أموال أمريكية لدعم الإرهاب الإسرائيلي الرسمي
بقلم: مفتاح
2002/10/23

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=75


"لقاء الجبابرة"، الأخير، بين بوش وشارون، خرج بعكس كل التوقعات التي نشرتها الصحافة العالمية والعربية، فحين توقعت الصحافة، أن يوجه بوش أمراً حازماً لشارون، يقضي بعدم التدخل العسكري الإسرائيلي، أو الرد، في حالة بدء الحرب على العراق، أعلن بوش، أول ما أعلن، حق إسرائيل في الرد، على أي هجوم عراقي محتمل عليها، وأبلغُ من ذلك فقد تسرب خبراً مفاده، أن قوات خاصة إسرائيلية تعمل حالياً داخل الأراضي العراقية، بهدف التخطيط لتدمير قواعد إطلاق الصواريخ.

وفي الموضوع الفلسطيني، تناولت الصحافة موقف بوش المسبق، الداعي إلى التخفيف من معاناة الفلسطينيين على الحواجز العسكرية الإسرائيلية، وتداعيات منع التجول، وضرورة توفير الاحتياجات الإنسانية لهم، والذي يظهره رئيساً حانياً، ومليئا بالمشاعر الإنسانية، علماً بأنها جريمة قصوى أن يعرف بوش كل ما تحدث عنه، ويطالب فقط بالتخفيف على الفلسطينيين، لما يتضمنه ذلك من إضفاء الشرعية على صنيعة الاحتلال، وان المطلوب فقط هو التخفيف من هذه الصنيعة "الشرعية"، حسب موقفه. إلاّ أنه رغم ذلك، أعلن أول ما أعلن في هذا المجال، بأن شارون مهتم بمصلحة الفلسطينيين، وأشاد بإنسانيته العالية.

في المثالين السابقين فشلت الصحافة العالمية والعربية برمتها، في تكهن موقف بوش من إسرائيل وشارون، وذلك ببساطة لعدم خضوع العلاقة الأمريكية – الإسرائيلية للتكتيكات السياسية، ولكن الذي لا يفشل، هو التوقعات الإسرائيلية من الولايات المتحدة، في مجال الدعم المالي، الذي وعد بوش به، لدعم الاقتصاد الإسرائيلي المتدهور، والذي ابتزه منه شارون كثمن لمواجهة التهديد العراقي المبالغ به، ولانصياع إسرائيل لما تريده أمريكا.

وما يتوقعه الإسرائيليون هو دعماً يصل إلى 10 مليار دولار، ولن تبوء هذه التوقعات بالفشل، حيث سيخصص ملياري دولار منها لشراء الأسلحة، فيما سيستخدم قسم كبير من المليارات العشرة، لبناء مستوطنات جديدة، وتوسيع مستوطنات قائمة، وإحضار عشرات الآلاف من اليهود من أنحاء العالم للإستيطان في فلسطين، في ظل مسرحية إخلاء مواقع استيطانية "غير شرعية"، حسب التعبير الإسرائيلي، بهدف إضفاء الشرعية على باقي المستوطنات، وكأن هناك استيطاناً شرعياً، وآخر غير شرعي.

هل تتذكرون الحملة الإسرائيلية على الاتحاد الأوروبي، للتأكد من أن أموال الدعم الأوروبي للفلسطينيين لا تذهب لدعم "الإرهاب"، حسب التعبير الإسرائيلي، واحتجاز الأموال المستحقة للسلطة الوطنية الفلسطينية لدى إسرائيل، تحت نفس الذريعة.

المطلوب الآن حملة كبرى بفعل منظم، للتأكد من أن أموال الدعم الأمريكي لإسرائيل لن تذهب لدعم "إرهاب الدولة المنظم"، الذي تمارسه حكومة شارون ضد الشعب الفلسطيني، سواء في شكل طائرات الـ F16 ،والأباتسي، التي تقصف المدنيين، والسلاح المتطور الذي تجربه علينا، أو في بناء المستوطنات، والتي تصنف حسب اتفاقيات جنيف كشكل من أشكال الإرهاب، وحيث أن تاريخ الحكومات الإسرائيلية، يثبت عدم التزامها بذلك، وأن مبالغ كبيرة جاءتها على شكل دعم من الولايات المتحدة بشرط أن لا تستخدم في بناء المستوطنات، سخرت لبناء مستوطنات، ومنها مستوطنة أبو غنيم، وفي مثال آخر، طلبت أمريكا من إسرائيل، عدم استخدام طائرات الـ F16 في قصف المدنيين الفلسطينيين، إلا ان الأخيرة لم تلتزم، وواصلت استخدام هذه الطائرات الحربية ضد الأطفال والمدنيين الفلسطينيين، لذلك يجب أن لا يصل هذا الدعم إلى إسرائيل، لو أن العدل هو المقياس وليست القوة.

http://www.miftah.org