مفتاح
2024 . الجمعة 5 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

أبدى رئيس حكومة اليمين المتطرف، استعداده لوقف البناء في المستوطنات الاستعمارية المقامة على الاراضي التابعة لـ«الدولة»، ولكنه لا يستطيع ان يلزم القطاع الخاص بوقف البناء في المستوطنات غير التابعة للدولة. نشرت هذا التصريح صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية أمس الأول، كخبر عاجل، عشية بدء اللجنة الرباعية لقاءاتها مع الوفدين الفلسطيني والاسرائيلي يوم 26 تشرين الأول اكتوبر الحالي، اي بعد يومين، لتجسير المواقف بينهما والعودة للمفاوضات. واضاف نتنياهو، انه سيكشف للقوى المختلفة ان الرئيس محمود عباس «غير جاد» حين يطالب بوقف الاستيطان للعودة للمفاوضات؟! على اعتبار انه (نتنياهو) اوقف الاستيطان؟

تكتيك نتنياهو سطحي وساذج، وينم عن ضيق أفق. لأن ما يطالب به الرئيس ابو مازن، هو الوقف الكامل للاستيطان الاستعماري في الاراضي المحتلة عام 1967 خاصة القدس الشرقية. ولعبة «الجلا جلا» التي يلعبها نتنياهو مفضوحة، ولا يستطيع لا هو ولا «العرافون» الاميركيون ان يضحكوا على احد لا فلسطيني او عربي او دولي فيها. لان الاراضي المحتلة عام 67، هي الاراضي الفلسطينية، ولا يوجد عليها أراض لما يسمى «الدولة» الاسرائيلية، ولا للرأسمال الخاص. لانها أراض محتلة. وبالتالي التقسيم للاراضي المحتلة عام 67، هو تقسيم غبي وعقيم.

اذا كان نتنياهو جادا في العودة لطاولة المفاوضات، عليه ان يلتزم التزاما صريحا وواضحا بالوقف الكامل للبناء في الاراضي المحتلة عام 1967، لان الاراضي جميعها أراض فلسطينية. والكف عن التلاعب والتحاذق المكشوف. اما عن مصداقية رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، فهي ليست بحاجة الى شهادة من رئيس وزراء حكومة اليمين الصهيوني المتطرف. خاصة وان الجميع يعلم مدى انسجام الرئيس محمود عباس مع تعهداته. ولم يتراجع عنها يوما، رغم انها تسبب له الارباك والهم غير الدقيق.

لكن الذي بحاجة الى شهادة من الكل الاسرائيلي بما في ذلك داخل حزب الليكود, الذي يقوده، هو نتنياهو. ولعل تصريح جلعاد شارون أمس الأول عما قاله والده، اريك شارون، (المتوفى اكلينيكيا منذ ست سنوات) عن نتنياهو، «انه كان كاذبا وسيبقى كاذبا»، وبالتالي لا احد في الساحة السياسية الاسرائيلية ولا حتى الاميركان، الذين وقفوا له قرابة الـ (30) مرة لديهم الشك بأن نتنياهو رجل كاذب، ومراوغ وجبان كما اضاف جلعاد شارون.

اذا قبل ان يلقي رئيس ائتلاف اليمين الاقصوي في اسرائيل الحجارة على الآخرين وخاصة الرئيس ابو مازن، عليه ان يتذكر ان بيته من زجاج، وزجاج هش، وقابل للكسر فورا. لأن المصداقية ليست كلاما في الهواء، انما فعل وممارسة على الارض ومع الآخرين. وسلوك يومي في السياسة والبيت والحياة الحزبية والاجتماعية. وسلوك نتنياهو براء من هذه المصداقية. لانه تربى على الكذب والافتراء على الحقيقة.

وعلى «الرباعية» قبل ان تدخل في دوامة نتنياهو الجديدة, عليها ان تبلغه بمنتهى الوضوح، الوقف للبناء في المستوطنات، يعني الوقف الكامل في كل المستوطنات المقامة على الاراضي الفسطينية المحتلة عام 1967 خاصة في القدس. لتجاوز عنق الزجاجة، والعودة للمفاوضات والانتهاء من ملفات الحل النهائي السبعة بما فيها ملف الاسرى. لان القيادة الفلسطينية ليس لديها مانع من العودة فورا لطاولة المفاوضات، ولكن على اساس التزام حكومة نتنياهو بوقف الاستيطان والقبول بخيار حل الدولتين للشعبين على حدود الرابع من حزيران 1967، والرزنامة الزمنية المحدودة. اما اذا بقي رئيس وزراء اسرائيل يراوغ ويناور، فإن محاولة الرباعية ستبوء بالفشل. ولن تتقدم خطوة واحدة للامام. وسيقتلها نتنياهو كما قتل كل المحاولات التي سبقتها.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required