مفتاح
2024 . الأحد 30 ، حزيران
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

هناء جميل راتب أبو هيكل، من مواليد الخليل، وسكان المدينة وتحديداً منطقة تل الرميدة، والتي لا يخفى على أحد إنها منطقة استيطانية أٌقيمت على أرضها بؤرة استيطانية في 4/8/1984، ومنذ ذلك الحين وحتى اليوم تعاني أبو هيكل هي وأسرتها من سيل غير منقطع من استفزازات واعتداءات المستوطنين وحصارهم الخانق.

تعمل هناء جميل في مجال التجميل، حيث تمتلك صالون تجميل في منطقة وادي التفاح في المدينة، وهي من مؤسسي نقابة أصحاب صالونات الحلاقة والتجميل ومن مؤسسي اتحاد نقابات الحلاقة والتجميل على مستوى الوطن العربي، كما أنها عضو في اتحاد المزينين العرب، وكانت محكمة على مستوى الوطن العربي في مجال التجميل ومثلت فلسطين في 2005 كقائدة لفريق فرع مكتب فلسطين في أكثر من دولة.

إذن نحن أمام امرأة مكافحة وطموحة، ناضلت من أجل حقها في منزلها وأرضها وتربية أبنائها، وهي شخصية معروفة بنضالها وصمودها ودورها في الحياة العامة والمجتمع والعمل النقابي.

تقول أبو هيكل بنبرة يملؤها الألم : "الحقيقة أني لا أبالغ عندما أٌقول أن الوضع لا يُطاق، وأن هناك تقصير كبير بحقنا، وبالأمس فقط أحرق المستوطنون سيارتي الرابعة، ولم أرى أي دعم أو مؤازرة من قبل المسؤولين، سوى بالكلام ليس إلا مما خلق لدي حالة من الإحباط الشديد، كما أن حفل زفاف ابنتي الأسبوع القادم، وأنا مضطرة للبحث عن منزل خارج منطقتنا لتخرج منه، بسبب صعوبة دخول أي وسيلة نقل بالقرب من منزلي، ولا نريد المجازفة في ذلك اليوم فكل شيء متوقع من قبل المستوطنين المتطرفين، واقسم بالله بالأمس فقط كنت أكتب في كرت الدعوة ودموعي على خدي والحسرة في قلبي".

عن علاقتها بمفتاح، وتواصلها معها من خلال مشروع "مكافحة العنف ضد المرأة من خلال تمكين مؤسسات المجتمع المحلي" والممول من الممثلية النمساوية قالت هناء: "معرفتي بمفتاح، بدأت في عام 1998، حيث راسلوني من خلال عملي وتمت دعوتي لدورة في الإعلام مع الإعلامية شرين أبو عاقلة، وكنت أؤمن دائماً أن الإعلام هو سلاحنا وهو منفذنا الوحيد لمواجهة هذا السرطان الإسرائيلي حيث كنت أحاول فضح ممارسات المستوطنين في الإعلام، ومن ثم عدت مؤخراً لأتواصل من جديد مع المؤسسة من خلال منسقتها في منطقة الخليل ميسون قواسمي وهي إنسانة نشيطة في عملها، وهي من ساعدني على التواصل مع المؤسسات ووسائل الإعلام، ومن ثم تمت دعوتي للمشاركة في دورة كاملة حول مكافحة العنف ضد المرأة، وكان لها أثر كبير على شخصيتي، وبناء القدرة على التواصل مع المجتمع وهذا جانب مهم جداً، فنحن بحاجة لمثل هذه الدورات.

وتضيف هناء: "ومن خلال مشاركتي في ندوة ثقافية مع إحدى المؤسسات حيث تم التوجه إلي كوني ناجحة في عملي داخل مجتمع مغلق، وعلى المستوى السياسي لقدرتي على حماية بيتي وأسرتي، فهذا كان له دور في جعلي هدفاً بالنسبة للمؤسسات.

