أوضاع وواقع الشباب الفلسطيني عشية اليوم العالمي للشباب
بقلم: الجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني
2005/8/11

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=3544


صرح السيد لؤي شبانه رئيس الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني بمناسبة اليوم العالمي للشباب الذي يصادف يوم غد الجمعة الموافق 12/08/2005 أن المجتمع الفلسطيني من المجتمعات الفتية إذ ترتفع نسبة صغار السن والشباب مقابل انخفاض في نسبة كبار السن ويعود ذلك إلى ارتفاع معدلات الإنجاب وان بدأت تلك المعدلات بالانخفاض منذ العقد الأخير من القرن الماضي، وتوقع رئيس الإحصاء الفلسطيني أن يبقى المجتمع الفلسطيني فتيا خلال العقدين القادمين. منوهاً إلى أهمية دراسة واقع الشباب في الأراضي الفلسطينية نظرا لخصوصية المجتمع الفلسطيني بشكل عام والذي يتعرض ويخضع للمعاناة نتيجة لخضوعه لفترة احتلال إسرائيلي طويل وكذلك استمرار إجراءات الاحتلال وغياب الاستقلال الفعلي. وناشد جميع المختصين والمهتمين بأن تجد فئة الشباب في الأراضي الفلسطينية أهمية وعناية خاصة في عملية التخطيط ووضع السياسات واتخاذ القرارات الإستراتيجية.

وقد استعرض السيد شبانه واقع الشباب في الأراضي الفلسطينية على النحو التالي:

ثلث السكان في الأراضي الفلسطينية ضمن الفئة العمرية (10-24) سنة

يعتبر المجتمع الفلسطيني مجتمعا فتيا، شأنه بذلك كباقي المجتمعات النامية، ورغم الانخفاض الذي طرأ على مستويات الإنجاب والوفيات نتيجة تحسن الأوضاع الصحية بشكل عام وصحة الام والطفل بشكل خاص، فضلا عن برامج تنظيم الأسرة، إذ يظهر التركيب العمري للسكان في الأراضي الفلسطينية ارتفاع نسبة الأفراد صغار السن والشباب مقارنة بالفئات العمرية الأخرى. قدر عدد الأفراد في الفئة العمرية (10-24) سنة منتصف عام 2005 في الأراضي الفلسطينية بحوالي 1,220,167 فردا (بواقع 622,038 من الذكور، و598,129 من الإناث)، أي ما نسبته 32.4% من مجمل السكان عام 2005، مع العلم أن نسبتهم لعام 1995 قد بلغت 33.2% من مجمل عدد السكان في العام 1995.

ارتفاع نسبة المتزوجات من الشابات مقابل الذكور المتزوجون من الشباب

تشير بيانات المسح الصحي الديمغرافي، 2004 إلى وجود اختلافات في التوزيع النسبي لكل من الشباب الذكور والإناث حسب الحالة الزواجية حيث أن نسبة من لم يسبق لهم الزواج أقل للإناث مما هي عليـه للذكـور إذ بلغت نسبة الذكور (15-19) سنة الذين لم يسبق لهم الزواج 99.5% مقابل 86.4% للإناث، وفي الفئة العمرية(20-24) سنة 82.2% و41.5% للذكور والإناث على التوالي، في حين أن نسبة المتزوجين مـن الإناث أعلى مما هي عليه للذكور في الفئة العمرية (15-19) سنة و(20-24) سنة بواقع 13.3% و57.6% على التوالي مقابل 0.5% و17.7% للذكور في كلا الفئتين على التوالي.

79.9% من الشباب لا يرغبون بالهجرة رغم الأوضاع الصعبة التي تمر بها الأراضي الفلسطينية

فعلى الرغم من الأوضاع الصعبة التي تمر بها الأراضي الفلسطينية سواء الاقتصادية أو السياسية، فقد أكد 79.9% من الشباب من الفئة العمرية (10-24) سنة أنهم لا يرغبون في الهجرة (77.6% في الضفة الغربية و83.7% في قطاع غزة)، ويلاحظ أن نسبة الشباب الذين لا يرغبون في الهجرة مرتفعة ضمن الفئة العمرية (10-11) سنة إذ بلغت (85.7%) مقابل 73.1% للفئة العمرية (20-24) سنة، وذلك بناء على نتائج مسح الشباب-2003.

