اليوم هو الحادي عشر من سبتمبر 2003، الذكرى السنوية الثانية لتدمير برجي التجارة العالمي في الولايات المتحدة الأمريكية، هذا الحادث الذي غيّر وجه التاريخ وشكّل نقطة فاصلة في حياة الشعوب والتي أعلنت بعدها الولايات المتحدة الأمريكية ما سمته "الحرب على الإرهاب".

ورغم أننا بشكل واضح ضد هذا العمل بشكل لا لبس فيه إلاّ أنّ ما سمّته الولايات المتحدة الأمريكية "الحرب على الإرهاب" أصبح غطاءً تنتهك تحته الحرمات والحريات وحقوق الإنسان وتستباح به مقدرات الشعوب ومستقبلها السياسي والاجتماعي والأخلاقي دون رادع ودون قانون.

حتى اللحظة، وبعد عامين من الحادث الرهيب، لم ترغب الولايات المتحدة الأمريكية بتعريف ما هو الإرهاب؟ ومن هو الإرهابي؟، الأمر الذي أعطى الغطاء لدول تمارس الإرهاب المنظم وتحتل أرض الغير بالقوة (مثل إسرائيل) بتشريع عملها ضد المدنيين والأبرياء والأطفال والنساء في الأرض الفلسطينية لسبب وحيد فقط هو أنّ حليفتها هي أمريكا وتحت هذا الحلف تقوم بممارسة ما تريده كدولة فوق القانون وفوق الشرعية الدولية.

الإرهاب عمل لا يقيّم بحجمه بل بمبدئه، وإذا ما جرت المقارنة في هذا المجال فإن عدد الذين سقطوا في حادث البرجين زاد قليلاً عن ثلاثة آلاف شخص وعشرات آلآف الجرحى، وعدد الفلسطينيين المدنيين الأبرياء والأطفال الجرحى الذين سقطوا خلال الأعوام الثلاثة الماضية لا يقلّ كثيراً عن الثلاثة آلآف وعشرات آلآف الجرحى والمقعدين، وإذا ما كان نتيجة حادث البرجين تدميرهما بالكامل ففي كل يوم تهدم إسرائيل وأمام عدسات الكاميرا بنايات وعمارات سكنية وبيوتاً تعتبر في عيون أصحابها أبراجاً بنوها بتعب وكدّ سنيين العمر كله تنهار في دقائق، ولكن الذي لا يشبه بعضه هنا أنّ حادث البرجين -الرهيب والمدان- مضى عليه عامين وبسببه قامت حرب على بلدين وتم تغيير النظام فيهما بعد دمار شديد حلّ بهما ولكن الحوادث اليومية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني لم تنته بعد وهي متواصلة طوال العقود الماضية التي هي عمر الاحتلال الذي يقوم بدوره بالإذلال اليومي والقتل والتدمير واستهداف كل مناحي الحياة الفلسطينية ،وهو فعل دولة الاحتلال (إسرائيل) تجاه شعب وأرض تحتلهما (الشعب الفلسطيني والأرض الفلسطينية) ولم تصنف هذه الدولة بعد تحت قائمة الإرهاب.

فمتى ستوضع إسرائيل على قائمة الإرهاب؟

وهل ستوضع أصلاً؟