الوقت المناسب
بقلم: مفتاح
2003/10/7

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=349

تسعى إسرائيل هذه الأيام لتوسيع رقعة الصراع على الأرض بهدف إشعال المنطقة مستغلة الوضع العربي المتفكك والدعم الأمريكي المطلق والموقف الأوروبي والدولي المتراجعين في ظل الهيمنة الأمريكية الإسرائيلية المتواصلة.

وتعتبر حكومة شارون أن الوقت الآن مناسب لهذا التصعيد بهدف التغطية التامة على المخطط الإسرائيلي العنصري الذي تقوم به منذ فترة طويلة وتريده أن ينتهي بعيداً عن الأضواء لاستخدامه تحت مبدأ فرض الأمر الواقع في إنهاء الحق الفلسطيني القاضي بإقامة دولة فلسطينية مستقلة في حدود الرابع من حزيران 1967م.

هذا المخطط يحمل شعار تكريس الاحتلال على الأرض وعدم توقيع أية اتفاقيات نهائية مع الجانب الفلسطيني والإبقاء على احتلال الأرض والإنسان بتوقيع اتفاقيات مرحلية تضمن الأمن للإسرائيليين ولا شيء للفلسطينيين إلاّ إدارة شؤونهم المدنية في حدود التعليم والصحة والأشغال العامة داخل كانتونات عنصرية لا تسمح لهم بالتواصل.

ويواصل الاحتلال الإسرائيلي بناء الجدار العنصري العازل الذي يكرس عملياً وعلى الأرض أهداف هذا المخطط رغم عدم الرضى الدولي عن هذا الجدار ولذلك فإن التصعيد الحالي وتوسيع رقعة الصراع على الأرض تهدف إلى إشغال العالم لحين إتمام تنفيذ وبناء الجدار الذي يفرض واقعاً مأساوياً لا يطاق ويصعب بعده حتى الحوار حول قضية السلام ما لم يتم إزالة هذا الجدار، وحسب تاريخ الاحتلال الإسرائيلي فإن بناءً لاشرعياً واحداً أقيم على أرض الفلسطينيين لم تهدمه اتفاقات سلام ولا حوارات ولا معاهدات.

وقد عملت إسرائيل على تقويض السلطة الوطنية الفلسطينية وشنت عليها حرباً إعلامية تحت مسميات "الإرهاب" لإضعاف الموقف الدولي المناصر للقضية الفلسطينية تحت حجة عدم وجود قيادة فلسطينية ترغب بالسلام حيث القيادة التي تريدها إسرائيل هي التي ستوقع على التنازل حسب شعار تكريس الاحتلال.

ويتزامن مع ذلك توسيع المستوطنات وبناء أخرى جديدة حيث أن وتيرة الاستيطان ارتفعت بشكل ملحوظ بعد توقيع اتفاقية أوسلو وزادت وتيرتها بشكل طردي مع الزمن منذ ذلك الحين وهو ما شكّل تداخلاً مهيمناً على أراضي الضفة الغربية تحديداً.

وفي القدس الشرقية عملت حكومة الاحتلال على تهويد المدينة في محاولة لإخراجها من دائرة الحوار والعملية السلمية أصلاً حيث طوقت القدس الشرقية بالمستوطنات من جميع النواحي وقد أقيمت بؤر استيطانية داخل مناطق سكنية فلسطينية في القدس الشرقية كما حصل داخل البلدة القديمة وفي حي الشيخ جرّاح والصوانة وجبل الزيتون وسلوان ورأس العامود وزيادة على ذلك فهي تنفذ جداراً عنصرياً عازلاً آخر حول القدس يقطع الحياة والأرض معاً.

وعيه فإن حكومة شارون تقوم الآن بمحاولة لتوسيع رقعة الصراع على الأرض لحين الانتهاء من معالم تكريس الاحتلال في محاولة تظن من خلالها بأنها تحل أزمتها كدولة محتلة أمام المجتمع الدولي متناسية بأن الشعب القابع تحت الاحتلال لا يتوقف عن مقاومة الاحتلال إلا بعد رحيله مهما كانت الإجراءات المنفذة على الأرض.

http://www.miftah.org