رسالة السيدة ثريا أحمد عبيد المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان بمناسبة اليوم الدولي للأُسَر
بقلم: صندوق الأمم المتحدة للسكان
2006/5/15

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=5162


ينضم صندوق الأمم المتحدة للسكان اليوم إلى شعوب العالم للاحتفال باليوم الدولي للأُسَر. ويبرز موضوع احتفال هذا العام، وهو "تغيير الأسر: التحديات والفرص"، التغيرات الهائلة التي تتعرض لها الأسر في مختلف مناطق العالم.

والتحضر هو أحد أكبر التحولات التي نشهدها. إذ يعيش ما يقرب من نصف جميع الناس في المدن حالياً، وذلك مقارنة بأقل من 15 في المائة فقط قبل قرن. وارتفعت أعداد الأطفال المنتظمين في المدارس، ولاسيما البنات، مما أدى إلى مشاركة أعداد متزايدة من النساء في القوة العاملة الرسمية. وعلاوة على ذلك، تشير الأدلة إلى أن الزيادة في عمالة الإناث كانت عاملاً رئيسياً من عوامل النمو الاقتصادي والحد من الفقر. وليس مما يدعو للدهشة أن القادة الذين حضروا مؤتمر القمة العالمي الذي عُقد في عام 2005 أعلنوا أن "تقدم المرأة هو تقدم الجميع".

لقد كان تحقيق تقدم المرأة وأسرتها هو محور التركيز الرئيسي لصندوق الأمم المتحدة للسكان المتحدة للسكان منذ تأسيسه. فعندما تتعلم المرأة وتكون موفورة الصحة وقادرة على أن تقرر خياراتها بنفسها، فإنها تقوم بما هو الأفضل لنفسها ولأسرتها. فهي تختار عادة أن تنجب عدداً أقل من الأطفال وأن تستثمر في صحة كل طفل وتعليمه. كما أن تحسين صحة المرأة وتعليمها وتحسين فرص العمل أمامها يشجع على الادخار وعلى تحقيق النمو الاقتصادي مما يساعد الدول على مكافحة الفقر.

ومن المهم أيضاً وجود سياسات مراعية للأسر بحيث تساعد الوالدين على تحقيق التوازن بين مسؤوليات العمل ومسؤوليات الأسرة، كما تساعد على قيام علاقات منصفة داخل الأسرة. ففي مختلف أنحاء العالم أدت زيادة الفرص المتاحة إلى تحفيز شابات كثيرات على تأخير الزواج إلى مراحل لاحقة من عمرهن. ولكن التقدم الذي يتحقق مازال متفاوتاً. فحتى الآن مازالت ملايين من الفتيات يتزوجن وهن أطفال، بحيث يُحرمن من التجارب العادية التي يعتبرها صغار السن في أماكن أخرى تجارب بديهية، مثل التعليم المدرسي والصحة الجيدة والفرص الاقتصادية والصداقات مع الأقران.

واليوم يدعو صندوق الأمم المتحدة للسكان المجتمعات المحلية والدول إلى الثني عن زواج الأطفال وتشجيع التعليم الثانوي والمساواة بين الجنسين وإتاحة الفرص الاقتصادية أمام النساء والرجال صغار السن. ويدعو الصندوق أيضاً الحكومات إلى زيادة الاستثمارات في الصحة الجنسية والإنجابية. إذ يتحول ملايين من الأطفال إلى يتامى سنوياً من جراء وفاة أمهاتهم نتيجة لمضاعفات الحمل والولادة، أو نتيجة للإيدز. ومن المؤكد أن بوسعنا أن نكون أفضل حالاً. فمن الممكن إنقاذ أرواح كثيرة، وتعزيز الأسر، إذا تحققت الغاية الدولية المتمثلة في إتاحة سُبُل الحصول على خدمات الصحة الإنجابية للجميع.

مفتاح (15/5/2006).

http://www.miftah.org