أبارتهايد بالألوان
بقلم: مفتاح
2002/10/14

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=44


إذا ما قرر القائمون والمشرفون على كتاب جينس للأرقام القياسية يوماً الإعلان عمّن حطم رقماً قياسياً في تسجيل الأرقام القياسية فستكون حكومات إسرائيل المتعاقبة بما اقترفته ضد الشعب الفلسطيني.

فقد حطمت الرقم القياسي في عدم تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، والرقم القياسي في انتهاكات حقوق الإنسان ضد شعب محتل، والرقم القياسي في عدة المجازر المرتكبة خلال فترة الاحتلال والرقم القياسي في عدد الاغتيالات والقتل بدم بارد، والرقم القياسي في فترة قياسية في قتل الأطفال تحت 18 سنة وتحت 12 سنة وحتى عمر ثلاثة أيام والرقم القياسي في مصادرة الأراضي وأرقاماً قياسية أخرى كثيرة تحتاج لكتب للأرقام القياسية وليس كتاباً واحداً.

ولكن الرقم القياسي الجديد الذي سيضاف إلى أرقامها القياسية هو تحطيم الرقم السابق في نظم الفصل العنصرية ولكن هذه المرة بالألوان، فقد حددت إسرائيل المرور للفلسطينيين على الحواجز العسكرية الرئيسية حول المدن الفلسطينية المحاصرة بمسارب ينتظر فيها المواطنون للدخول حسب لون بطاقات هوياتهم أحمر - أخضر - أزرق حيث أصحاب البطاقات الزرقاء هم الفلسطينيون الذين يحملون بطاقة مقدسية وأصحاب البطاقة الخضراء هم الذين يحملون بطاقات صادرة عن السلطة الوطنية الفلسطينية وهم دائماً ممنوعون من الدخول، والبطاقات الحمراء يحملها الفلسطينيون من سكان الضفة الغربية الذين يسكنون خارج حدود المنطقة أ ولم يجددوا بطاقاتهم بعد مهم ممنوعمن من الدخول ما لم يحصلوا على تصريح خاص بذلك، وبناءً عليه سيقوم جنود لا تزيد أعمارهم عن 18 عاماً بممارسة مراهقتهم ومزاجيتهم وعمليات الإذلال اليومية على كل المواطنين الفلسطينيين الذين يعبرون هذه الحواجز للعلاج أو للذهاب إلى عملهم أو لإنجاز قضاياهم اليومية.

إنها سابقة في التاريخ أن يفصل الناس بناء على لون بطاقات هويتهم إنها قمة الفصل العنصري بالألوان.

وقد أضافت حكومة شارون ملحقاً جديداً لهذا النظام حيث سيقام شارعين متوازيين من الرام عبر بيت حنينا إلى مدينة القدس، أحدهما تمر منه السيارات الإسرائيلية التي يملكها يهود والآخر تمر منه السيارات الإسرائيلية التي يملكها عرب حيث لا مكان أصلا لغير للسيارات التي تحمل لوحة فلسطينية من الدخول إلى القدس وهو فصل عنصري جديد حيث أن الطريق التي يسلكها العرب سيقام عليها عدة حواجز عسكرية يفتش خلالها بشكل شخصي كل من يمر إلى القدس وأما الطريق التي يسلكها اليهود فستكون طريقاً سريعاً لا تأخير فيها.

أخيراً، أضيف ما قاله الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش:

"كنا إذ بغض الصخر نفتح حيزاً للفل... لكننا لم تعل تينتنا ليشنقنا عليها القادمون من الجنوب".

http://www.miftah.org