تدني نسبة مشاركة الشباب في القوى العاملة عام 2004 عما كانت عليه قبل عام 2000

تشير بيانات القوى العاملة إلى تدني نسبة المشاركة في القوى العاملة عما كانت عليه قبل عام 2000، حيث انخفضت نسبة المشاركة بين فئة الشباب 10-24 سنة من 30.7% عام 1995 الى 30.1% في عام 2000، في حين انخفضت لتصل 28.3% في العام 2004، وعلى الرغم من انخفاضها إلا أن الملاحظ بقائها أعلى في الضفة الغربية منها في قطاع غزة، فقد انخفضت نسبة المشاركة بين الشباب في الفئة (15-24) سنة في الضفة الغربية من 32.8% عام 2000 إلى 28.3% عام 2004، بينما انخفضت في قطاع غزة من 25.1% إلى 20.9% ، وبلغت النسبة بين الشباب في الفئة (20-24) سنة في الضفة الغربية عام 2004، 43.6% مقارنة مع 35.9% في قطاع غزة، بينما كانت النسبة عام 2000، 48.2%، و39.2% على التوالي.

ارتفاع نسبة البطالة بين الشباب خلال سنوات الانتفاضة أشارت النتائج إلى ارتفاع كبير في معدل البطالة بين الشباب (10-24) سنة، حيث بلغ 39.2% في العام 2004، مع العلم أن معدلات البطالة كانت قد بلغت 25.0% لعام 1995، وانخفض ليصل إلى 19.5% في العام 1995.

ارتفاع معدلات الالتحاق بالتعليم لفئة الشباب (10-24) سنة خلال العام 2004

يتضح من خلال بيانات عام 2004 أن معدلات الالتحاق بالتعليم لفئة الشباب (10- 24) سنة في الأراضي الفلسطينية قد 72.7% مقارنة بـ 95.3% لعام 1997 و63.9% لعام 2000، مع العلم ان معدل الالتحاق في التعليم بين الشباب اعلى في قطاع غزة عنه في الضفة الغربية إذ بلغ 71.0% و75.4% للضفة الغربية وقطاع غزة على التوالي وذلك لعام 2004.

انخفاض معدلات التسرب بين الشباب إلى 14.7% عام 2004 مقابل 25.9% لعام 1997

تشير البيانات إلى أن معدلات التسرب الإجمالية من التعليم لفئة الشباب (10-24) سنة خلال السنوات 1997-2004، إذ بلغت 25.9% لعام 1997 وانخفضت إلى 22.5% عام 2000 في حين بلغت 14.7% عام 2004 موزعة بواقع ( 16.6% للذكور و12.7% للإناث). وتشير البيانات إلى أن معدلات التسرب الإجمالية من التعليم في قطاع غزة أقل منها في الضفة الغربية، وقد بلغت هذه المعدلات في الضفة الغربية وقطاع غزة 17.3% و10.5% على التوالي عام 2004.

نصف الشباب في الأراضي الفلسطينية يستخدمون الحاسوب والهدف الرئيس لاستخدام الإنترنت البحث عن المواضيع العلمية يلاحظ من البيانات مدى اهتمام الشباب في العمر (10-24) سنة باستخدام الحاسوب، حيث بلغت نسبة استخدامه في الأراضي الفلسطينية 52.3% بواقع 56.8% في الضفة الغربية مقابل 45.0% في قطاع غزة، كما يلاحظ تقارب نسب الاستخدام بين الذكور والإناث مع ميلها لصالح الذكور على مستوى الأراضي الفلسطينية والضفة الغربية.

تظهر النتائج أن الغرض الرئيس لاستخدام الإنترنت في الضفة الغربية كان للبحث عن مواضيع علمية بواقع 48.2% مقارنة مع 30.7% في قطاع غزة، تليها الدردشة بواقع 19.7% في الضفة الغربية مقارنة مع 20.6% في قطاع غزة.

يقل وقت الفراغ مع التقدم بالعمر حيث تكثر الأعمال والاهتمامات والمسؤوليات

أظهرت بيانات المسح الذي نفذ عام 2003 حول الشباب أن هناك ما نسبته 47.3% من الشباب لديهم وقت فراغ كافي، و27.2% أفادوا بأن لديهم وقت فراغ كبير مقابل 25.5% أفادوا بان وقت الفراغ لديهم قليل مع عدم وجود اختلافات كبيرة على مستوى المنطقة (الضفة الغربية وقطاع غزة) أو على مستوى الجنس (ذكر وأنثى)، وعند التفصيل على مستوى الفئات العمرية للشباب نجد أن فئة (10-11) سنة اقل الفئات العمرية التي تدعي بان لديها وقت فراغ قليل في حين ترتفع في الفئة (20-24) سنة لتصل إلى 37.4% من أفراد تلك الفئة مما يعني أن وقت الفراغ يقل مع تقدم العمر بالنسبة لفئات أعمار الشباب.

