مفتاح
2024 . الإثنين 8 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
منذ التوقيع على اتفاق المصالحة ونحن ننتظر إعادة انطلاق صوت المصالحة ، والسماح بحرية الرأي والتعبير ، وصولا إلى إعلام فلسطيني حر بعيدا عن أتون المصالح الحزبية الضيقة.

فاليوم ندخل في أول أيام عامنا الخامس ، لنطبق أربع سنوات أليمة حرمتنا من سماع إلا صوت واحد انفرد في شطري الوطن ، الذي انقسم جغرافيا بعد أحداث الانقسام ، ليضاف إلي جانب الانقسام الاجتماعي ، نتيجة حالة الاصطفاف السياسي والتحريض على كل المنابر الشرعية وغير الشرعية ، أدت بنا إلى نتيجة حتمية قادتنا للانقسام السياسي ، بفعل إطلاق العنان لوسائل إعلامنا لتحرض وتخون وتكفر ، ما افقدنا بوصلتنا في التحرر الوطني التي تغنى بها إعلامنا في كل انطلاقاته.

اليوم نطبق أربع سنوات ، غابت فيها أصوات إعلامية أصيلة ، واكبت انطلاقة انتفاضة الأقصى، وشكلت قوة دافعة لها في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي ، حتى وجدت هذه الوسائل وكل الإعلام الفلسطيني ينجر إلى أتون النزاعات والصراعات الداخلية ، فدفعت وسائل المنتصر والمنهزم في شطري الوطن الثمن نتيجة الانقسام ، مع العلم إنهما الخاسران معا في حقيقة الأمر.

بالأمس اعتصم عدد من ممثلي المؤسسات الإعلامية المغلقة في بيتهم بنقابة الصحفيين بمدينة غزة ، وكم تمنيت أن يشارك في الاعتصام كل من منع صوته ، أو تم الحجر على فكره في كل بقاع الوطن ، فنقابة الصحفيين هي البيت لكل الصحفيين بغض النظر عن انتمائهم ، أو فكرهم، وهذا ليس منه منها وإنما ما يجب أن يكون ، إلا أن الأوضاع السياسية ، ونتيجة الانقسام السياسي، وجد الكثير من الصحفيين أنفسهم تحت تأثير أصحاب الانقسام ، فتعاملوا مع النقابة بالحد الأدنى ، بل استطيع القول أن مجلس النقابة بذل جهدا كبيرا حتى استطاع أن يوصل للصحفيين أنها تعمل بكل طاقتها ، وأنها تعمل على خدمة كل الصحفيين ، رغم الظروف الصعبة التي تمر بها ، والمضايقة التي يواجهها مجلس النقابة في عمله.

نقابة الصحفيين التي وجدت نفسها في أوضاع لا تقل عن الأوضاع التي تمر بها المؤسسات المغلقة ، إلا إنها لم تغلق أبوابها وواصلت عملها ، رغم محاولات التشكيك والتخويف والتدخل من هنا وهناك ، فوجد مجلس النقابة نفسه يعمل في أجواء مظلمة نتيجة الوضع العام الذي انعكس على عمله ، فكان علية الحذر كمن يمشي في الظلام في طريق مكتظ، فحرص ألا يصيب احد، وفي نفس الوقت ، لم يتهاون في الوقوف إلى جانب الصحفيين والدفاع عنهم، بالحد الممكن الذي يستطيع ، فكانت نقابة الصحفيين الملاذ لكل صحفي تقطعت به السبل في ظلمات الانقسام، ولم يجدونا إلا واقفين إلى جانبهم ، رغم حاجتنا في حقيقية الأمر لمن يقف إلى جانبنا، فكنا نشعر بالقوة عندما يلجأ الصحفيين إلى بيتهم ، فكانت النقابة تستقوي بهم في قول كلمة الحق ، والدفاع عنهم ولو بالكلمة ، حتى لا نصل إلى درجة اضعف الإيمان.

اليوم ونحن نطوي صفحات مظلمة وظالمة من تاريخ شعبنا ، نجد أنفسنا نسأل عن صوت المصالحة المغلق ، فلا يمكن أن يتصور الإنسان أن هناك مصالحة ، ولا نرى صحفنا اليومية القومية (الحياة الجديدة ــ الأيام ــ القدس ) حرة طليقة في محافظاتنا الجنوبية ، ونرى صحيفتي الرسالة وفلسطين في محافظاتنا الشمالية .

كما لا يمكن أن نتصور أن هناك مصالحة ، ولا نرى صوت الشباب ، وصوت عمال فلسطين ، وصوت الحرية ، وصوت فلسطين يعود إلى أثير غزة ، ويعود فرسانه يحملون الأمل في حرية تطوى الصفحات المظلمة.

ولا يمكن أن نتصور مصالحة ، ولا تعود فضائية فلسطين بمبانيها وأجهزتها وأرشيفها إلى العاملين فيها ، ليعود كمان كان الحضن الدافئ لكل فلسطيني ، يعبر فيها عن رأيه ، ولا يخشى من قول موقفه ، فكم رأينا قادة حماس على شاشة تلفزيون فلسطين بعيدا عن الانفعال والانشقاق، لدرجة انه أصبح أمرا مألوفا ، إلى أن جاء الانقسام الظالم ، الذي قلب الطاولة على الجميع ، وافقد الراشدين السيطرة على أنفسهم.

اليوم ونحن نبحث عن إعادة بث أثير المصالحة فينا ، لم يعد مقبولا أن تسكن إذاعة في بيت شقيقتها إلا بموافقتها ، وان تم وهب هذا البيت من أي جهة كانت بعد الانقسام ، فصاحب البيت أولى بالسكن فيه ، وتردد الإذاعات هو بمثابة البيت والعنوان لكل إذاعة ، والإذاعات التي أغلقت قهرا بعد الانقسام ، هي صاحبة الحق في ترددها، وأتوقع من مبدأ الزمالة وأخلاق المهنة، أن تعمل الإذاعات التي عملت على ترددات الإذاعات المغلقة ، سواء إجبارا أو هبه ، أن تعيد هذا التردد للإذاعات المغلقة انسجاما مع روح المصالحة، كما نأمل أن يتم إعادة أجهزتها ومعداتها المصادرة، وهذا في صميم ترسيخ المصالحة ، وعدم شعور أي إعلامي أن هناك من صادر لسانه ، وبدأ يتحدث به على غير ما يريد.

ونحن نتحدث ما لنا كإعلاميين وصحفيين من طرفي الانقسام الداخلي ، لابد أن نتحدث ما علينا، في التزام الميثاق الصحفي وأخلاقيات المهنة ، لنصل إلى إعلام قوى بعيدا على الارتهان لغيرنا وأجنداتهم ، التي قادتنا إلى تجربة مريرة كنا نحن الصحفيين أكثر الخاسرين منها ، فلم يعد مقبولا أن نرهن مهنتنا ولساننا إلى غيرنا، وان نساهم في الفرقة والانقسام ، وندخل شعبنا في ظلمات وظلم الانقسام الذي يهدد حاضرنا ومستقبلنا، ويسقط مشروعنا الوطني الذي قدم شعبنا آلاف الشهداء من اجله.

عضو الأمانة العامة لنقابة الصحفيين الفلسطينيين

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required