أدوية منتهية الصلاحية تعطى للأسرى الفلسطينيين
بقلم: علاء بدارنة
2002/10/15

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=53


الوضع الصحي الذي يعيشه الاسرى الفلسطينيون في السجون الاسرائيلية وصل الي حد الكارثة حيث وصف المحامون الذين يزورون الاسرى في المعتقلات الاسرائيلية بان الاوضاع الصحية للسجناء باتت في وضع خطير للغاية، وان الادوية التي تعطى للمرضى منهم منتهية الصلاحية منذ عام 1998 وفي الغالب تقتصر هذه الادوية علي حبة "الاكامول" لحالات مرضية عديدة.

وأصبح سجن "عوفر" الإسرائيلي المقام علي أراضي بلدة بيتونيا غرب رام الله، يمثل نموذجاً للظلم والاضطهاد الذي يتسم به الاحتلال الإسرائيلي.

الأسرى محرمون من أبسط ضروريات الحياة ومن احتياجاتهم المختلفة، وبخاصة الدوائية منها، في وقت مددت فيه إدارة المعتقل علي مدار الأيام والأشهر القليلة الماضية الحكم ما بين ثلاثة شهور إلي نصف عام لأكثر من 500 أسير بحجة انهم أسرى إداريون.

فأكثر ما يقلق الأسرى هو شبح التمديد المتواصل وبخاصة بحق أبناء محافظتي جنين نابلس، والذي يتم تحت مسميات واهية ودواع يسمونها بالأمنية.

معاناة وإذلال يعيشه الأسرى علي مدار اليوم، وبخاصة فـــي ساعات الفجر الأولى والليل بسبب تكرار عملية العد، حيث يجبرون علي الجلوس علي الإسفلت الذي يمتاز بارتفاع الحرارة نهاراً وبتدنيها لدرجة كبيرة فجراً تمهيداً للعدد.

عشرات الأسرى والذين فك أسرهم من هذا السجن وصفوه بمعسكرات النازية. وعدد من المفرج عنهم أوضحوا أن الأسرى يعيشون في حالة عزلة وانقطاع تام عن العالم الخارجي، بسبب عدم دخول الصحف إلا بنسخ محدودة وفترات متباعدة عبر بعض المحامين، وانعدام وجود أجهزة الاتصال.

شاب من عائلة خلف خرج مؤخراً من هذا المعتقل، أكد وجود مشكلة ثقافية وتعليمية حقيقية داخل عوفر لمحدودية الكتب العلمية وعدم تنوعها، وتركيزها علي المجالات العاطفية والأدبية فقط.

وبين خلف أن ثمة حالات مرضية مستعصية لا زالت تحتجز داخل السجن دون أن تقدم لها أدنى خدمة طبية تذكر، مشيراً إلي أن عدداً كبيراً من المرضى أعطوا أدوية لا تتعلق نهائياً بمرضهم، بل قد تسبب المزيد من التعقيدات والمضاعفات علي صحة الأسير.

وتطرق مواطن آخر من أحد قري محافظة جنين إلي الشتائم والإهانات والانتهاكات التي يقوم بها جنود الاحتلال خلال عمليات نقل المعتقل إلي السجن، أو إلي المحكمة، حيث يترك الأسير مكبلاً بالقيود المعدنية باليدين والرجلين.

وبدوره أشار المحامي موسي شكارنة، إلي أن الوضع العام في المعتقل بائس، وخصوصاً أن خيمه تمتاز في الشتاء بالبرد القارس، وفي الصيف بالحرارة المرتفعة، إضافة إلي انبعاث الأتربة والغبار بشكل دائم من الشارع الالتفافي الذي يشقه الاحتلال بمحاذاته إلي داخل الخيم.

وقال إن الوجبات تقدم للمعتقلين في أوقات متأخرة جداً، وعادة تكون الأطعمة قد لوثت بالتراب والغبار، إضافة إلي ان الخبز بالغالب يكون غير صحي و منتهي الصلاحية، مما يشكل خطورة علي حياة الأسرى.

http://www.miftah.org