هل الجنود الإسرائيليون مدنيون أبرياء ؟..
هل المستوطنات مناطق سكنية شرعية ؟

بقلم: مفتاح
2002/10/28

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=81


صحيح أنّ مواقف الحكومات الغربية، وخاصة أمريكا وأوروبا، ومعها الجمعية العامة للأمم المتحدة، تتباين في نظرتها لما يجري على الساحة الفلسطينية، ولا تتبنى جميعها موقفاً موحداً تجاه الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، إلاّ أنها دون استثناء، لا تريد أن تضع يدها على الجرح، ولا تعالج السبب، بل تهرب دائماً إلى النتيجة، وتحاول مسح نقاط الدم المتناثرة حول الجرح.

فرغم إقرار الأمم المتحدة، التي تضم كل هذه الدول، بأن أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة، والتي احتلت عام 67، هي أراضٍ محتلة، بما فيها القدس الشرقية، وأن المتسوطنات التي أنشأت على هذه الأرض المحتلة، ليست شرعية، إلاّ أن هذه الدول، لا تتعامل مع الواقع على هذا الأساس، ولا تصرح بأن الحل الوحيد يأتي بإنهاء هذا الاحتلال، وانسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي المحتلة كافة، وإقامة الدولة الفلسطينية في حدود الرابع من حزيران عام 1967، بما فيها القدس الشرقية، الأمر الوحيد الذي يضمن إنهاء الصراع والعنف وحقن الدماء.

العملية التفجيرية في مستوطنة ارئيل بالضفة الغربية، أمس، قتل خلالها ثلاثة جنود إسرائيليين وجرح عشرة جنود آخرين، إضافة إلى خمسة مستوطنين، ومع أنها جرت داخل مستوطنة لا شرعية، وطالت جنوداً، إلاّ أن الأسطوانة الرسمية الإسرائيلية المشروخة، على لسان الناطق باسم الخارجية الإسرائيلية، تحدثت عن "إرهاب الفلسطينيين" الذي يطال "المواطنين الإسرائيليين المدنيين الأبرياء"، حسب المتحدث، وحملت المسؤولية للقيادة الفلسطينية وللرئيس ياسرعرفات شخصياً، رغم أن الجيش الإسرائيلي يحتل كل الضفة الغربية، وهو الذي أخذ على عاتقه مسؤولية الأمن، التي يستغلها في قتل المواطنين الفلسطينيين والأطفال الأبرياء فعلاً تحت ذريعة الأمن.

العالم كله يدين العملية، رغم أنها داخل مستوطنة لاشرعية، وضد جنود يقومون بالقتل اليومي ضد أبناء الشعب الفلسطيني، وهنا النقاش ليس حول جدوى العمليات التفجيرية، بل حول استخدام الإعلام للتضليل وتجريم الضحية الفلسطينية والمثال هنا واضح.

فقد أقدمت قوة خاصة من جيش الاحتلال، على قتل خمسة فلسطينيين مدنيين، بينهم طفلين، في الساعات القليلة بعد العملية، ولم يدن العالم هذا القتل ضد الأطفال الأبرياء، والذين قتل بعضهم داخل منازلهم.

وقد أصر جيرالد كاسل مراسل CNN حتى الساعة التاسعة مساءاً، على تضليل من نفس النوع، حيث قال بأن العملية الإرهابية"، حسب قوله، طالت مدنيين إسرائيليين، ولم يشر إلى الجنود، وأدعى حسب الرؤية الإسرائيلية الأولى، بأن من قام بها هي كتائب شهداء الأقصى، وركز على أنها الفصيل الذي يقف على رأسه عرفات، ورغم أن بياناً صدر عن كتائب القسام تبنى العملية، إلا أن الإصرار على التضليل بقي مستمراً، على أنها لشهداء الأقصى التي يرأسها عرفات، والحديث هنا ليس للتفريق، وإنما لما وراء استغلال الإعلام للتضليل حسب خطة منهجية.

السؤال المطروح مرة أخرى مقابل جدوى أو عدم جدوى العمليات التفجيرية
هل الجنود والإسرائيليون مدنيون أبرياء ؟
وهل المستوطنات مناطق سكنية شرعّية ؟
وهل أطفال فلسطين "إرهابيون" ؟
الإجابة واضحة، ولكن من يملك القوة والإعلام، يستطيع تغيير الحقيقة.

http://www.miftah.org