إسرائيل ... دولة لثلاثة عواصم ؟!
بقلم: مفتاح
2002/10/5

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=36


قرار الكونغرس الأمريكي الأخير الذي وقعه الرئيس جورج بوش، ويقضي باعتبار القدس "الموحدة" عاصمة لإسرائيل لم يكن مفاجئاً في هذا الوضع المحموم بالعنصرية وبمنطق القوة، ولكنه في مضمونه تكريس خطير للتعدي على الحريات والديمقراطية وحقوق الشعوب والدول وإصدار أوامر يجري بمقتضاها إشعال الحروب وتعميق الكراهية والضغينة لأجيال قادمة.

السؤال الأهم هو من الذي يخوّل الكونغرس الأمريكي اعتماد عواصم الدول؟ وكيف يقبلون على أنفسهم في دولة تدعي "رعاية حقوق الإنسان والديمقراطية" اتخاذ قرار يمثل هذه الخطورة التي تتمتع بها مدينة القدس والتي صدرت حولها قرارات دولية من الأمم المتحدة ومجلس الأمن تعتبر القدس الشرقية أراضٍ تحتلها إسرائيل وعليها إنهاء هذا الاحتلال.

إن القرار في مضمونه هو تكريس للاحتلال واستمرار الدعم الأعمى لدولة تحتل ارضي الغير بالقوة دون إبداء أي اعتبار للشعب المحتل، وهو آخر احتلال كولونيالي في العصر الحديث، وهو ما يفقد أمريكا بداية والمجتمع الدولي عامة مصداقيته في تعميم مبدأ الديمقراطية وحقوق الإنسان في العالم نحو عالم أكثر حضارية واتزاناً.

إن استمرار أمريكا في ربط كل قضاياها الخارجية والداخلية بالدعم لإسرائيل يبين أن ما تتخذه إسرائيل من قرارات داخل حكومتها، تقوم أمريكا بتسويقه وفرضه على العالم، حتى أصبحت إسرائيل دولة بثلاثة عواصم، فحيث أن كل الدول التي لها علاقات مع إسرائيل تفتح سفارتها في تل أبيب، فإنها العاصمة الأولى للدولة العبرية وحيث أن إسرائيل تعتبر القدس عاصمتها والآن تعتمدها أمريكا أيضاً فهي العاصمة الثانية، وحيث تخرج قرارات حكومة شارون إلى حيز التنفيذ بعد اعتمادها من الكونغرس الأمريكي فإن واشنطن عاصمتها الثالثة. ولكن الفلسطينيون يطالبون بشكل واضح: دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. أنه صراع بين الحق والظلم.

http://www.miftah.org