تبيض المستوطنات
بقلم: مفتاح
2003/12/11

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=423

رغم أنه لا يملك خطه سياسية يتبعها إلاّ أن رئيس الوزراء الإسرائيلي أرئيل شارون أعلن أمس بأنه يعمل على إعداد خطة أمنية بديلة مركبة وأحادية الجانب تشمل إزالة نقاط استيطانية حسب ادعائه.

وادعى شارون بأنه لا زال متمسكاً بخطة خارطة الطريق التي تبنتها اللجنة الرباعية الدولية لكن خطته البديلة تلك ستخرج إلى حيز التنفيذ إذا ما أحس هو بأن الفلسطينيين لا ينفذون المطلوب منهم في موضوع تفكيك البنية التحتية للمقاومة الفلسطينية.

الصحيح فيما قاله شارون هو ان خطته مركبة وصعبة ومثيره للجدل وغير ذلك ليس صحيحاً فهو يخطط لإقناع العالم من جديد بأن الطرف الفلسطيني هو الذي لا ينفذ خارطة الطريق وقد حذر هو من ذلك ولا يملك إلا تنفيذ خطته الأمنية الجديدة والقاضية بإضفاء الشرعية على المستوطنات الواقعة خلف الجدار العازل أو بمعنى آخر (تبيض المستوطنات) وذلك بعد تفكيك بعض النقاط الإستيطانية في شكل احتفالي يمكنه من تسويق ألعوبته الكبرى (الجدار العازل) كجدار أمني تم ترسيخه كجدار فاصل وعنصري يحدد المناطق الفلسطينية التي من الممكن أن يسمح هو للفلسطينيين بإقامة دولة مفككة وغير متواصلة عليها.

والعنصر الاخر في اللعبة هو ما يمسيه تقديم تسهيلات للفلسطينيين سيقوم بمتابعتها هو شخصياً والتي ستتمثل بإزالة بعض الحواجز العسكرية بعد إتمام بناء الجدار والذي سيحل محلها كتحصيل حاصل فيما يظهر هو إعلامياُ كمانح للتسهيلات ورجل سلام إنساني، والحقيقة هي أن الوضع سيكون أكثر مأساوياً بعد إتمام العمل بالجدار كما هو المثال الذي سيطبق في الجزء الشمالي من القدس الشرقية حيث سيعزل الجدار بالمطلق 90 ألف نسمة في منطقتي الرام وضاحية البريد عدا سكان القرى التي حولها من الناحية الشرقية والغربية والتي تقارب 20 قرية فلسطينية فيما سيتم إزالة حاجز قلنديا العسكري حيث أن هناك فصلاً تاماً وحصراً شاملاً يمنع الوصول إلى القدس من وإلى الضاحيتين المذكورتين.

وقصية اخرى بالغة الأهمية هو أن سيجري ذلك من طرف واحد لان شارون لن يتفق مع الفلسطينيين على شيء وإنما سيطبق هو ما يحلو له من طرف واحد وكأنه هبة ومنحة ومنّة.

http://www.miftah.org