جائزة نوبل للسلام:
من يستحقها أكثر من نساء فلسطين؟!
"...لأن النساء اللواتي يصنعن السلام في 173 منطقة نزاع في العالم، يجب ألا يبقين دون أسماء" ليلى نابهولز
إذا كان رجال السياسة، هم الذين يشعلون نيران الحروب من ناحية، ويسعون إلى توقيع معاهدات السلام من ناحية أخرى؛ فإن النساء هن اللواتي يعانين من جراء الحروب، ويقاسين ويلاتها، ويناضلن بكل ما أوتين من جهد؛ من أجل أن تتنسم أسرهن ومجتمعاتهن؛ هواء الحرية. وكما عبر والتر كالين، البروفيسور في القانون الدستوري والدولي، وعضو لجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة: "النساء تعملن من أجل السلام؛ بينما يتكلم الرجال عن السلام".
آمنت د. جابي ـ روث فيرموت بفكرة نبيلة، مجنونة ـ على حد قولها ـ بعد زيارتها مخيمات اللاجئين في العديد من دول العالم، ورؤيتها المرأة ضحية الصراع، تلك المرأة التي لا تستسلم؛ بل تناضل ضد العنف ومن أجل عالم حر آمن، للنساء، ولكل البشر في العالم. عملت د. جابي من أجل تحقيق فكرتها، وأسست رابطة نسوية؛ لمأسسة تلك الفكرة، تهدف إلى تحقيق الاعتراف بعمل النساء الدؤوب من أجل السلام لشعوبهن.
ولأن المرأة تعمل بشكل جماعي، من خلال شبكات وليس كفرد؛ فلماذا لا تنال الجائزة بشكل جماعي؟ كانت هذه هي الفلسفة التي انطلقت منها فكرة ترشيح ألف امرأة لنيل جائزة نوبل للسلام 2005. تلك الفلسفة التي أرادت إبراز صوت من لا صوت لهن، فالنساء اللواتي يحاربن التمييز والعنف، ويناضلن لتحقيق العدالة الاجتماعية؛ موجودات على أرض الواقع، ومن الضروري أن يتم التعرف إلى عملهن على أوسع نطاق.
أضم صوتي إلى صوت، مؤسسة رابطة ألف امرأة من أجل جائزة نوبل للسلام، وصوت نساء العالم، اللواتي يعملن بدأب من أجل تحقيق السلام والعدل والحرية لشعوبهن، ولا ينلن الاعتراف أو التقدير لهذه الجهود، وأقول: من يستحق جائزة نوبل أكثر من النساء؟! وأضيف: من يستحقها أكثر من نساء الشعوب المقهورة والمحتلة؟! النساء اللواتي يهبن الحياة، ولا يجدن سبيلاً للحياة، يحرصن على رعاية الحياة على الأرض وفي البيت وفي المدرسة وفي الحقل وأينما عملن وأينما حللن، في عملهن المضني المتواصل من الخاص إلى العام ومن العام إلى الخاص.
والمرأة الفلسطينية، اختلطت حياتها الخاصة بحياة شعبها منذ أمد بعيد، وبدأت نضالها السياسي منذ بداية القرن، للتخلص من الاحتلال البغيض، ومن أجل السلام لشعبها، ومن أجل مجتمع حر ديموقراطي، يخلو من جميع أنواع التمييز؛ ما يدعوها أن ترشح نساء من مختلف الشرائح الاجتماعية، لنيل الجائزة: سجينات سياسيات، رهنّ حريتهن لحرية الوطن، مناضلات سياسيات، رهنّ عمرهن لخدمة قضايا تحرر الوطن وتحرر الإنسان، مناضلات اجتماعيات، مفكرات، أديبات، فنانات. هذا الترشيح الذي لا يضمن بالضرورة نيل الجائزة. إنه يضمن فقط: عرضاً أفضل وفهماً أعمق لقضية الوطن وقضية المرأة، من وجهة نظر المرأة الفلسطينية.
حين أعلنت رئيسة الرابطة في 30/5/2004 عبر المؤتمر الصحفي، الذي عقد في مركز الإعلام الفلسطيني، عن إطلاق حملة ترشيح أربع نساء فلسطينيات؛ لنيل الجائزة؛ جرى نقاش حيوي حول الجائزة، ومعايير الترشيح، ومفهوم السلام، الذي تطرحه الرابطة، وحول آليات المتابعة للمشروع، التي تتمثل في تشكيل مجلس استشاري فلسطيني، يتلقى الترشيحات من فلسطين، ومجلس عالمي، يتلقى الترشيحات من جميع أنحاء العالم؛ من أجل اعتمادها. ونوقشت معايير الترشيح، التي تتلخص في أن تكون المرشحات عملن طويلاً كقياديات؛ من أجل العدل والحرية والسلام العادل، في المجال السياسي أو في المجال الاجتماعي، أو في مجال الإبداع، أو في مجالات متعددة ومختلفة مثل: محاربة الفقر، محاربة جرائم الحرب، التعليم، الصحة، محاربة العنف، السيطرة على الموارد. وقد أوضحت النساء الفلسطينيات جلياً، مفهومهن للسلام، الذي لا يمكن أن يتحقق إلا بالربط ما بين الأمان ومقاومة عنف الاحتلال وبناء دولة فلسطينية حرة، حيث يجري احترام حقوق الإنسان، وقرارات الشرعية الدولية، وحيث يمكن تحقيق الأمان الإنساني، المرتبط بتحقيق السلام لشعوب الأرض كافة.
أتفق مع عبارة روز ماري زابفل ـ عضو المجلس الوطني السويسري والأوروبي ـ التي توضح سبب دعمها لمشروع: ألف امرأة من أجل جائزة نوبل للسلام 2005: "... لأنه ليس فقط 1000 امرأة؛ ولكن 10000 امرأة تستحق جائزة نوبل للسلام".