ترجّل الفارس .. فارس الإبداع الفلسطيني إدوارد سعيد .. ترجّل شامخاً كما كان على الدوام .. ترجّل إلى خارج المكان لكنه بالقطع لن يكون خارج الزمان.

هناك بعيداً خارج حدود جغرافيا الوطن الأم فلسطين، الأم والأب والعائلة والذكريات والحلم الآتي، هناك بعيداً ارتقت روحه إلى العلى بعد صراع جريء قل نظيره مع المرض لعقد ونيّف من الزمن أضاف خلاله أجمل إبداعاته الفكرية للإنسانية.

كان زاهياً كالشعر، مشاكساً سلساً، مبدعاً نادراً، مناوراً ذكياً، فناناً رقيقاً، مفكراً عبقرياً، متوحداً في إنسانيته ومنسجماً مع ذاته الإنسان والقضية.

فتح نافذة فريدة على الإبداع الإنساني ومدّ جسراً عرّف من خلاله العالم بأسره على القضية الفلسطينية بشموليتها كقضية وطنية إنسانية تاريخية ثقافية شاملة، وكان سفيرها الإنساني فوق العادة، الذي ساهم في تعريفنا بالآخر بشموليته وتعريف الآخر بنا من خلال تواصل إبداعي امتاز بالوعي والصدق والمثابرة الدائمة.

كان حاضراً دائماً دون توقف وعندما رحل، رحل دون توقف ولكنه ترك داخلنا شعوراً بالفخر والأمل دون توقف، فهو الذي عاش آخر حياته خارج الوطن رحل والوطن يعيش داخله في حالة توحد نادرة تبقيه داخلنا إلى الأبد