مطالبة بتفعيل دور الرباعية ومنحها صلاحيات المراقبة والتدخل ووضع لجان مراقبة دولية فعالة على من لا ينفذ بنود خطة خارطة الطريق ومحاسبة الطرف الذي يماطل في ذلك وقبل كل شيء وقف العدوان المتواصل على الشعب الفلسطيني دون توقف رغم أن الطرف الفلسطيني كسلطة وطنية وكفصائل اثبتت في اكثر من موقف وبشكل عملي بأنها مع وقف العنف وأوقفت العمليات لمدة أكثر من شهر واكثر من مرة فيما استمرت إسرائيل بعدوانها وسياستها الاحتلالية المتواصلة.

http://www.miftah.org