مفتاح
2024 . الجمعة 5 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
مدينة القدس ذات مكانة خاصة في قلوب ونفوس الجميع، فهي من أقدس المدن وأشرفها، وارفعها منزلة، وأكثرها أهمية ورمزية. ولقد كانت وستكون دوماً محط ومهوى أفئدة العالم بأسره وبخاصة أبناؤها الذين ولدوا وتربوا وتعلموا وعاشوا على ثراها النقي الطاهر فهم أوفياء لها يفدونها بأرواحهم ومهجهم، ويتصدون بصدورهم العارية لهجمات المستوطنين والمتطرفين للدفاع والذود عنها عند إحساسهم بالخطر نحوها، لفرط محبتهم وعشقهم لها.

وأهل القدس أناس طيبون كالأرض التي نبتوا عليها، فبينهم المودة والرحمة والشهامة، يكرمون الضيف والصديق، ويرحبون بالحجاج والزائرين القريب منهم والبعيد، يحبون مدينتهم ويعشقون كل ذرة تراب فيها، ويحترمون مقدساتها وجوامعها وكنائسها ومآذنها ويتلمسون بأسوارها وجدرانها، ويتنشقون بنشوة رائحة أسواقها وشوارعها وعبير أزقتها وحجارتها القديمة يشاطرهم في ذلك الشعب الفلسطيني بأسره والأمتين العربية والإسلامية.

هذه القدس، وهكذا أبناؤها كما عرفناهم وعهدناهم، إلا إننا لاحظنا في الآونة الأخيرة ظهور فئة طفيلية قليلة من سواد المجتمع المقدسي غرر بها، وملأت الغشاوة عيونها، فضلت طريقها، وطفح كيل المقدسيين الشرفاء من تصرفاتها وأعمالها المشينة، قلة من ذوي النفوس المريضة والقلوب السوداء ومنعدمي الضمير، إستغلوا واقع الاحتلال وفوضى وسوء الأوضاع ، وانتهزوا الانفلات الأمني وفقدان الأمان في المدينة وتستر الاحتلال عليها بل تشجيعها، فأطلت برأسها لتسمم وتنتهك بتصرفاتها وممارساتها السلبية قدسية وطهارة وربيع المدينة، فنكدوا على اهلها ونغصوا عليهم. شعارها ثقافة الزعرنة والبلطجة والتشبيح والفهلوة وما تكسب أياديهم، واتخذت لتحقيق أهدافها أكل واستلاب حقوق العباد وتخويفهم وترويعهم، والتعدي على حقوقهم الخاصة وأعراضهم، ووضع اليد للاستيلاء على ممتلكاتهم. وانتهجت بكل وقاحة الاختلاس وسرقة الأموال، والاعتداء على مواريث وديون وأملاك وأعراض الغير نهجا لها. فئة سرت وانتشرت بينها عادات الغيبة والنميمة والقذف والسب والطمع والتجريح والاتهام، وقول السوء والكلام البذيء، وإلقاء التهم جزافاً. وكثرة الرشاوي والاحتيال واللف والدوران، والغش بالبيع والشراء، والتكالب على المال، فأدت إلى انتشار البطالة وقلة فرص العمل، وتفشي المخدرات والمسكرات، وزيادة نسبة الطلاق والانحلال، وانعدام الحياء والإخلال بالآداب، والتسكع في الشوارع والمعاكسة والتحرش بالناس، والاستهتار والاستخفاف بمشاعر الآخرين، ومخالفة الأنظمة وقواعد السلوك العامة. فزادت جرائم القتل العمد والثار، وسفك الدماء، وممارسة العنف وإيذاء الناس والجيران، والتخاصم والتعصب على أتفه الأسباب، والتشاجر والتناحر بكل وحشية وبرود أعصاب، دون أي اعتبار لقانون وأي رادع أو رقيب أو خشية من احد، أو مراعاة لعواقب وأثار هذه التصرفات التي تقشعر لها القلوب والأبدان، وتشمئز منها النفوس، فالتجأ الناس إلى المحاكم والقضاء العشائري والجاهات والعطوات، واخذ الحق وما يريدونه بقوة اليد، وسيطر الخوف وخيم الحزن لانعدام الأمن والأمان. وما نراه اليوم من فوضى وعدم المحافظة على البيئة والنظافة واللامبالاة بإلقاء النفايات والقاذورات بالشوارع، والتزاحم والتسابق على الحواجز والطرقات وإثارة الضوضاء والصراخ والصياح، والتمرد على الكبير والتعدي على الصغير، ما هي إلا ظواهر تدل على خطورة الموقف وتؤكد على الانهيار الوشيك للمناعة الأخلاقية للمجتمع المقدسي، واهتراء العادات والتقاليد والأعراف إذا لم يتم تداركها في الوقت المناسب.

