رفح (قطاع غزة) (اف ب) قتل 12 فلسطينيا في عمليات للجيش الاسرائيلي الخميس في رفح بقطاع غزة حيث عزز الجيش تواجده بعد مقتل خمسة جنود في هجوم فلسطيني.

واعلن الجيش في موازاة ذلك انه سحب قواته بالكامل من حي الزيتون في غزة بعد توغل استمر حوالى 48 ساعة تخللته معارك عنيفة بين جنود اسرائيليين ومقاتلين فلسطينيين. وقتل خلاله 16 فلسطينيا وستة جنود اسرائيليين.

وفي مخيم رفح للاجئين بجنوب قطاع غزة شن الجيش ثلاث غارات بالمروحيات بعيد هجوم بصاروخ مضاد للدبابات استهدف مدرعة اسرائيلية وقتل فيه خمسة جنود. ويقول الجيش ان الهجمات تستهدف مسلحين.

وقتل سبعة فلسطينيين في اول غارة اطلقت بعيد منتصف الليل واصيب ثلاثة في الغارة الثانية فيما قتل اربعة في الغارة الثالثة. واصيب فلسطيني اصابة قاتلة بالرصاص في صدره في احد شوارع المخيم كما قالت مصادر طبية وشهود ما رفع عدد القتلى الى 12.

وقالت مصادر طبية فلسطينية ان 50 فلسطينيا اصيبوا بجروح في الغارات او برصاص او قذائف في رفح منذ مساء الاربعاء.

وواصل الجيش الذي حشد قوات كثيفة اعمال البحث في المنطقة للعثور على اشلاء الجنود الخمسة القتلى التي تبعثرت على مسافة مئات الامتار.

واعلنت حركة الجهاد الاسلامي التي تبنت الهجوم انها تحتجز "اشلاء لجثة تقريبا" تعود الى احد الجنود الاسرائيليين الخمسة الذين قتلوا في تفجير المدرعة لكن الجيش لم يؤكد هذه المعلومات.

وبسقوط هؤلاء القتلى ترتفع حصيلة القتلى في الانتفاضة منذ اندلاعها في نهاية ايلول/سبتمبر 2000 الى 4015 بينهم 3029 فلسطينيا و916 اسرائيليا.

من جهة اخرى ذكر شهود عيان من سكان رفح ان الجيش الاسرائيلي احتل فجر الخميس منازل جديدة ودمر اخرى في مدينة رفح ومخيمها.

من جهته اعلن رئيس هيئة الاركان الاسرائيلي الجنرال موشي يعالون لاذاعة الجيش الاسرائيلي ان الجيش "سيطر على عدة مبان" ويقوم بتوسيع المنطقة العازلة على طول الحدود بدون اعطاء توضيحات اخرى.

من جانب اخر وبموجب اتفاق تم التفاوض عليه اثر وساطة دبلوماسيين مصريين ومسؤولين في اجهزة الامن الفلسطينية تسلم الجيش بعيد الانسحاب من حي الزيتون اشلاء ستة جنود قتلوا الثلاثاء في هجوم لحركة المقاومة الاسلامية (حماس).

وبدا حي صلاح الدين الخميس في حالة دمار على مسافة مئات الامتار. فقد اقتلعت الجرافات الاسفلت عن قارعة الطريق بالكامل فيما اصيبت مجاري المياه وتهشمت ابواب متاجر كما بدت اثار الرصاص والشظايا والرشاشات الثقيلة على واجهات المباني في ما يدل على عنف يومين من المعارك.

وادى مقتل 11 جنديا خلال 48 ساعة الى احتدام الجدل في اسرائيل حول ضرورة الانسحاب من قطاع غزة كما يريد رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الذي رفض حزب الليكود خطته للانسحاب من القطاع في مطلع ايار/مايو.

من جهته عبر نائب رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت الخميس عن اقتناعه بان اسرائيل ستنسحب من قطاع غزة في نهاية المطاف. وقال رئيس الوزراء بالوكالة للاذاعة العامة ان رئيس الحكومة ارييل شارون "سيواصل حربا لا هوادة فيها ضد الارهاب وفي الوقت نفسه سيطبق خطته للفصل" التي تتضمن انسحابا من قطاع غزة.

من جانبها عنونت صحيفة "معاريف" على صفحتها الاولى: "لعنة غزة" معتبرة ان "ذلك لا يمكن ان يستمر اكثر" فيما هاجمت صحيفة "هآرتس" المستقلة في مقالة لاذعة لوبي المستوطنين اليهود الذي حشد صفوفه من اجل الحصول على رفض حزب الليكود لخطة شارون.