التقرير الأسبوعي للمؤسسة العربية لحقوق الإنسان
2005/8/16

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=3576

أصدرت المؤسسة العربية لحقوق الانسان تقريرها الاسبوعي "هذا الأسبوع في الجرائد" الذي يحمل رقم 234  ويغطى الفترة الواقعة ما بين 5 إلى 12 آب، 2005. وفيما يلي نص التقرير:-

تداعيات الإعتداء الإرهابي في مدينة شفاعمرو

في النشرة رقم 233 أوردنا خبر بعنوان: "إعتداء إرهابي على عرب فلسطينيين مواطنو الدولة". فيما يلي التطورات التي حدثت في هذا الموضوع:

شارك عشرات الألوف من المواطنين العرب ووفود شعبية يهودية يوم الجمعة الموافق 5/8/2005 بتشييع جنازات القتلى الأربع في الإعتداء الإجرامي، معبرين عن سخطهم الشديد واستنكارهم لمثل هذا الإعتداء. لكن الضحية أصبحت في لائحة الإتهام الآن بعد أن أعلنت الشرطة عزمها على المباشرة في التحقيق في ملابسات مقتل الجندي في الحافلة، زاعمةً أن التحقيق يهدف إلى التوصل لحقيقة ما جرى داخل الحافلة، تدعمها وسائل الإعلام الإسرائيلية التي حاولت تحويل الرأي العام من إستنكار شديد وعارم للحدث إلى محاولة لتحميل أهل شفاعمرو مسؤولية قتل الجندي والقيام بعملية "لينش" بحقه[1][1].

وفي الأيام التي عقبت الحدث تقوم أجهزة الأمن الإسرائيلية بالبحث عن تسعة جنود فارّين من الجيش بأسلحتهم خوفًا من قيام أحدهم بعمليةٍ شبيهة بعملية شفاعمرو. هذا وادعى "المرشد الروحي" للجندي، وهو من جماعة "كهانا" المحظورة في إسرائيل، أنه لم يخطط لهذه العملية مع الجندي ورفض التحفظ من الجريمة وقال أنه لم يأسف على الضحايا، فهم من العرب، وذلك لأن العرب يقتلون اليهود أيضًا، وأضاف أنه كان سيتفهم العملية أكثر لو نفذت في قرية فلسطينية (في الضفة أو القطاع)، وليس داخل الخط الأخضر.

كما ووجه تهديدًا هاتفيًا لإحدى عائلات القتلى، من خلال شخص إدعى أنه من رفاق الجندي ، أنه ورفاقه سيأتون إلى شفاعمرو للإنتقام والثأر لرفيقهم. وتوجهت العائلة إلى الشرطة وطالبت بالتحقيق في هذا الشأن.

ومن جهتها، دعت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في إسرائيل رئيس الحكومة، أريئيل شارون، لتحويل إستنكاره للحدث، إلى قرار حكومي رسمي وترجمته بوقف جميع أشكال التحريض المنهجي ضد الجماهير العربية في إسرائيل، وأشارت إلى امكانية منع حدوث هذه الجريمة لو قامت الدولة باتخاذ التدابير الفعالة لمواجهة التحريض الكامن في مؤسسات الدولة أيضًا[2][2].

إقتحام مسجد وتوزيع مناشير تحمل صور إباحية وعبارات تطالب بطرد العرب

تعرض مسجد دهمش في مدينة اللد، المتواجد وسط أحياء يهودية، إلى إنتهاك وتدنيس عندما أقدم مستوطن يهودي على إقتحامه وتوزيع مناشبر تحمل صورا خلاعية إضافة إلى شعارات كتبت على جدران المسجد وأدرجت في المنشور تدعو إلى طرد العرب وقتلهم. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الحادثة تزامنت مع الإعتداء الإرهابي في شفاعمرو[3][3].

وفي أعقاب هذا العمل، تقدم شيوخ المساجد في البلدة بتقديم شكوى للشرطة وقاموا بتسليم صور للمستوطن المشبوه للشرطة، وقامت بدورها بإرسال سيارات لحراسة مساجد المدينة الأربعة.

وعقب الشيخ يوسف الباز، إمام مدينة اللد، بقوله: "في الوقت الذي يتم فيه التحريض على الجماهير العربية من وزراء وموظفين في السلطة الحاكمة فأنا لا أستغرب أن يفهم البعض أن هذا ضوء أخضر لارتكاب مثل هذه الأعمال"[4][4].

من الجدير بالذكر بأن في سنة 1948، قامت قوات الجيش الإسرائيلي بمداهمة المسجد وبقتل المصلين فيه. أغلق المسجد لسنين طويله بأمر حكومي، ولكنه افتتح مؤخرًا بعد نضال المواطنين[5][5].

