العوجا- ضمن مشروع "الحماية والمساواة من منظور النوع الاجتماعي"، الذي تنفذه "مفتاح" والممول من صندوق الأمم المتحدة للسكانUNFPA ، تعمل مفتاح على تفعيل القرار الأممي 1325 وذلك من خلال تشكيل الائتلافات ودعمها في المعلومات وبناء القدرات في كل من المحافظات الثلاث (أريحا والأغوار الجنوبية، الخليل ونابلس).
"مفتاح" وبناء على توصية من المؤسسات أعضاء الائتلاف قامت بالتواصل مع مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان في العام 2012، لبحث آليات التعاون والتنسيق في مجال توثيق انتهاكات حقوق الإنسان ضد النساء والفتيات من خلال القرار الأممي 1325، وتم التوافق على أن يتم تدريب مجموعة من أعضاء مؤسسات الائتلاف في المناطق الثلاثة على تعبئة نموذج توثيق انتهاك حقوق الإنسان المعتمد لدى المفوضية ليتم إرساله إليها من خلال "مفتاح"، التي ستقوم بدورها بمتابعة المتدربين في عملهم الميداني وفحص مدى ملائمة نموذج مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان في عملية توثيق الانتهاكات بحق النساء والفتيات الفلسطينيات، اللواتي غالبا ما يتعرضن للانتهاك غير المباشر، جراء عمليات الهدم والتهجير ألقسري والمداهمات والاعتقالات للأزواج والأبناء، بالإضافة إلى الهجمات المتكررة من المستوطنين للمناطق المصنفة ج أو Cفي الضفة الغربية. خولة حسن المعروفة ب"أم السعد"، وهي ناشطة نسوية، وإحدى المتدربات على التوثيق والتي تقطن منطقة العوجا التي يصل عدد سكانها إلى حوالي 5 آلاف نسمة، كانت قد أوعزت إلى "مفتاح" بضرورة توثيق انتهاكات حقوق الإنسان، وإلقاء الضوء على ما يجري من انتهاكات ضد النساء في المنطقة وقامت بالمشاركة والتنسيق لزيارة السيدة فاطمة نجادة، التي هدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي منزلها بحجة البناء بدون ترخيص. "مفتاح" ومن خلال هذه التجربة الميدانية في دعم مؤسسات أعضاء ائتلاف القرار الأممي 1325 في مجال توثيق انتهاكات حقوق الإنسان ضد النساء والفتيات، ارتأت وجوب تطوير نموذج خاص لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان ضمن القرار 1325 بحيث يعمل على توثيق التأثيرات الاجتماعية والصحية والنفسية والاقتصادية للانتهاكات التي تتعرض لها النساء الفلسطينيات في الأراضي الفلسطينية المحتلة والتي تحول دون مشاركتها الفاعلة في بناء الدولة. فاطمة محمد حسين نجادة، المعروفة بأم العبد 53 عاماً وهي أرملة منذ ما يقارب الـ 25 عاماً، أم لشابين وفتاة، تعاني من تلف في عمل الكليتين ما يضطرها للذهاب إلى المستشفى لغسلهما يوماً بعد يوم، وهي تعاني أيضاً من أمراض أخرى على رأسها ضعفاً في القلب، هُدم منزلها في شهر أيار الماضي 2013، والذي على ما يبدو يشكل خطراً على "أمن إسرائيل"، وبالتحديد على سكان مستوطنة "نيران"! حسب ما ادعت سلطات الاحتلال بأن الأرض التي بني المنزل عليها تابعة للمستوطنة، -التي لم تكن ظاهرة لنا ونحن نقف على أنقاض منزلها المهدم، فهي لم تكن في المشهد أصلاً-، ناهيك عن كون هذه الأراضي هي أرض فلسطينية بالأساس تمت مصادرتها من قبل الاحتلال لصالح المستوطنات الزراعية في المنطقة، التي تبدو خالية تقريباً من السكان. وبعد وفاة زوجها قدمت أم العبد من عند أهل زوجها في الخليل، إلى أهلها في منطقة العوجا طلباً للرزق، فعمل أبناءها في مزارع المستوطنات في الغور، لكن بشكل متقطع وغير منتظم، ما زاد من صعوبة حياتهم. "ويبلغ عدد المستوطنات في الأغوار 31 مستوطنة معظمها مستوطنات زراعية، أنشئت على مساحة 12 ألف دونم وحوالي 60 ألف دونم ملحق بها لأغراض زراعية، وتستغل هذه المستوطنات مثالية المنطقة لزراعة النخيل والموز والخضروات والأعشاب الطبية وغيرها