مفتاح
2024 . الجمعة 5 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

أحد عشر عاماً مرّت على “هبّة القدس والأقصى” التي قضى فيها ثلاثة عشر شهيداً وجرح العشرات برصاص الشرطة “الإسرائيلية” في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 . ففي مطلع أكتوبر/ تشرين الأول، وبعد مرور بضعة أيام على اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية في الثامن والعشرين من سبتمبر/ أيلول عام ،2000 انضمت جماهير ال 48 إلى شعبها الفلسطيني الذي فجّر انتفاضته الثانية في العصر الحديث، بعد تدنيس أرئيل شارون للمسجد الأقصى بتواطؤ من رئيس الحكومة “الإسرائيلية” آنذاك إيهود باراك، وفي الوقت ذاته بعد مرور سبع سنوات على توقيع اتفاقات أوسلو التي لم تلتزم “إسرائيل” بها ولم تبد استعداداً لاستكمالها رغم كل ما تضمّنته من حيث المبدأ والتفاصيل، من إجحاف بحق الفلسطينيين وثوابتهم الوطنية والقومية .

لم تكن تلك الجماهير بهبّتها التاريخية، تقوم بفعل التضامن مع فلسطينيي القدس وبقية الضفة الغربية وقطاع غزة، كما صوّرها البعض، بقصد أو بغير قصد، إذ إن تلك الجماهير جزء أصيل من الشعب الفلسطيني والأمة العربية، تحمل القضية ذاتها وتعيش الهموم ذاتها، وإن اختلفت التفاصيل وأدوات النضال باختلاف الظروف، حيث دفعوا ثمن البقاء في الوطن والديار، بالعيش في مناطق تخضع للقانون “الإسرائيلي” .

لقد سالت دماء غالية في هبّة القدس والأقصى، لكنها كانت علامة عز وفخار لجزء مهم وأصيل من الشعب الفلسطيني، لم تقتلعه نكبة سنة ،48 ولم تنجح محاولات تهجيره عبر سياسات التضييق والتهويد والقوانين العنصرية التي سنّتها حكومات “إسرائيل” المتلاحقة طيلة ثلاثة وستين عاماً، وما زالت تسن المزيد منها تباعاً .

لقد ظن الصهاينة أن وجود هؤلاء الفلسطينيين تحت سيطرتهم وقوانينهم والمدارس الخاضعة لحكومتهم، وأن محاولات “إسرائيل” لعزلهم عن محيطهم الفلسطيني والعربي والإنساني، يمكن أن تنجح في أسرلتهم وسلخهم عن أبناء جلدتهم، ففوجئوا بأنهم لم يكونوا مهيّئين إلا لاستعادة شعورهم بالكرامة والتمسّك بهويتهم الوطنية الجامعة التي واظبت “إسرائيل” منذ النكبة على محاولات استئصالها وحقن أصحابها بأمصال التهويد . أرادت “إسرائيل” وخطّطت طيلة العقود الستة والسنوات الثلاث في العقد السابع، لكي يكون أكثر من مليون فلسطيني مجرّد كم بشري معزول عن محيطه، ومذوّب في همومه الخاصة بحثاً عن الطعام والشراب والسكن المقيّد بالقوانين العنصرية، كما التعليم والصحة والعمل والسفر وموازنات المجالس المحلية .

ومثلما كان لوثيقة كنغ العنصرية، صدى عكسي حين حاول واضعها الصهيوني، عام ،1976 أن يتصدّى للتفوّق الديمغرافي الفلسطيني، ما أفضى إلى هبة يوم الأرض التي قضى خلالها شهداء في المثلّث والجليل، كان لهبّة أكتوبر ،2000 مفعول مشابه، إذ أظهرت أن هؤلاء الفلسطينيين لم يذوبوا في الصهينة ولم تتبخّر هويتهم بحرارة التهويد ومفاعيل العنصرية ومكابس الضغط الحياتي اليومي . وما زاد من تحوّل هذه المناسبة إلى محرّك جديد لتجديد النضال السياسي في الداخل، قرار ما تسمى لجنة التحقيق الرسمية التي شكّلتها “إسرائيل” وأصدرت قراراتها بتبرئة الضباط وأفراد الشرطة الذين تلطخت أيديهم بدماء الشهداء .

لم يرق ل “إسرائيل” أن ترى هذه الروح المتوهّجة لدى فلسطينيي ال ،48 ولم تكن على استعداد لتقبّل حقيقة أن هؤلاء لم تغادر فلسطين أفئدتهم، لم تكن قادرة على هضم نضالهم لكبح التغوّل الصهيوني الذي تمكن من احتلال أرضهم، لكنه عجز عن احتلال وعيهم، ونهب أرضهم لكنه لم يستطع سلبهم إرادتهم، وسفك دمائهم لكنه فشل في قتل انتمائهم .

الخليج الاماراتية

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required