قرار رهن التنفيذ!!
بقلم: مفتاح
2004/5/7

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=904


تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا جديدا باجماع 140 دولة تجدد فيه الاعتراف بأن الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، أراضي محتلة لا يحق لغير مندوب فلسطين في الأمم المتحدة تمثيلها. وينص القرار "أن الجمعية العامة تؤكّد أن وضع الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، بما فيها القدس الشرقية، لا ‏يزال وضع الاحتلال العسكري." وتؤكد الجمعية "أنه استناداً الى قواعد ومبادىء القانون الدولي، فإن للشعب الفلسطيني الحق في تقرير مصيره والسيادة على أراضيه، وأنه لا توجد لإسرائيل السلطة القائمة بالاحتلال أي سيادة على أي جزء من هذه الأراضي."

وجاء هذا القرار لصالح اعادة الاعتبار للقوانين الدولية، وردا على حملات اغفال الشرعية الدولية والتنكر لها لما عرف باسم "وعد بوش" لرئيس الوزراء الاسرائيلي اريئيل شارون حول نسف قرار حق الشعب الفلسطيني بالعودة الى أراضيه التي هجر منا، اضافة الى منح الشرعية الأمريكية لقيام اسرائيل بسرقة الأراضي الفلسطينية واستيطانها والسماح لاسرائيل بعدم العودة لحدود الرابع من حزيران عام 1967 وغيرها من التطاولات على حقوق الشعب الفلسطيني.

صحيح ان هذا القرار شكل صفعة للسياسة الخارجية الأمريكية لادارة الرئيس بوش التي كتب عنها الصحافي الشهير توماس فريدمان: "لم أعرف في حياتي كلها لحظة كانت فيها أميركا ورئيسها هدفا لمثل هذه الكراهية الطاغية كما هي حالها اليوم،" بسبب انسياق هذه الادارة وراء السياسات الشارونية المرتكزة على تدمير وسحق الخصم وهزمه حتى يزحف طلبا للمفاوضات، اضافة الى سياسات تلك الادارة في العراق التي توجت أخيرا بما تسرب للصحافة من أعمال تعذيب واغتصاب بحق السجناء والسجينات العراقيات، الأمر الذي بات يهدد أميركا بخسارة وصفها "أداة للمرجعية الأخلاقية وكمصدر للإلهام في هذا العالم،" كما يقول فريدمان.

رغم الويلات التي جلبها تحالف بوش - شارون على القضية الفلسطينية والشرق الأوسط وحتى على الصعيد العالمي، الا انه كشف الوجه الحقيقي لأمريكا التي ما هي الا مجرد اسرائيل الكبرى وان اسرائيل ما هي الا مجرد صورة مصغرة عن امريكا، وبامكان المتشكك في هذا الأمر مقارنة السياستين الأمريكية والاسرائيلية في كل من العراق وفلسطين.

امام هذا الوضع والتهديد الخطير الذي لا ينحصر فقط في القضية الفلسطينية وانما يتهدد في نسف بعد العروش والقصور في العديد من الدول العربية لاحكام السيطرة الامريكية الاسرائيلية على منطقة الشرق الأوسط الحيوية التي يخطط الساسة الأميركان المتحالفين مع الصهاينة لاعادة رسم خارطتها، لغرض تعميق حالة العجز والضعف العربي على طريق تأمين وضمان سيطرة هذا التحالف على العالم، وهو ما قد يصل الى حد تهديد اوروبا ذاتها، اضافة الى القوة الصاعدة كالصين مثلا. ولهذا، فيجدر بأوروبا التي اصبحت من الحجم قوة لا يستهان بها بعد ان تضخمت الى 25 دولة في مطلع آيار الفائت، الا ان ما ينقص هذا الحجم الهائل، الارتقاء بمستوى الفعل وبخاصة السياسي.

فعلى أوروبا ان تستقل بسياستها الخارجية عن امريكا والتخلص من صورة الدائر في الفلك الأميركي، وأن تشق طريقها صوب تعزيز حضورها السياسي العالمي وأن لا تكتفي بقول كلمتها فقط في القضايا الدولية الشائكة، وإنما أن تكون كلمتها مسموعة ومحالة الى واقع ملموس.

وبرأينا انه لو نجحت أوروبا في امتحان ترجمة مواقفها الى واقع في قضايا دولية شائكة ومستعصية على الحل كالقضية الفلسطينية، فعندها يمكنها تعزيز كلمتها في العديد من القضايا العالمية الأخرى وأن تجد لنفسها مخرجا من الفلك الأمريكي بعد أن أدار هذا الحليف الأمريكي الظهر لحلفائه الأوروبيين وآثر خرق القانون الدولي باحتلال العراق!! وتبني المواقف الشارونية من القضية الفلسطينية!.

http://www.miftah.org