مفتاح
2024 . الجمعة 5 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

كثيرة هي أوجاع الأسرى وآلامهم في السجون الإسرائيلية فصول من المعاناة لن تنتهي، لكل أسير له حكاية وقصة منذ لحظات الأسر وحتى دخوله المعتقل التى لا يزال يعيشها لحظة بلحظة مع مرور الدقائق والساعات والأيام والشهور والسنين، منهم من حكم عليه بالمؤيدات وما زال ينتظر، منهم من أمضى عشرات السنوات ولم يلتقي بأهله وأولاده ، ومنهم من يلاحقه شبح الاعتقال الإداري، ومنهم من يعاني من أمراض شتى، ومنهم من تقتحم عليه غرف السجن ويتعرض للتفتيش والمضايقات ، منهم من أصيب باضطرابات نفسية نتيجة الضغوط النفسية التي تمارسها أجهزة الاحتلال عليه أثناء التحقيق، منهم من شل جسمه أو فقد بعض حواسه تحت التعذيب، منهم من خاض معارك الأمعاء الخاوية ، معارك الإضراب عن الطعام ، ولا يزال يعاني جراء ذلك ، منهم من ارتقى شهيدا تحت التعذيب، ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا.

مسلسل الأسرى طويل ولكل حلقة واحدة تروي حكاية أسير تسجل مع دفتر الذكريات الذي يؤنس حياته ووحدته وهو في زنزانته المظلمة، يحاول الأسير أن يتقبل واقعه المؤلم أمام العذاب والحرمان، يصبر نفسه أمام غياب الأحبة من الأب والأم والزوجة والأبناء, فكم هو مؤلم على قلبه أن تمر الأيام ويكبر أطفاله بينما هو مغيب عنهم وصورهم بين يديه ، وكم أرهقته تلك الأفكار التي سيطرت خياله وكثيراً ما تساقطت دموعه على مستقبله المجهول وهل إن كان سيخرج الى النور لكي يعانق الأحبة.

فمنذ أولى لحظات اعتقال الأسير تبدأ رحلة العذاب ، ومجي عشرات الجنود لنقله من بيته أو جره من الشارع أو المؤسسة التي يعمل بها ، لزنازين التحقيق الكئيبة ، فينتقل من نعيم مسكنه ومنزله الآمن إلى جحيم المعتقل، فتبدأ عملية تعصيب العنينين، وتصفيد اليدين والرجلين ، وخوضه أشد وأقصى أنواع التحقيق والتعذيب الذي يمارسه السجان بحقه في السجون ، ان لم تكن هي المرة الوحيدة التي يعتقل فيها خلف القضبان، يضع نفسه أمام مستقبل مجهول وخلفه ماضي حزين، وأمل كبير بالفرج القريب للعودة إلى أحضان عائلته, وحلم جميل يذكره ببلدته ومدينته التي يتمنى العودة إلى شوارعها والعيش برفقة أهلها ورؤية الأصدقاء علي أمل ان يعوض جزء من تلك السنين المرة التي قضاها والتي لا زال يقضيها داخل السجن، وهو يترقب رؤية أبنائه الذين تفتحت الحياة أمامهم بحرمانهم حنان الأب وتفتحت أيام عمرهم بينما هو يقبع في زنزانته الانفرادية يتلوي على فراق زوجته وأبنائه وليس أمامه سوى الخيال والحلم الذي لن يتحقق فيما بعد.

كل هذه الآلام والهموم اليومية لأسرانا لم تقنع العالم والمجتمع الدولي الذي قام ولم يقعد لأجل الأسير الإسرائيلي شاليط، أن يتحرك لوقف الانتهاكات التى يتعرض لها الأسرى في حقوقهم التى كفلتها لهم المواثيق الدولية واتفاقيات جنيف.

من حق الأسرى علينا اليوم ان نتذكرهم امام فصول من المعاناة وهم اليوم يخوضون إضرابا مفتوحا عن الطعام لرد الاعتبار لهم ولكرامتهم المسلوبة، ليس اليوم فحسب ، بل في كل يوم وشهر، وفي كل موقف وكل ميدان، وان نشارك جميعا قيادات ومسئولين وأحزاب ومؤسسات ونقابات وحراك شبابى، في إحياء قضيتهم في كافة الميادين ، والمشاركة في التضامن معهم من خلال الفعاليات والمسيرات والإعتصامات وفي جميع الأنشطة المساندة لحقوقهم :« مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِى تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى »صحيح مسلم.

القدس نت

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required