نابلس (الضفة الغربية) (اف ب) كثف الجيش الاسرائيلي في الايام الثلاثة الاخيرة عمليات التوغل الدامية في الاراضي الفلسطينية حيث قتل 23 شخصا بينهم طفلتان وثلاثة من اعضاء حركة فتح في وقت لا تزال حالة التأهب معلنة في اسرائيل تحسبا من حصول هجمات.

وتخشى اسرائيل وقوع هجمات انتقامية بعد اغتيال قائد حركة المقاومة الاسلامية (حماس) عبد العزيز الرنتيسي في 17 نيسان/ابريل واغتيال مؤسس الحركة الشيخ احمد ياسين في 22 آذار/مارس في غارتين اسرائيليتين في غزة.

على الصعيد السياسي حذر رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون والوزراء المقربون منه من خطر رفض حزبهم الليكود خطة الفصل مع الفلسطينيين التي اقترحها شارون من جانب واحد وحازت موافقة الولايات المتحدة.

وقتل استاذ جامعي فلسطيني الجمعة قرب منزله برصاص جنود اسرائيليين كانوا يحاولون اعتقال ناشطين في منطقة نابلس شمال الضفة الغربية على ما افادت عائلة الضحية لوكالة فرانس برس.

وقال متحدث عسكري اسرائيلي ان القتيل كان مسلحا وعضوا في حركة المقاومة الاسلامية (حماس) وضمن مجموعة مؤلفة من اربعة ناشطين ملاحقين لقيامهم بنشاطات مناهضة للاسرائيليين. واشار الى ان اثنين من افراد المجموعة فتحا النار على الجنود الاسرائيليين قبل ان يفرا.

وكان ثلاثة عناصر في حركة فتح الفلسطينية التي يرئسها ياسر عرفات قتلوا فجر الجمعة في قلقيلية (شمال الضفة الغربية) على يد "وحدة خاصة" اسرائيلية يرتدي افرادها لباسا مدنيا.

واصيب فلسطيني رابع هو عاطف شعبان المسؤول في كتائب شهداء الاقصى المنبثقة عن حركة فتح بجرح خطير على يد الكوماندوس الاسرائيلي.

وافاد متحدث عسكري اسرائيلي ان الوحدة الاسرائيلية حاولت في بادىء الامر توقيف الرجال الاربعة المطلوبين بسبب مشاركتهم في هجمات ضد الاسرائيليين. الا انها اطلقت النار عليهم عندما لاذوا بالفرار. ولم يتم العثور على سلاح في المكان.

وقتل ثلاثة عناصر في كتائب شهداء الاقصى فجر الخميس خلال اشتباكات مع الجيش الاسرائيلي في طولكرم (شمال الضفة الغربية).

وانهى الجيش الاسرائيلي عملية توغل في شمال قطاع غزة في منطقة بيت لاهيا استمرت ثلاثة ايام قتل خلالها 16 فلسطينيا. وبدأت العملية اثر اطلاق صواريخ "قسام" على مستوطنات يهودية في شمال قطاع غزة وعلى الاراضي الاسرائيلية.

وبين القتلى فتاتان فلسطينيتان قتلت احداهما بالرصاص والثانية اثر تنشقها غازا مسيلا للدموع بحسب ما افادت مصادر طبية فلسطينية. ولم يعلق الجيش الاسرائيلي على مقتل الطفلتين ولم يعلن فتح تحقيق في الامر.

وبذلك يرتفع الى 3937 عدد القتلى الذين سقطوا منذ بدء الانتفاضة في نهاية ايلول/سبتمبر 2000 بينهم 2968 فلسطينيا و899 اسرائيليا.

في القدس حذر نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الجمعة من "الانعكاسات الخطيرة جدا" لاحتمال رفض اعضاء الليكود خطة الانسحاب من قطاع غزة. وعبر اولمرت عن "قلقه" لضعف التعبئة في صفوف المؤيدين للخطة داخل الليكود مقارنة مع المستوى العالي للتعبئة في صفوف معارضيها قبل اسبوعين من الاستفتاء داخل هذا الحزب حول خطة الفصل.

وحذر شارون الخميس امام البرلمان من ان "الاستفتاء الداخلي لا يلزمه من الناحية القانونية بل له قيمة معنوية فقط".

وتشير استطلاعات الرأي الى ان عدد مؤيدي الخطة داخل الليكود تراجع ولو ان هؤلاء لا يزالون يشكلون اكثرية.

ومن المقرر ان يدلي اعضاء الليكود البالغ عددهم مئتا الف برأيهم في الخطة التي حصلت على دعم الرئيس الاميركي جورج بوش ويندد بها الفلسطينيون في الثاني من ايار/مايو عبر عملية تصويت.

وتقضي الخطة خصوصا باخلاء اربع مستوطنات يهودية في الضفة الغربية و21 مستوطنة في قطاع غزة وانسحاب اسرائيل من القطاع باستثناء شريط على طول الحدود بين مصر وقطاع غزة.