مما سبق يتضح بان المشكلة التي نتعرض لها من هذه القلة وأمثالها هي في الواقع أكثر تعقيداً وعمقاً وخطورة مما تبدو، فهي مشكلة متعددة الوجوه والأبعاد، وتحتاج إلى من يغوص فيها لاستقصاء المفاهيم الأخلاقية لحل مشكلاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي أدت لظهورها.

لذا فان اخذ المبادرة للتصدي ولفظ هذه الفئة الضئيلة، والتعرض لهذه الظواهر الدخيلة على مجتمعنا وعدم التعتيم عليها أصبحت واجباً دينياً ووطنياً وأخلاقياً واجتماعياً، ومسؤولية جماعية تقع على رجال الدين والدعوة والتربويين والمفكرين والإعلاميين، وأمراً ملحاً لا يمكن الصمت أو السكوت عنه ، بل يجب قول كل ما يجب أن يقال وان بدى متشائما، وذلك لتحصين المجتمع من تمادي هذه الفئة ومن آثارها والتي تزداد مع الأيام كماً ونوعاً، وسد كل الطرق والذرائع لمواجهتها والقضاء عليها، قبل أن تنخر مجتمعنا، فيتعذر إصلاحها وعندها لا ينفع الندم، فالوقاية خير من العلاج، فليس عيباً مصارحة ومكاشفة أنفسنا وأن نعترف بالمشاكل والأخطاء بل العيب إغماض العين والسكوت عنها للتهرب من مواجهتها وتداعياتها فنصبح كمن يدفن رأسه بالرمال.

وعليه فقبول النقد البناء، وعدم الإكتفاء بالشجب والاستنكار هي أسس السلوك الأخلاقي والعقلاني السليم للمعالجة، فهذه الفئة القليلة يجب أن تعلم وتتعلم بان من ينتمي ويحب القدس هو من يحب أبناءَها، ويحب أعرافهم وعاداتهم وتقاليدهم، فلا يحب إيذائهم أو الكبر والتفاخر والتطاول عليهم. ومن يحب القدس يحب المحافظة والحفاظ عليها، وهو من يخلص لها في عطائه، ويرتقى بأخلاقه من اجلها ويعشقها بقلبه وروحه وعيونه، فحبها وحب أهلها والانتماء لهم ليس بالكلام والأقوال وإنما بالأفعال والأعمال.

لذلك علينا إن أردنا أن نبدأ بالإصلاح لتصويب الأخطاء وتصحيح المسار بأن نقوي عزيمتنا وإرادتنا لمحاسبة أنفسنا وتقييمها، وان نتحمل مسؤولية الواجب الديني والوطني الملقى علينا بكل اقتدار، بدلاً من إلقاء اللوم واتهام غيرنا بالقصور والتقصير. ولا يكون ذلك إلا بالرجوع إلى الدين والعقيدة، وتعميق قيم الأخلاق الحميدة وعدم تسيبها، وإعادة وتأصيل العادات والتقاليد الحسنة، وهذا يتطلب حراك المقدسيين وتحمل مسئوليتهم الكاملة تجاه المدينة، والتحلي بالأخلاق والسلوك الحميد شعاراً وممارسة، وبنشر الوعي والنصح والتوجيه والتنبيه والإرشاد، وحسن التصرف، والصبر وطول البال على هذه الأوضاع وعدم اليأس وترشيد الأعلام، والتحدث عن بيئة تقوم على قول الصدق والمحبة والألفة، وحسن المعاملة وسلامة النية، وأداء الأمانة، والتعاون والتسامح ورد الحقوق وعدم التدليس والغش، لتوليد الإحساس والشعور لدى الجميع بالاستقرار والسلام والعيش الكريم والسعادة، لإعادة رسم البسمة على وجوه الجميع.