ورغم الظروف السياسية القاهرة التي تعرضت لها، والمصاعب التي واجهتها إلا أنها أصرت على مواصلة العمل والكفاح، وعن مشاركتها في أنشطة مشروع "مكافحة العنف ضد المرأة من خلال تمكين مؤسسات المجتمع المحلي"، والأثر الذي تركته تلك المشاركة على شخصيتها وحياتها، قالت أبو هيكل: "مشاركتي في هذا المشروع كان لها عظيم الأثر في تعزيز ثقتي بنفسي، فبالنسبة لقرار مجلس الأمن 1325 فهو قرار بالغ الأهمية، ويجب العمل على نشره والتعريف فيه، لأن كثير من النساء لا يعرفن عن القرار، وبالفعل فإن هذه الدورة أعطتنا دفعة قوية للاطلاع على القرار وإدراك أهميته، وخاصة أن المرأة في مجتمعنا مقهورة والقوانين الوضعية لدينا مجحفة جداً بحقها، وأنا أتحدث من واقع معاناة وتجربة شخصية، إلا أنني لم أسمح بأن يؤثر أي شيء على أسرتي قدر المستطاع. فكثير من الأمهات يربين أبنائهن بمفردهن بعد أن يحصلن على الحضانة، دونما أدنى اكتراث من الأب الذي يهجر الأسرة، وعندما يتعلق الأمر باتخاذ قرارات مصيرية في حياة الأبناء وخاصة الفتيات، تجد الأب هو الوحيد المخول باتخاذ القرار بالنيابة عن الفتاة، فيما الأم التي ربت وتعبت وسهرت الليالي في التمريض والتدريس ليس لرأيها أية أهمية تذكر، فلماذا لا تكون الأم الحاضنة لأبنائها هي صاحبة القرار في ما يخص حياتهم، كما أن هذا الوضع يحبط الأبناء ويشدهم للقاع، لذلك أشدد دائماً على اقتراحي لتغيير مثل هذه القوانين الوضعية والمستهينة والظالمة للمرأة، وأتمنى من مؤسسة "مفتاح" تبني اقتراحي، لأن سر نجاح "مفتاح" هو سعيها لتبني القضايا الهامة في حياة المجتمع، وتسليط الضوء عليها ونشرها على مستوى الوطن".

أما بالنسبة لمشاركتها في نشاطات "مفتاح" فعن ذلك قالت: "نشاطات ودورات مفتاح كان لها أثر ممتاز جداً على بيتي وبالنسبة لوضعي الاستثنائي، حيث أننا نسير في الاتجاه الصحيح، لكن برأي مازلنا بحاجة لنشر مزيد من الوعي حول هذا الموضوع لتحقيق الاستفادة للجميع، فمضامين هذه الدورات تعزز الثقة بالنفس، وترسخ المبادئ الموجودة أكثر فأكثر، وقد شعرت بفارق كبير بين ما قبل الدورات وما بعدها".

وتؤكد أبو هيكل أن التواصل مع "مفتاح" عزز قضيتها وفتح لها أبواباً جديدة للتواصل مع مؤسسات المجتمع المدني، مضيفة: "اقترحت أن نعمل على توعية السيدات على مستوى الأحياء السكنية حتى يكون لديهم الوعي الكافي والإلمام بهذه المواضيع، كما عملنا على مستوى المؤسسات".

وتؤكد أبو هيكل على أن مفتاح ستحصل على المرتبة الأولى بجدارة إذا ما استمرت في نشاطها بهذه الوتيرة، وخاصة بنوعية القضايا التي تتبناها، وما إذا تم تنفيذ جزء منها سيكون له مردود كبير عليها وعلى المجتمع.

وتتابع قائلة:"أشكر كل من ساعدنا على جميع الأصعدة المادية أو المعنوية أو الاستشارية، لكي تبقى الناس صامدة في بيوتها، وهذا ما نفتقده، ويجب على قيادتنا أن تكون السند القوي، فهي من يتحمل المسؤولية تجاه دعم صمودنا وبقائنا، فلا استطيع أن أُحمل الناس المتضامنين معي بجهودهم البسيطة عبء مواجهة المستوطنين".

وعن مشاركتها المستقبلية مع "مفتاح" تقول أبو هيكل : "أنا أثق في "مفتاح" والقائمين عليها، فنحن شعب مقهور وعندما تعطيني مؤسسة الثقة بنفسي وبشخصي وتسلحني بالوعي عن كل ما حولي، فلن أتأخر عن المشاركة معها في أي نشاط فالوعي الذي تقدمه مفتاح للناس له أثر لا يُستهان به ويشكل 50% المساعدة الفعلية، وهي تقدم كل ما تستطيع لدعم المرأة بشكل عام وليس فقط على المستوى الخاص".

واقترحت أبو هيكل تشكيل لوبي ضاغط من أجل إلغاء القوانين التي تضعف المرأة وتهضمها حقها، وإيصال القوانين البديلة المقترحة للمشرع، وتابعت قائلة: "واقترح على مفتاح أن يكون عملها باتجاهين: اتجاه توسيع المشروع بين الناس وخلق قاعدة شعبية له واتجاه الضغط على المشرع من أجل التغيير وذلك بطرق مختلفة كجمع التواقيع مثلاً، كما أن لدي اقتراح آخر وهو تخصيص راتب "جندي" للأسر الفلسطينية في كل بيت مجاور لمستوطنة من أجل دعم هذه العائلات وتثبيت صمودها كنوع من الضمان الاجتماعي خاصة إذا كان معيل الأسرة لا يعمل، ولكي يشعر هؤلاء المواطنون أنهم ليسوا وحدهم في مواجهة التطرف الاستيطاني".

وفي الختام شكرت هناء أبو هيكل "مفتاح" والقائمين عليها، ودعتها لمواصلة جهودها في دعم وتقوية المرأة في كل المجالات، وتمنت التواصل الدائم معها.

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required