على أبواب العام الجديد.. لنا أمنية
بقلم: مفتاح
2003/12/29

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=428


في استقبال العام الجديد، وعام تلو العام منذ عشرات الأعوام لا يملك الفلسطينيون الا التمني والانتظار .. ولا ينغص عليهم بهجة الأعياد بميلاد سيد السلام سوى غصة يعرفها من سلبت أرضه وأحلامه... وان كان الوقوف للحظات لجرد حصاد عام مضى، لا يحمل المرء في بلادنا على التفاؤل بما هو قادم، إلا أن طبيعة البشر والأشياء تحتم علينا وعلى الأمل العيش معا، والاستمرار في التمني ورفع الصلوات من أجل السلام والطمأنينة.

و إن كانت مدينة السلام قد أحيطت في هذا العام بالجدران والأسوار التي تمنع المؤمنين من الوصول إليها للصلاة، فان الصلوات في القلوب قد تجاوزت الأسوار وعلت عليها ودوت في آذان عالم لا يسمع ولا يكترث. أهالي مدينة المهد كما أهلي مدينتي قلقيلية وطولكرم وعشرات المدن والقرى الفلسطينية الأخرى الأسيرة داخل جدران الحقد والطمع، وحّدهم الأسى ومضوا ينظرون للعام الجديد بعين الأمل، وللعالم بعين الغضب، بعدما صودرت أفراحهم وأراضيهم وبعدما استمر سيلان الدماء على هذه الأرض التي لم يحترم الغاصب قداستها وتاريخها. ففي عام 2003 سقط ما يزيد عن 600 مواطن ومواطنة، فيما بلغ عدد الأسرى داخل السجون الإسرائيلية حتى نهاية نوفمبر الماضي 6068 أسيراً.

ونالت البيئة الفلسطينية نصيبها من الانتهاكات حيث بلغ مجمل الأشجار التي اقتلعها الاحتلال حتى آخر نوفمبر الماضي، 975473 شجرة، فيما بلغت مساحة الأراضي التي جرفت 62039 دونماً، وصودر لصالح الجدار الاستيطاني منذ آذار 2003، 176620 دونماً. و بلغ مجمل المنازل التي دمرت بشكل كلي 4727 منزلاً منها 2218 في قطاع غزة، و54947 منزلاً دمر بشكل جزئي منها 15373 في القطاع. وقائمة الانتهاكات الاسرائيلية بحق شعبنا وأرضنا للعام المنقضي تطول، وتبقى الامنية للعام الجديد أن تتوقف هذه الانتهاكات وينعم الفلسطينيون بالاستقلال.

على أبواب العام الجديد –كما قال الشاعر ذات عيد- لنا أمنية، أن يسود السلام هذا المكان وتزال من القلوب الكراهية ومن الأراضي الحواجز والأسوار ومن العقول الأطماع.. وأن يتمكن كل مؤمن في وقت قريب من زيارة الأماكن المقدسة لرفع الصلوات .. وأن تملأ قلوب العالم المسرة ويعم الأرض السلام.

http://www.miftah.org