وإن ثاني خطوات الإصلاح تقتضي تشخيص وتحديد هذه الفئة، ومعرفة آفاتها وتحليل الأسباب التي دفعتها إلى ذلك ، ومن المؤكد أَن أحد أهم هذه الأسباب هو وجود الاحتلال وتعسفه وتحريضه وممارساته الهادفة إلى تمزيق وتشتيت وفرقة المجتمع المقدسي، وتزايد شدة قبضته الأمنية، وقوة مطرقته البوليسية، وزيادة بطشه وقمعه وتهديده للمقدسيين وزيادة محاصرتهم والتضييق عليهم سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، والتي أثرت سلباً على بعضهم وأحبطت الكثير منهم، فانعكست أثارها وتداعياتها عليهم فعبروا عن ذلك بمثل هذا السلوك السلبي سواء كان ذلك بشكل مقصود أو غير مقصود، فأكثر هذه الظواهر السلبية التي نراها هي انعكاسات وردود فعل من شدة وطأة الظلم والقمع والذل والهوان التي يمارسها الاحتلال على المقدسيين، وعدم تمتعهم بكامل حقوقهم وانتهاك حرياتهم، فاقمها الكبت والملل والفراغ والضغوط النفسية، واستمرار سوء أوضاعهم الحياتية وارتفاع تكاليف المعيشة، وزيادة حرمانهم المادي، الأمر الذي ولد لدى العديد منهم شعوراً باليأس والإحباط أمام واقع قاس مرير، ومخاوف من مستقبل مجهول.

وثالث هذه الأسباب عدم وجود مرجعية واحدة قوية حازمة وحاسمة تسد الفراغ لِيُحتكَمْ إليها رغم كثرتها وتعددها. الأمر الذي اوجد القلق والحيرة والحسرة بين فئات المجتمع المقدسي، أحسن الاحتلال استغلاها بمحاولاته الممنهجة لإرباك وانتزاع وإضعاف المفاهيم الدينية والروحية والقيم الأخلاقية والفكرية فيما بينهم، والتركيز على إسقاطها من عقول ووجدان الشباب على وجه خاص، وتشويش وعيهم التربوي والسلوكي، وتزوير حضارة مدينتهم وتاريخها، لطمس تراثهم وثقافتهم. ناهيك عن عدم الاهتمام الكافي بهم محلياً وعربياً ودولياً، فأضحوا لا مبالين واتكاليين يشعرون بالاغتراب الداخلي والتهميش والضياع في أنفسهم ومع مجتمعهم، لا يشاركون ولا يشاركهم احد في خدمة المدينة وأهلها، فانسحبوا وانعزلوا بجفاء لحد القطيعة، صاحبة إحساس بالانهيار الداخلي لشعورهم بعدم وجود قيمه أو أهميه أو أية فاعلية لهم في الحياة العامة، وإنهم منفردين ومعزولين عن أهلهم وذويهم ومجتمعهم.

ورابع هذه الأسباب هو الاختلاط والانفتاح الواسع لأبنائنا الشباب "بشكل خاص" في المجتمع الإسرائيلي، وهو مجتمع لديه عادات وتقاليد مختلفة عن عادات شبابنا، وسعي الاحتلال من خلاله على إغراقهم مادياً ومعنوياً وإسقاطهم أخلاقيا، وتشجيعهم على ترك التعليم للعمل داخل إسرائيل، ومحاولاته الدؤوبة لإفساد الشباب المقدسي وتدميرهم، لذا ونتيجة لهذه الظروف والمعاناة الصعبة تطرف بعض الشباب وانحرفوا وشذوا وخرجوا عن المألوف من العادات والتقاليد فاستغلوا خصوصاً وان معظمهم لا يملكون أي فرص للعمل، وان إمكانياتهم المادية محدودة لتحقيق طموحاتهم أو لممارسة نشاطاتهم أو هواياتهم، أو حتى القيام بالعمل التطوعي الخيري، أو العمل الاقتصادي الإنتاجي لهم أو لخدمة مدينتهم.