ثلث وقت الفراغ يقضيه الشباب في مشاهدة التلفاز وحول الأنشطة إلى يمارسها الشباب أثناء وقت الفراغ برز بصورة لافتة أن مشاهدة التلفاز اكثر الأنشطة التي تمارس أثناء وقت الفراغ وبنسبة 31.9% وخاصة لدى الإناث (40.6%)، فيما احتل الالتقاء بالأصدقاء في المرتبة الثانية وبنسبة 15.0%، ويكمن التحدي الأكبر الذي يواجهه الشباب في كيفية قضاء أوقات الفراغ بشكل منتج في ظل الضغوط السياسية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية التي يواجهونها. وحول الأنشطة التي يرغبون بممارستها ولا يمارسونها حالياً عبر 20.0% من الشباب عن رغبتهم بالمشاركة في رحلات خارج الأراضي الفلسطينية و12.2% في رحلات داخل الأراضي الفلسطينية. ويبدو واضحا هنا ما شكلته الأوضاع السياسية والأمنية السائدة في الحد من ممارسة الشباب للأنشطة التي يرغبون ممارستها في وقت الفراغ وهذا ما أفاد به 26.9% (34.2% في الضفة الغربية و16.3% في قطاع غزة) من مجمل الشباب (10-24) سنة.

ثلاثة أرباع الشباب يقضون وقت فراغهم بالبيت

وبما أن حوالي 32.0% من الشاب أفادوا بأنهم يشاهدون التلفاز أثناء أوقات فراغهم بشكل رئيسي فمن الطبيعي أن يحتل البيت المرتبة الأولى عند السؤال عن المكان الذي يقضي فيه الشباب وقت فراغهم، ولكن النسبة تستحق التدقيق والانتباه فقد أفاد أكثر من ثلاثة أرباع الشباب (76.6%) بأن البيت هو المكان الرئيسي الذي يقضون فيه معظم أوقات فراغهم، ولكن الظروف التي عاشها الفلسطينيون خلال العاميين السابقين من المسح قد تفسر هذا الارتفاع فقد تعرضت الأراضي الفلسطينية إلى موجات مستمرة من الاجتياحات والانتهاكات من الإسرائيليين لمناطق السلطة الوطنية لم تشهدها منذ الاحتلال عام 1967. ومن الملاحظ انخفاض نسب توجه الشباب إلى النوادي الشبابية أو المراكز الثقافية لقضاء أوقات الفراغ ولعل الأوضاع السائدة والتكلفة المرتفعة لبعض الأنشطة تحد من توجه الشباب إلى المسرح أو السينما أن توفرت أصلا في ظل الأحداث الجارية.

نصف الشباب مؤمنين صحياً

تشير البيانات أن هناك ارتفاعا قد طرأ على نسبة الشباب (10-24) سنة المؤمنين صحيا بمعدل ارتفاع قدره 26.0%، فقد بلغت نسبة المؤمنين عام 2004 (52.1%) مقارنة مع 42.1% عام 2000. وعلى الرغم من الارتفاع الملحوظ بنسبة المؤمنين إلا أن النسبة ما زالت منخفضة. لا يلاحظ وجود فروق كبيرة بين نسبة الشباب الذكور والإناث المؤمنين صحيا، مع وجود أفضلية طفيفة لصالح الإناث بواقع 52.6% مقارنة مع 51.5% للذكور.

ارتفاع نسبة الشباب الذين يمارسون عادة التدخين في الضفة الغربية مقارنة مع نظرائهم في قطاع غزة

تشير البيانات أن نسبة الشباب (12-24) سنة المدخنين قد انخفضت من 12.7% عام 2000 إلى 10.1% عام 2004 ، فقد بلغت نسبة الشباب (20-24) سنة الذين يمارسون عادة التدخين في الأراضي الفلسطينية 22.3% مقارنة مع 25.5% عام 2000. وترتفع نسبة الشباب (12-24) سنة الذين يمارسون عادة التدخين في الضفة الغربية مقارنة مع نظرائهم في قطاع غزة لعام 2004 بواقع 12.2%، و6.5% على التوالي. وتفيد البيانات أن ظاهرة التدخين أكثر انتشاراً بين الشباب الذكور منها بين الإناث، حيث بلغت نسبتهم 19.0% و0.8% على التوالي لعام 2004.

