"سوبــر" إحتــلال
بقلم: مفتاح
2003/8/30

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=293

تستحق إسرائيل بجدارة لقب "سوبر احتلال"، لأنها باحتلالها أرض الغير أقامت دولة، وبمواصلتها الاحتلال منعت شعباً آخر من إقامة دولته، وبممارستها إرهاب الدولة المنظم عن طريق الاغتيالات وعمليات الاختطاف والاستيطان والحصار والقتل والتدمير فرضت على العالم أن يخشاها ويقف مع منطق القوة المدعومة عالمياً وأعادت على مدى العقود الخمس ونيّف الماضية صياغة كل القرارات الدولية بما يتناسب مع مصالحها وسوّقتها من جديد بعد أن قلبت الحقيقة من خلال لعب دور الضحية وتجريم الواقع تحت الاحتلال.

ولكن ماذا بعد؟

العالم بقطب واحد، وغياب تام للمنظمة الدولية (الأمم المتحدة)، و"تطنيش" مبرمج لكل قرارات الشرعية الدولية، وتجاوز للقانون الدولي، ولكن الشعب الفلسطيني باقٍ على أرضه ولن يتركها.

ألم تدرك إسرائيل وأمريكا بعد بأن أيّ حلّ للقضية يجب أن يكون عادلاً وشاملاً حتى تنتهي مقاومة الاحتلال وأنه بغير أنتهاء الاحتلال ستبقى المقاومة بأشكالها المختلفة حتى لو تم لإسرائيل ما تسعى إليه من توقيع اتفاقيات مرحلية والإبقاء على الإحتلال ولن يكون لها ذلك. ولكن جدلاً لو كان لها ذلك فإن مقاومة الإحتلال لن تنتهي وسيبقى الشعب الفلسطيني رافضاً للعبودية لأنها أسوء واقع، وأي واقع غيره أفضل منه، فعن أي حلٍ تبحثون؟

إذا لم تتوفر نيةّ صادقة واضحة جلية تحق الحق وتعيده لأصحابه الشرعيين، فإن مزيدا من العنف هو الذي سيكون سيدّ الموقف.

هل سيظهر من يستحق لقب "السوبر" في وقف هذه البشاعة الاحتلالية المتواصلة ووضع حدٍ للحكومة التي تدعي الديمقراطية (إسرائيل) وهي دولة خارج القانون وفوقه؟

الحل هنا فلا تذهبوا بعيداً.

http://www.miftah.org