اغتيال الأرض في يوم الأرض
بقلم: مفتاح
2004/3/30

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=702


يصادف اليوم الذكرى 28 ليوم الأرض الخالد الذي سقط فيه ستة شهداء دفاعا عن الأرض بعد إصدار وزير الدفاع الاسرائيلي في العام 1979 اسحاق رابين قراره بمصادرة حوالي 20 ألف دونم من الأراضي العربية التي تعود لبلدات دير حنا، سخنين وعرابة في منطقة الجليل.

سقط الشهداء وتخضبت الأرض العطشى بالدم لتجبل وتشحذ تصميم واصرار الفلاح الفلسطيني على تمسكه بأرضه وافتدائها بالروح والدم. ذكرى العشق الفلسطيني السرمدي لأرضه التي تنسل من بين صخورها اشجار الزيتون الشاخصة بجذوعها لتشكل الأوسمة على صدر الفلسطيني المؤمن بأرضه والوفي لها.

فمنذ البدء كان هذا العشق الفريد ما بين الفلسطيني وأرضه المعمد بالدماء الزكية للقوافل المتواصلة من مئات الالاف من الشهداء الذين احضنتهم أمهم الأرض الحانية التي تذكرهم بشغفها لاحتضانهم دائما ليخلصوها من الدنس .. دنس الاحتلال سيء الصيت.. هذا الاحتلال الذي اضفى مزيدا من الوهج على دفء العلاقة ما بين الفلسطيني وأرضه.. تلك العلاقة التي لا يعرف كنهها وحقيقتها الا من يجود بالعطاء والسخاء للأرض.

تطل الذكرى برأسها وما زال الفلسطيني يجدد العهد والوفاء.. ويتعاظم عشقه لأمه الأرض.. وما زالت سيول الدماء الزكية تتدفق لتروي الأرض التي تنبت شقائق النعان قانية اللون.. وما زال العطاء متواصلا ومعه التضحيات والدموع.

تهل هذه المناسبة لتجدد وحدة الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده وفي القلب من وحدتهم الأم الأرض، بعد ان ظن الظانون انه لو شتت هذا الشعب ستذهب ريحه ويغدو هنديا احمرا يذوب وسط الغرباء.

ويتواصل استهداف الأرض الفلسطينية بالاغتيال والقتل والدمار.. ومع كل ذكرى يتجدد شكل الاستهداف .. ويتواصل الاغتيال والقتل والدمار ومعه تتنامى عنصرية وبربرية المعتدي.. معتدى يرعاه ويدعمه طاغوت هذا العصر، لكن التاريخ يقول أن عصر الطواغيت سيأفل وان ليل الاحتلال حتما سيزول .. فهكذا علمنا التاريخ .. الشعب صاحب الحق لن يموت أبدا.

http://www.miftah.org