ربع الشباب في الأراضي الفلسطينية سمعوا بالصحة الإنجابية يشكل الأطفال (0-17) سنة في الأراضي الفلسطينية اكثر من نصف السكان ويشكل الشباب (10-24) سنة حوالي الثلث، مما يعني أن حوالي ثلثي السكان هم أطفالاً وشباباً، تشير بيانات مسح الشباب في الأراضي الفلسطينية، 2003، أن حوالي ربع الشباب 25.7% سمعوا عن مفهوم الصحة الإنجابية، وترفع النسبة في الضفة الغربية عنها في قطاع غزة بواقع 27.8% مقابل 22.1%، ويلاحظ أن سماع الإناث بالمفهوم أكبر بكثير منه بين الذكور بواقع 31.8%، 19.8% على التوالي.

ترتفع نسبة السماع بوسائل تنظيم الأسرة بارتفاع العمر تشير بيانات عام 2003 أن سماع الشباب (10-24) سنة بوسائل تنظيم الأسرة قد بلغ 51.8% بواقع 57.5% في الضفة الغربية مقابل 42.5% في قطاع غزة، كما وتشير البيانات أن سماع الإناث بوسائل تنظيم الأسرة أكبر بكثير منه بين الذكور بواقع 61.0% مقارنة مع 43.1% على التوالي. يتضح أن نسبة السماع بوسائل تنظيم الأسرة ترتفع بارتفاع العمر وهو ما يعكس بشكل أساسي الحالة التعليمية والزواجية للأفراد، فيلاحظ أن النسبة بين الشباب (20-24) سنة قد بلغت 81.3%، وتنخفض بشكل ملحوظ إلى 64.9% بين الشباب (15-19) سنة.

ترتفع نسبة السماع بالأمراض المنقولة جنسياً بارتفاع المستوى التعليمي

إن أبرز مشكلات العصر في مجال الصحة الإنجابية هي الأمراض المنقولة جنسيا وخصوصا مرض نقص المناعة المكتسبة AIDS، تشير بيانات عام 2003 أن نسبة معرفة وسماع الشباب الفلسطيني (10-24) سنة بالأمراض التي تنتقل عبر الاتصال الجنسي قد بلغت 61.8% بواقع 67.6% في الضفة الغربية مقارنة مع 52.2% في قطاع غزة، لا توجد فروق واضحة بين نسبة معرفة الذكور والإناث ولكن النسبة تميل إيجابيا لصالح الإناث بواقع62.4% مقارنة مع 61.3% للذكور، ويلاحظ أن نسبة المعرفة في الريف كانت الأفضل مقارنة مع الحضر والمخيمات بواقع 64.7%، 59.9%، 63.4% على التوالي، ويتضح مدى تأثير المستوى التعليمي على المعرفة حيث ترتفع النسبة بارتفاع المستوى التعليمي حيث بلغت النسبة بين الشباب (10-24) سنة بدون تعليم 20.5% مقارنة مع 46.3% للحاصلين على الابتدائي، ثم 92.5% للثانوي، 96.0% للحاصلين على دبلوم متوسط فأعلى.

نصف الشباب الفلسطيني يشعرون بانتمائهم للعالم الإسلامي بدرجة أولى

لقد أفاد حوالي نصف الشباب الفلسطيني (51.5%) أنهم يشعرون بانتمائهم للعالم الإسلامي بالدرجة الأولى، في حين أشار 15.7% منهم إلى انهم يشعرون بالانتماء بدرجة أولى إلى العالم العربي، وعلى المستوى المحلي فقد أظهرت البيانات مدى التلاحم الذي يشعر به أبناء الشعب الفلسطيني في ظل الوضع السياسي القائم فقد أفاد 59.2% أنهم يشعرون بانتمائهم بدرجة أولى إلى الأراضي الفلسطينية ككل، كما انه لا يختلف هذا التوجه على المستويات المختلفة كالمنطقة أو الجنس أو حتى العمر وان كان يرتفع قليلا لدى الذكور مقابل الإناث ولدى الشباب في الفئة العمرية (20-24) سنة مقابل الفئة العمرية (10-11) سنة وقد يعود ذلك لزيادة وعي الشباب في الفئات الشبابية متقدمة العمر.

http://www.miftah.org