مركز الأسرى: اعتقال 230 مواطناً واستشهاد أسيرين داخل سجون الاحتلال خلال الشهر المنصرم
2005/7/9

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=3342


غزة - وفا- أفاد مركز الأسرى للإعلام، اليوم، بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت خلال حزيران- يونيو المنصرم، 230 مواطناً، بينهم 12 طفلاً، في أنحاء متفرقة من محافظات الوطن، فضلاً عن استشهاد أسيرين داخل سجون الاحتلال.

وأكد المركز في تقريره عن الشهر المنصرم، وتلقت "وفا" نسخة منه، عبر البريد الإلكتروني، على أن وضع قضية الأسرى ازداد سوءاً، مشيراً إلى استشهاد الأسيرين بشار بني عودة، وعلي أبو الرب، وتدهور حالات العديد من المرضى، بينهم الأسيران رياض العمور ومراد أبو ساكوت، كما أصدرت سلطات الاحتلال مزيداً من أحكامها الجائرة على عدد كبير من الأسرى في السجون الإسرائيلية. واعتبر أن المطالبات المحلية والعربية والدولية بتحسين أوضاع الأسرى، وتقديم المبادرات المحلية والدولية المنادية بالإفراج عن الأسرى في السجون الإسرائيلية، لم تؤثر نهائياً على الموقف الإسرائيلي المتعنت تجاه قضية الأسرى.

وأوضح أن سلطات الاحتلال في مقابل إطلاقها سراح 400 أسير في الثاني من شهر حزيران، صعدت من حملات الاعتقال الواسعة بحق المواطنين خاصة جنوب الضفة الغربية، مشيراً إلى أن محافظة الخليل في الضفة الغربية، شهدت أعلى نسبة اعتقالات، حيث اعتقلت قوات الاحتلال 90 مواطناً على الأقل من أبناء المحافظة. وأفاد بأن قوات الاحتلال اعتقلت سبعة متضامنين أجانب، 6 منهم اعتقلوا في بلدة بلعين في محافظة رام الله والبيرة في الضفة الغربية، خلال التظاهرات السلمية ضد جدار الفصل العنصري، فيما اعتقلت متضامنة أخرى في بلدة مردة في محافظة سلفيت. وأوضح أن قوات الاحتلال اعتقلت ستة من الإناث، اثنتان منهن دون الثامنة عشرة من العمر، وهن: نعمة محمد النقايرة (14 عاماً)، من الرماضين في محافظة الخليل، وهديل جهاد السعدي (16 عاماًَ)، من بلدة عتيل في محافظة طولكرم، وسهاد عوض الله الحيح (25 عاماً)، من بلدة صوريف في الخليل، وغزلان سليمان حجة (25 عاماً)، من بلدة دورا- الخليل، أريج محمد بدر (27 عاماً)، من مدينة الخليل، ناريمان السلامين (28 عاماً)، من بلدة السموع في الخليل.

كما أوضح أن قوات الاحتلال اعتقلت ثلاثة أطباء، هم: د. كمال الطل، من بلدة الظاهرية في الخليل، بعد اقتحام عيادته أثناء ممارسة عمله الإنساني، دون مبرر، ود. أحمد مسلماني، من بيت حنينا في القدس، واعتقل من منزله في البلدة بعد اقتحامه، ود. معتز جميل مرقة، من الخليل في الضفة الغربية. وأكد التقرير، أن سلطات الاحتلال واصلت ممارساتها القمعية خلال الشهر الماضي، ضد الأسرى، لزيادة الضغط على المعتقلين وتحطيم روحهم المعنوية، ومن ذلك تجديد اعتقالاتهم والحكم على عدد منهم بأحكام سجن متفاوتة، ومنها تجديد الاعتقال الإداري للأسير أمين جمال إشتية (31 عاماً)، للمرة الثانية عشر على التوالي، منذ اعتقاله في شهر آب 2002.

كما أكد ارتكاب سلطات الاحتلال لعدد من الجرائم البشعة اتجاه الأسرى دون مراعاة في السجون، متعمدة إثارتهم للضغط عليهم وإهانتهم بشكل لا يتوقف، في وقت ضاق الأسرى فيه ذرعاً جراء هذه الانتهاكات.

وأشار التقرير إلى حادثة تدنيس المصحف الشريف في السابع من الشهر الماضي، بعد أيام من تدنيس المصحف في معتقل "غوانتانامو" الأمريكي، وتكرار الجريمة في سجن "مجدو"، بتدنيس المصحف وإلقائه على الأرض وتمزيقه خلال تفتيش الأسرى والعبث بممتلكاتهم الشخصية.

واعتبر أن سياسة العزل الانفرادي، إحدى أسوأ الأساليب المستخدمة ضد الأسرى لما لها من تأثيرات سلبية نفسية وبدنية، موضحاً أن 14 أسيراً لا يزالون يقبعون في زنازين العزل، بعضهم قضى فيها نحو أربعة أعوام، ومن بينهم الأسير معتز حجازي، الذي مر على عزله أكثر من 3 أعوام في قسم "إيشل" في سجن بئر السبع. وأفاد بأن الأسير تعرض جراء عزله للإصابة بحالات توتر عصبي واضطراب نفسي وتدهورت حالته الصحية بشكل كبير جداً نتيجة عزله الطويل في زنازين تحت الأرض تحت ظروف قاسية وتعرضه لإجراءات ومضايقات متواصلة من قبل السجانين.