من المنتجات الزراعية. ويقيم الأهالي في منطقة بدو النجادة في بيوت مشيدة من الخيش والشعر وبعضها من ألواح الصفيح المستندة على دعامات من الخشب والحديد، فيما تطورت بعض المنازل إلى طوب، فحسب مختار العائلة، هناك ما يقارب الـ 16 منزلاً في العوجا مقامة بدون تراخيص ومهددة بالهدم، وتحوي ما بين 150-200 فرداً، في المنطقة المعروفة ب C. أم العبد التي قالت إن المنزل، لم يتم تسديد تكاليفه بعد للمدينين، أشارت إلى أن التحضيرات لزواج ابنها كانت شبة كاملة، فتم شراء غرفة النوم ومستلزمات العروس الجديدة التي كانت ستسكن المنزل مع العائلة، إلا أن كل ذلك دفن تحت الركام، فجيش الاحتلال لم يسمح لها بإخراج الأثاث والحاجيات من المنزل، فحملت هي وأبناؤها ما استطاعوا حمله فحسب، ولجأت إلى منزل بالإيجار في ذات المنطقة، فالخيمة هي كل ما قدمه لها المسؤولون هناك، مع العلم أنها تتلقى المساعدات من وزارة الشؤون الاجتماعية بقيمة 750 شيكل كل 4 شهور. وتحدثت أم العبد عن حالتها النفسية السيئة، جراء هدم منزلها وكيف أثر ذلك على علاقتها مع أبنائها، فهي تحاول طوال الوقت مواساتهم وتهدءتهم، لكنها تستاء من نظرات الناس بالإشفاق تجاهها، التي تشعرها بالضعف والعجز، وأنها أقل من الآخرين، ناهيك عن مشاعرها المتضاربة مابين الخوف والتشتت بعد أن دمر الاحتلال منزلها ودمر معه مستقبلها ومستقبل أولادها. قصة أم العبد هي نموذج لحال الكثير من العائلات الفلسطينية في قرى الأغوار، والتي يمارس ضدها كل أشكال الانتهاكات الإسرائيلية والعدوان والحرمان من الحق في العيش بكرامة، والحرمان من أبسط الحقوق الإنسانية كالحق في المسكن أو في المياه أو في العمل. إن محاصرة سكان المنطقة هناك من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، تهدد حياة البداوة التي تعتمد على الرعي في مناطق رعوية واسعة وعلى وجود المياه، حيث يتم مصادرتهما من قبل الاحتلال لصالح "أمن المستوطنات" كما يدعي، وتحت نفس الحجة يتم هدم المنازل التي بنيت بدون ترخيص في تلك المنطقة. إن هذا التضييق على الأهالي، يحدث خللا حقيقياً على كل المستويات، سواءً على حياة البداوة وتضييقها، كإحداث خلل ديمغرافي لصالح سكان المستوطنات، أو على المستويين الاجتماعي والاقتصادي من خلال التهجير البطيء، ومنع الرعي والوصول إلى مصادر المياه ومنع تشييد الأبنية في التجمعات الفلسطينية في منطقة C بالأغوار. ويقول الباحث عبد الستار شريدة، في دراسة بحثية ميدانية بعنوان "الأغوار الفلسطينية.. في مهب التسريب": "ولعل الأخطر من ذلك أن الاحتلال دفع الشباب الفلسطيني على وجه التحديد لهجرة الأرض وحوله لجيش من العاملين لصالح تطوير القطاع الزراعي الاستيطاني. وإن كان من الصعب تحديد العاملين في القطاع الزراعي الفلسطيني في الأغوار بحكم أن العمل -سواء للمالكين أو للعاملين- يكون من قبل عائلات وليس أفراد عاملين في الغالب، إلا أن المناخ الذي فرضه، حول القطاع الأكبر من الشباب للعمل في المستوطنات وأتاح المجال لزيادة نسبة المرأة العاملة في القطاع الزراعي بالأغوار بنسبة 35% والنسبة المتبقية والبالغة 65% من الذكور بمتوسط أعمار 48 سنة. وهذه النسب تلقي الضوء على هجرة الشبان الفلسطيني من أراضيهم الزراعية لصالح العمالة الزراعية في المستوطنات نتيجة عمليات الإحباط المتراكمة التي ولدها الاحتلال للقطاع الزراعي الفلسطيني في المنطقة". اقرأ المزيد...
بقلم: آلآء كراجة لمفتاح
تاريخ النشر: 2013/8/22
بقلم: ربى عوض الله لمفتاح
تاريخ النشر: 2012/9/1
بقلم: ربا عوض الله
تاريخ النشر: 2012/7/24
لنفس الكاتب
تاريخ النشر: 2024/9/21
تاريخ النشر: 2024/8/28
تاريخ النشر: 2024/1/10
تاريخ النشر: 2023/12/23
|