مفتاح
2024 . الجمعة 5 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

اللغة العبرية تنمو، واعتبرها درويش 'المعجزة' الوحيدة بين 'المعجزات' الإسرائيلية، ومن مظاهر تطوّرها ما أشار إليه الأديب العبري - العالمي المعروف، دافيد غروسمان، حيث لم تكن مفردة 'الإحباط' معروفةً في العبرية، إلى أن نحتها أحدهم 'ريسكويل'. فصارت دارجة منذ حرب أكتوبر 1973، أو منذ عاد 'الوطن المنسي' ليكون فلسطين.

لا أعرف إن كان في العبرية، وهي أقرب اللغات السامية الحية للعربية، قواعد توجد في العربية، مثل 'لا' الناهية و'لا' النافية، لكن أعرف أنها لغة هجينة من العبرية واليديش الألمانية، ومفردات من اللغات الأوروبية الحديثة.

الاستيطان، والمفاوضات، والسلام، ينوس بين 'لا' و'لا' الناهية والنافية، أو هذا ما فهمته من جملة منسوبة للسيد نتنياهو 'كل شيء إلا فلسطين'، وله عبارات شهيرة مثل ما همس به في أذن الحاخام عوفاديا يوسف في ذم اليساريين الإسرائيليين: 'البعض ينسى معنى أن يكون المرء يهودياً'، وكذلك جملته الأشهر: 'إن أعطوا أخذوا، وإن لم يعطوا لن يأخذوا'.

رسام الكاريكاتير في 'الأيام' بهاء بخاري رسم أربعة أبواب مغلقة بأقفال، بينما 'أبو العبد' يحمل متحيراً مفتاحاً واحداً، كناية عن هذه 'الرباعية' اللعينة.

الباب الموصد أمام استئناف المفاوضات المباشرة هو الاستيطان المتمادي، وسمعتم وقرأتم عن 1100 وحدة سكنية في مستوطنة 'غيلو' وقبلها 1600 في آذار 2010 وحدة في 'رامات شلومو'. مزج الإسرائيليون بين 'لا' النافية و'لا' الناهية، وقالوا: لكن مستوطنات القدس الشرقية ستبقى في إسرائيل، أياً كانت نتيجة المفاوضات. هذا شرط مسبق، في حين قبلت حكومة ائتلاف نتنياهو يوم 2 الجاري بيان 'الرباعية' الأخير.. ولكن على قاعدة 'دون شروط مسبقة'!.

اغتاظ نائب الرئيس الأميركي جون بايدن من توقيت بناء 1600 وحدة عشية زيارته الأولى لإسرائيل، واغتاظت المستشارة أنجيلا ميركل من توقيت طرح بناء 1100 وحدة عشية قرار 'الرباعية' الأخير.. لكن؟ ماذا.. ألم يقل بن - غوريون 'ليس مهماً ما يقوله الأغيار، الأهم ما يفعله اليهود'، وقال عن الأمم المتحدة، حيث ولّدت إسرائيل، إنها 'أوم شموم' أي 'أمم متحدة قفراء'.

لن نحكي عن الكتل بل عن البؤر المعزولة التي تعهد شارون إلى بوش بإزالتها.. وإلى الآن جميعها باقية، بل وتتوسع ويجري تشريع وتسويغ البؤر الجديد، على نحو ما قررت الحكومة يوم 3 أيلول بالنسبة لبؤرة 'شافوت راحيل' في عمق شمال الضفة، قرب مستوطنة 'شيلو' المشاغبة والمعترف بها من الحكومة.

عقب أمين عام حركة 'سلام الآن' ياريف أوبنهايمر: 'تواصل حكومة نتنياهو تسويغ وتوسيع البؤر الاستيطانية الأكثر صغراً وانعزالاً'، أي خارج الجدار الفاصل والكتل الاستيطانية والمستوطنات 'السمينة' خارج الجدار، مثل 'بيت إيل' و'كريات أربع'.. الخ!

وافقت حكومة نتنياهو على بيان 'الرباعية'.. لكن، كبلته بما هو أقسى من الشروط الـ 14 التي كبل فيها شارون موافقته على خطة 'دولتين لشعبين' عام 2002. لا التزام بالجدول الزمني (ثلاثة أشهر) لمفاوضات على ترسيم الحدود، بل مفاوضات حول 'يهودية إسرائيل' وقضية اللاجئين، ونهاية النزاع، وتجميد طلب عضوية فلسطين في الجمعية العامة.. ومن قبل أيضاً تجميد مفاوضات الوحدة الفصائلية الفلسطينية.

السيد يوسي بيلين، وهو من أعمدة أوسلو، قرأ بيان 'الرباعية' وخلص للقول: مقابل نقطة واحدة لصالح إسرائيل 'مفاوضات بلا شروط مسبقة' هناك عشرات النقاط لصالح الفلسطينيين، مثل الإشارة إلى طلب أبو مازن العضوية، والالتفاتة لمبادرة السلام العربية، والاستناد إلى خمسة قرارات صدرت عن مجلس الأمن، وإهمال تحفظات شارون الـ 14 على خارطة الطريق.. وإزالة البؤر الاستيطانية التي أنشئت منذ آذار 2001 (أي قبل عشر سنوات؟) وتبني توصيات ميتشل التي تقضي بـ'تجميد إسرائيل جميع النشاط الاستيطاني، مشتملاً على الزيادة الطبيعية في المستوطنات.

سيارتان في طريق ضيق تسيران في اتجاهين مختلفين.. ومن ثم إما تفسح سيارة الطريق.. وإما الاصطدام، أي فشل استئناف المفاوضات المباشرة.

موافقة ليبرمان على موافقة الحكومة على بيان 'الرباعية' تعني أنه يصدق نتنياهو في كذبة الموافقة المشروطة.. لماذا؟ لأن نتنياهو قال: 'كل شيء.. إلا فلسطين'.

بالمناسبة، قال رئيس الموساد السابق، مائير دوغان: الخطر الأمني على إسرائيل هو، حالياً، الأدنى منذ تأسيسها. لكن، ما يراه نتنياهو أن الخطر السياسي من دولة فلسطين أعلى ما يكون!.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required