الشرعية الدولية في ذمة بوش
بقلم: مفتاح
2003/9/25

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=328

كلمة الرئيس الأمريكي جورج بوش أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أوضحت جلياً مأزق فشل الإدارة الأمريكية حتى الآن في التعامل بنزاهة وحيادية تجاه ما يجري على الأرض الفلسطينية من عدوان متواصل ومدمر من قبل حكومة شارون، وهذا الموقف الأمريكي المنحاز إلى جانب إسرائيل هو الذي يعطي الأخيرة ضوءً أخضراً لمواصلة سياستها الاحتلالية، ويوفر غطاءً لجرائمها وتجاوزاتها للشرعية الدولية ولإرهاب الدولة المنظم الذي تمارسه دون رادع في ظل غياب المجتمع الدولي واستحواذ أمريكا وإسرائيل على القرار العالمي.

الخطاب ليس ابتزازاً للفلسطينيين فحسب بل هو إعلان من على منصة الأمم المتحدة –راعية الشرعية الدولية- بإلغاء المفهوم السابق للشرعية الدولية واختصارها في القرار الأمريكي فقط حيث لا شرعية بعد اليوم إلا لما تصفه أمريكا بالشرعية والذي يعني تماماً استبدال الشرعية الدولية بالشرعية الأمريكية وهو منتهى اللاشرعية.

إنها سابقة خطيرة أن يفرض رئيس دولة عظمى كالولايات المتحدة شروطاً على شعب تحت الاحتلال تمنعه من حق إقامة دولته المستقلة -بعد إقرار العالم أجمع بهذا الحق- حتى يغيّر قيادته المنتخبة، بقيادة تفصّلها له الولايات المتحدة وتتناسب مع رؤية الدولة التي تحتل هذا الشعب بقوة السلاح، حيث لم يعد الأمر تنصل من المسؤلية القانونية والأخلاقية القاضية بإنهاء الاحتلال بل تجاوزه إلى تكريس مفهوم الاحتلال والظلم ومنطق القوة وهو ما يضع الأمور برمتها خارج السيطرة والقوانين.

وعلى أرض الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي يعطي الموقف الأمريكي حكومة شارون حق استخدام الطائرات الحربية –أمريكية الصنع- وغيرها في قصف المدنيين الفلسطينيين دون تردد وهو عين الإرهاب الذي تتشدق أمريكا به لمواصلة حملتها الدولية القاضية بالاستحواذ على ثروات دول أخرى تحت مسمى "مكافحة الإرهاب"، وهذه الرخصة الأمريكية المجانية يدفع ثمنها الشعب الفلسطيني من دماء أطفاله ونسائه وشبابه ومن مقدراته، لكنها بذلك أيضاً ترجع العالم بأسره إلى عهد المشاع وهو ما لا يمكن ضبطه، الأمر الذي يبشر بدوامة عالمية ومستنقع من الدماء.

http://www.miftah.org