إتّساع الهوّة بين العرب واليهود في مجال الصحة

افادت معطيات نشرتها وزارة الصحة الاسرائيلية يوم الأثنين الموافق 8/8/2005 بان الفجوات في الناحية الصحية بين العرب واليهود في اسرائيل اتسعت مؤخرا. وخلال مؤتمر صحفي أقامه المركز الوطني لمراقبة الامراض في وزارة الصحة الاسرائيلية، ظهرت فجوات كبيرة في مجال الصحة بين اليهود والعرب في المجال الصحي وذلك في اول تقرير شامل حول اوضاع صحة الجمهور العربي في اسرائيل.

واشار التقرير الى انه ثمة فارق سلبي بمعدل 3.4 سنوات بين متوسط اعمار الرجال العرب مقابل اليهود، و-4 سنوات بين متوسط اعمار النساء العربيات مقابل اليهوديات. واضاف التقرير ان متوسط الاعمار لدى العرب في اسرائيل لم يسجل ارتفاعا في السنوات العشر الاخيرة مقابل استمرار ارتفاع متوسط الاعمار لدى اليهود. وتبين من التقرير الرسمي ان نسبة الوفيات جراء امراض القلب لدى الرجال العرب كانت اعلى بـ28.4% منها لدى اليهود بينما كانت نسبة وفيات النساء العربيات جراء امراض القلب اعلى بـ66.5% منها لدى النساء اليهوديات.

من الجدير بالذكر ان متوسط الاعمار ووفيات الاطفال يعتبران اثنان من المقاييس المركزية في العالم للوضع الصحي للمجتمعات، حيث ترتفع نسب وفيات الاطفال بشكل خاص لدى الاطفال العرب البدو في النقب حيث يتوفى 14.6 طفلا من كل الف ولادة مقارنة بـ5.2 لدى السكان اليهود في المنطقة ذاتها.

مسؤول رفيع في وزارة الصحة الاسرائيلية عقب على هذه المعطيات بقوله انه "يمكن تفسير الفجوات بين اليهود والعرب بوجود تمييز (تجاه العرب) من ناحية قرب الخدمات الطبية (من المدن والقرى العربية) وبالفوارق في نوعية الخدمات الطبية ومستوى الدخل"[6][6].

ثلث الفقراء في إسرائيل عرب

في تقرير نشرته مؤسسة التأمين الوطني يوم الأثنين الموافق 8/8/2005 تبين ان عدد الفقراء في اسرائيل فاق المليون ونصف المليون مواطن، ثلثهم من المواطنين العرب. وجاء في التقرير ان عدد الفقراء في اسرائيل بلغ في نهاية العام 2004 مليون و534 الفا، بينهم 714 الف طفل فقير.

يشار الى ان نسبة العرب في اسرائيل لا تتجاوز 17% ويبلغ عددهم قرابة 1.1 مليون نسمة (من دون سكان القدس الشرقية (200 الف نسمة) وهضبة الجولان (20 الف نسمة)). وتعني هذه المعطيات ان قرابة نصف المواطنين العرب في اسرائيل يعيشون تحت خط الفقر[7][7].

إلحاق الأضرار بالعشرات من سيارات المواطنين العرب في مدينة بئر السبع

أقدم مجهولون في تاريخ 11/8/2005 على ثقب إطارات العشرات من السيارات التابعة للمواطنين العرب من سكان النقب. وأفاد ضحايا الإعتداءات العرب أنه تم إلحاق الأضرار بسياراتهم في منطقة البلدة القديمة في بئر السبع وفي ساحة مستشفى سوروكا.

وجاء أنه تم الكشف عن سيارة مشبوهة شوهدت وهي تغادر المكان بسرعة، وأن الشرطة قد نصبت عدداً من الحواجز على مخارج المدينة في محاولة للعثور عليها.

وأعلنت الناطقة بلسان شرطة النقب أن جميع السيارات التي ألحقت بها الأضرار تعود ملكيتها للمواطنين للعرب[8][8].

 

[1][1]           الصنارة 12/8/2005، ص 4؛ فصل المقال (عدد خاص بالحدث في شفاعمرو) 7/8/2005.

[2][2]           الإتحاد 7/8/2005، ص 4؛ الإتحاد 12/8/2005، ص 2؛ "هآرتس" بالعبرية، 8/8/2004.

[3][3]           كل العرب 12/8/2005، ص 20.

5   موقع "محسوم" بالعبرية على الإنترنت (www.mahsom.com) 8/8/2005. لمزيد من المعلومات حول انتهاك الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في إسرائيل، راجعوا تقرير المؤسسة العربية: "تدنيس الأرض المقدسة – إنتهاك قدسية مواقع إسلامية ومسيحية مقدسة في إسرائيل".

[6][6]           موقع "عرب48" على الإنترنت (www.arabs48.com)، 9/8/2005؛ صحيفة "هآرتس"بالعبرية، 9/8/2005.

[7][7]           موقع "عرب48"، 8/8/2005؛ صحيفة "هآرتس" 9,8,7/8/2005.

[8][8]           موقع "عرب48"، 11/8/2005.

 

http://www.miftah.org