وأكد على استمرار سلطات الاحتلال في ممارسة أبشع وأقسى أساليب التعذيب ضد الأسرى في سجون الاحتلال، تزامناً مع إحياء المجتمع الدولي في السادس والعشرين من الشهر الماضي من كل عام، باليوم العالمي لمناهضة التعذيب.

وأشار إلى تنفيذ الأسرى في سجون الاحتلال سلسلة الإضرابات والاحتجاجات للمطالبة بتحسين أوضاعهم وتوفير مستلزماتهم الإنسانية، حتى يتم الإفراج عنهم وتحريرهم. وفيما أوضح أن أكثر من 95% من الأسرى داخل سجون الاحتلال، تعرضوا للتعذيب وسوء المعاملة، أعتبر أنه مؤشراً خطيراً على مدى استشراء التعذيب والحصانة والصلاحيات التي تمنحها إسرائيل لسجانيها لإذلال وقهر الأسرى.

وشدد على أن دولة الاحتلال تعمل بشكل دؤوب على تطوير ترسانة التعذيب لديها، على الصعيد النفسي أو الجسدي، من خلال الضغط النفسي أو عبر الوسائل المادية المختلفة. وأشار إلى جملة من أساليب التعذيب الإسرائيلية مثل: الحرمان من النوم وقضاء الحاجة والتفتيش العاري والاستفزازي، والاعتداء بالضرب الجسدي المبرح وعدم مراعاة الحالة الصحية للمعتقلين، والشتائم البذيئة والمهينة والتحقير، والشبح بأشكال مؤلمة ولساعات طويلة، والكي بالسجائر وعدم تقديم العلاج للجرحى والمرضى، والاحتجاز في زنازين قذرة وسيئة مليئة بالرطوبة، والتهديد بالاغتصاب والتحرش الجنسي.

كما أشار إلى ممارسة سلطات الاحتلال أساليب شد القيود بشكل مؤلم، ومنع المحامين من لقاء المعتقل لفترة طويلة، والخنق بالكيس، واستخدام كلاب متوحشة لترويع الأسير، واعتقال أحد أفراد العائلة كوسيلة ضغط، أو التهديد بالتعرض لهم، وتعريض الأسرى للبرد أو الحر الشديدين، والتهديد بإبعاد المعتقل وهدم منزله وتشريد عائلته، إلى جانب العزل الانفرادي. وأكد التقرير على استمرار الإهمال الطبي في سجون الاحتلال الإسرائيلي، والامتناع عن تقديم العلاج وإجراء العمليات وترك المرضى والجرحى، الذين يصل عددهم إلى أكثر من 900 أسير، دون اهتمام، فضلاً عن استخدام الدواء السحري لعلاج كافة الأمراض "المسكنات". . وأشار إلى انتشار العديد من الأمراض داخل سجون الاحتلال مثل أمراض الجهاز التنفسي، وأمراض القلب، والأمراض الجلدية، وأمراض السكري والأمراض النفسية والعصبية، وأمراض الجهاز البولي، وأمراض العيون والأذن والأسنان، وتلك الناجمة عن ضربات الشمس والجفاف.

وشدد على وجود حالات مرضية مستعصية جراء إصابتها بأمراض خطيرة مثل السرطان والفشل الكلوي والشلل النصفي، معتبراً أن الموت يلاحق الأسرى المرضى يومياً بسبب الإهمال الطبي والمماطلة في إجراء العمليات الجراحية وعدم توفير الأدوية والعلاج اللازم. وأوضح أن الأسرى يواجهون أوضاعاً قاسية داخل سجون الاحتلال، تزيد من تفاقم أمراضهم في ظل عدم توفر سجون صالحة للحياة الآدمية، أو أوضاع تناسب الأسرى المرضى، إضافة إلى سوء الطعام والضغوطات النفسية وعمليات القمع والملاحقة، وعدم توفر الأدوية اللازمة.

واستعرض التقرير عدداً من أمثلة الأسرى المرضى في سجون الاحتلال، مثل حالة الأسير سلامة محمد حسن رشايدة (30 عاماً)، من سكان بيت لحم، الذي فقد البصر بسبب التعذيب الوحشي والضغط النفسي الذي تعرض له في مركز تحقيق "عسقلان" لفترة تزيد عن 40 ساعة للجلسة الواحدة، والأسيرة آمنة منى، التي أصيبت بضيق نفس شديد وحالة اختناق، ولم يقدم لها العلاج بحجة عدم وجود طبيب لإعطائها الأوكسجين، والأسيرة منال غانم، التي لا يقدم لها العلاج رغم أنها تعاني من مرض أنيميا البحر المتوسط "الثلاسيميا". وأوصى المركز بتفعيل قضية الأسرى داخل سجون الاحتلال، وتسليط الضوء على المعاناة الشديدة التي يتعرضون لها يومياً وعلى مدار الساعة، وبتشكيل وسائل الإعلام والمؤسسات الأهلية والحقوقية قوة ضغط على حكومة الاحتلال، وتوسيع دائرة الدعم لقضية الأسرى لتشمل المنطقة العربية والإسلامية والدولية. ودعا المركز إلى تكثيف العمل المحلي والدولي للإفراج عن الأسرى المرضى والأطفال والنساء والشيوخ وذوي الأحكام العالية كأولوية في التجاوب مع قضيتهم وإنهاء مأساتهم.

http://www.miftah.org