أعدت الباحثة في قضايا المرأة رولى أبو دحو دراسة تحليلية لنتائج مسح انطباعات النوع الاجتماعي للعاملين في القطاع العام في مراكز الوزارات في رام الله والبيرة، وذلك بتكليف من المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية- مفتاح، وضمن مشروع "مأسسة موازنة عامة مستجيبة للنوع الاجتماعي"، وبدعم من الممثلية الدنمركية، وقد تم إنجازها في شباط 2010.

مقدمة التحليل:

تشكل المسوح الإحصائية إحدى الأدوات البحثية المهمة التي تؤشر إلى جملة من القضايا والعلاقات ذات العلاقة بموضوعات المسوح المختلفة، إذ ترسم صورة وخارطة لطبيعة السمات الأساسية والمؤشرات التي يحتاجها الباحث نحو مزيد من التعمق في العلاقات والنتائج المختلفة، وتساهم النتائج المسحة والتحليل المعمق لها في إعطاء قدر أعلى من الدقة البحثية والمصداقية القائمة على الجمع بين ما هو كميّ وكيفيّ في دراسة الظاهرة.

وبدايةً تنبغي الإشارة إلى أن وصف المسح بأنه مسح انطباعات للنوع الاجتماعي للعاملين في القطاع العام فيه إشكالية ينبغي التوقف عندها، إذ إن عوامل كثيرة تتدخل في أية ممارسة إحصائية تلقي بظلالها على صدقية نتائجها: طبيعة الأسئلة، الخلفية الثقافية للمبحوث، الظروف اللحظية عند تعبئة الاستمارة، وجود الباحث من عدمه عند تعبئة الاستمارة، درجة مصداقية المبحوث. لذلك، عادةً ما توصف نتائج أي إحصاء بأنها تقترب إلى هذا الحد أو ذاك من العلمية، لذلك جرى وصفها بتوجهات وآراء. أما وصفها بانطباعات، فإنه يخلق إشكاليةً ما لعلها تتمثل بالتقليل من مستوى (ما سجله) المبحوثون إلى مستوى أقل بقليل من التوجهات والآراء، وبالتالي يقلل من مسوى علمية النتائج.

لذلك، يظهر التناقض بين وصف الملخص التنفيذي للنتائج بأنها انطباعات وبين وصفها في المقدمة بأنها آراء واتجاهات، الأمر الذي يشير إلى تضاربٍ في الوصوف يمكن ببساطة حله باعتماد وصف توجهات، وفي الحقيقة، فالنتائج التي يتوصل لها الباحث هي بالضبط توجهات المبحوثين في القطاع العام من قضايا النوع الاجتماعي.

وعليه، تشكل نتائج المسح الذي قامت به المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية - مفتاح بالتعاون مع الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، الأرضية الأولية نحو سبر العلاقة والتوجهات المختلفة للعاملين والعاملات في القطاع الحكومي لسلسلة من المفاهيم والتوجهات الاجتماعية.

هذه الدراسة ستحاول تناول نتائج الدراسة والأرقام التي خرجت بها بشكل أعمق، وإعطاء أبعاد اجتماعية ومؤشرات سياساتية تساهم في المزيد من أخذ قضايا النوع الاجتماعي بالاعتبار عند صياغة السياسات المختلفة.

للاطلاع على النص الكامل للدراسة التحليلية.