إسرائيل بكامل عنصريتها
بقلم: مفتاح
2002/11/4

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=83


شارون، موفاز، آفي إيتام، ليبرمان، عوزي لنداو، نتينياهو، كلهم أو خمسة منهم على الأقل، سيشكلون المطبخ الوزاري في الدولة التي تنحدر أسرع من أي وقت مضى، في دهاليز العنصرية والتطرف، وتغرق في اليمينية الراديكالية العمياء، التي لا تؤمن إلا بسحق الآخر (الفلسطيني)، أو على أقل الاحتمالات ترحيله مرة أخرى إلى المنافي.

إنهم يتسابقون على من سيكون الأكثر تطرفاً، حتى ليبدو للوهلة الأولى والعاشرة بأن شارون بتاريخه المجازري، هو أقلهم تطرفاً.

ليس في هذه التشكيلة من يعترف باتفاقيات السلام، بل وأبعد من ذلك، يقول ليبرمان، بأن أوسلو هي التي جلبت لإسرائيل المآسي، فيما ألغى شارون من طرف واحد، اتفاقيات أوسلو ولم يعد يعترف بها.

وليس في هذه التشكيلة من لا يضع الاستيطان وتوسيعه وتسريع عجلته على رأس أولوياته، وليس فيها من لا يشجع على تنفيذ سياسة الترانسفير ضد الشعب الفلسطيني والسلطة الوطنية بل ويعمل جاهداً على تنفيذها، حيث تحرر شارون الآن من خجله أمام حزب العمل، الذي كان يجامله في هذه القضية، وهو الآن في حلّ منها، وسيكون منسجماً مع طموحات موفاز القديمة بتنفيذ الترانسفير، بداية للقيادة الفلسطينية، حيث أن ذلك يتناسب تماماً مع شروط نتنياهو للانضمام إلى الحكومة، وهي إبعاد الرئيسي ياسر عرفات، وبناء جدار فاصل، ورفض إقامة الدولة الفلسطينية.

فماذا نحن فاعلون ؟
لدينا حكومة جديدة، من المفروض أن تضع على رأس أولوياتها مجموعة من المهمات على الصعيد الداخلي الفلسطيني، ولكن يجب أن تعمل بالتوازي، وبشكل منظم ومكثف، على إطلاق مبادرة لفتح حوار وطني شامل ومسؤول، يتبنى قراراً وطنياً موحداً ومنسجماً مع المصلحة الوطنية، على أساس الوحدة الوطنية، يعاد خلاله صياغة آليات وأسلوب النضال الوطني، على شكل حملة سياسية إعلامية تعتمد فضح السياسات الإسرائيلية، حيث الظروف مواتية لعزل إسرائيل وتشديد الخناق السياسي عليها في ظل نمو معارضة فاعلة في إسرائيل، بعد تشكيل الحكومة الأكثر تطرفاً في إسرائيل منذ قيامها.

http://www.miftah.org