عيد بأي حال عدت يا عيد!!
بقلم: مفتاح
2006/12/25

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=6487


تحتفل الطوائف المسيحية التي تسير على التقويم الغربي بأعياد الميلاد المجيدة، وقريبا سيحتفل المسلمون بعيد الأضحى وسط ظروف معيشية صعبة وأوضاع اقتصادية قاهرة وحالة انقسام داخلي ما بين ابناء الشعب الفلسطيني الواحد وتصاعد الانفلات الأمني واقتتال الأشقاء مما يبدد كل فرح العيد الذي تمضي أيامه وكأنها ايام عادية، بل انها دون العادية. فالمواطن الفلسطيني يعيش وسط الاحباط وانعدام الأمل في المستقبل ويعاني من تدهور اوضاعه الاقتصادية، ناهيكم عن المعاناة والاذلال على الحواجز الاحتلالية التي وصل عددها لحد 400 حاجز تقطع اوصال الوطن الواحد الى معازل وجزر يشكل التنقل ما بينها المعاناة بعينها.

ووسط هذه الظروف، ومع تواصل الاحتلال الذي يعني العدوان بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، فلن يكون للعيد طعما ولن يكون العيد عيدا. فالعيد الحقيقي هو ذلك اليوم الذي يتخلص فيه الشعب الفلسطيني من اطول احتلال عرفه التاريخ المعاصر ومن أسوأ احتلال فاقمت عنصريته عنصرية نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا.

خلال اللقاء الحار الذي جمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت، استبشر البعض خيرا باستئناف المفاوضات ورفع الحواجز وتحويل الأموال واستئناف المفاوضات السلمية بين الجانبين واطلاق سراح الأسرى وبضمنهم القائد الوطني البارز، أمين سر حركة فتح في الضفة الغربية، مروان البرغوثي وغيرها من القضايا الهادفة لانعاش اللجان المشتركة لبناء الثقة بين الجانبين ولمعاودة الاحتكام الى طاولة الحوار بدلا من مقذوفات المدافع والطائرات والصواريخ.

وبدورنا فنحن نشجع جميع الفرقاء على الجلوس لطاولة المفاوضات لايماننا بالحل السلمي للقضية، بحكمه الوسيلة الأنجع للتوصل الى حل منشود للصراع في المنطقة، حيث اثبت اللجوء للعنف على مدار عمر القضية ان العنف المفرط الذي استخدم لغاية الان ضد ابناء الشعب الفلسطيني لغرض "كي وعيهم" كما تدعي المحافل العسكرية الاسرائيلية، لم يحقق أهدافه.

ان الحكم على اللقاء الأخير الذي جمع الرئيس الفلسطيني أبو مازن ورئيس الوزراء الاسرائيلي اولمرت، يكمن في التطورات على الأرض، فاذا بالفعل جرى التسهيل على حرية حركة الفلسطينيين من خلال ازالة الحواجز، اضافة الى تحويل الأموال وتشكيل اللجان المشتركة للعمل على حل مشاكل الطرفين فبالتأكيد ان ذلك سيدفع الفلسطينيين لعدم فقدان الأمل في المستقبل وأن يستعيدوا ثقتهم بعملية السلام ويستبشروا خيرا بالمستقبل. وهذا ما سترد عليه تطورات الأحداث المستقبلية!؟؟

http://www.miftah.org