وخامس هذه الأسباب وليس آخرها عدم اهتمام الأسرة والتربويين بأبنائهم، وتفرغهم لتربيتهم التربية الصالحة ومتابعتهم لدراستهم والسؤال عنهم في مدارسهم، وإهمالهم السؤال عن أصدقاء أبنائهم، وتركهم نهباً لقرناء السوء والعشرة الرديئة يتخبطون في الشوارع ودياجير الظلام، ومراقبة ما يشاهدونه في أجهزة التلفاز والانترنت من أفلام تدعو للعنف والإرهاب ومشاهدة للصور الماجنة، وما يقرؤونه من مجلات رخيصة تفسد الأخلاق وتنشر بذور الشر والانحراف، كذلك متابعة كيف وأين يقضي أولادهم لأوقاتهم؟ وانشغلوا عنهم بالسعي للكسب السريع وتحسين أوضاعهم المالية، والتهو بالعمل والتجارة وبالأرقام والعمليات الحسابية عن قيمهم الدينية والتربوية والإنسانية.

ولا شك بأن خطوات الإصلاح تبدأ بتكاثف ورص وتنظيم صفوف جميع فئات وشرائح وأطياف المجتمع المقدسي، ووقوفها صفاً واحداً لدرء هذا الخطر الذي يحدق بالنسيج الاجتماعي بأسره، واستنهاض وشحذ همم المخلصين والعقلاء من أبناء المدينة، لتعميق التمسك بالقيم الدينية والروحية، وترسيخ مفاهيم الوحدة العقائدية المحددة للهوية والمحتضنة للرؤية الثقافية وللتاريخ وللتراث الحضاري للمدينة، وتعزيز الانتماء والترابط الاجتماعي والوطني والقومي وإشغالهم بالعمل التطوعي والخيري، وهي في مجموعها بيئة تولد الاعتزاز بالوحدة والتآلف مع النفس والآخرين، يسود فيها الوئام بدل الانتقام والبناء بدل الهدم.

كما أن تصحيح المسار يتطلب قيام المجتمع المقدسي بتحمل المسئولية الجماعية لمواجهة ممارسات الاحتلال بأنواعها وأشكالها المختلفة التي تهدف إلى عدم استقرار المجتمع وزعزعته وتفكيكه وتفتيته، وذلك بتحرك وحراك جمعي منسق للقيام بأعمال تنويرية أخلاقية، وتربية اجتماعية عقلانية، لإعادة ثقة بعض المقدسيين بأنفسهم، ونبذ الخلافات بينهم ، وتغيير أنماط سلوكهم ، ولفظ ضعاف النفوس والمستغلين والمفسدين بينهم، كي يصبح الجميع مطمئنين في حياتهم وآمنين في حياتهم وبمنازلهم متمتعين بكامل حقوقهم، يعيشون بكل محبة وكرامة وسكينة ووفاء، وهذا لن يتأتى إلا بالتعاون والتفاهم بينهم، وبالدعم والإسناد المادي والمعنوي العربي والإسلامي، والمساندة الدولية للقدس ولأهلها سياسياً واقتصادياً وإعلامياً وثقافياً.. وخلافه.

كما أن تصويب الأوضاع يتطلب عقد مؤتمر واسع تتضافر فيه جهود رجال الدين والتربويين وأولياء الأمور، ورجال الفكر والثقافة وذوي الخبرات والرأي الراجح والمشورة، وأصحاب الخبرة والدراية والحكمة من كبار السن والعائلات والقبائل، ومؤسسات المجتمع المدني والأهلي والنقابات والاتحادات والجمعيات الثقافية والأدبية والاجتماعية وغيرها من الشخصيات الاعتبارية "الذين نقلوا معظم مراكزهم خارج القدس" للانخراط الرسمي والتطوعي في نقاشات وحوارات موضوعية هادئة بعيداً عن المجاملات والصيغ الإنشائية تبرز الايجابيات وتقضي على المعيقات والسلبيات لإزالتها بخطوات ومبادرات عَمِلية بتشكيل هيئة وطنية، ولجان تنفيذية، للخروج بحلول جدية واقتراحات فعالة جذرية وأعمال تنفيذية تعالج وتتجاوز الأسباب التي أدت إلى هذه الأوضاع.

كما إن الإصلاح يتطلب تحرك الأُسَر وأولياء الأمور للقيام بدورهم في متابعة أولادهم، وإعطاء الوقت والاهتمام الكافي لحسن تربيتهم ومتابعة وتحصيلهم التعليمي والدراسي في مدارسهم، والجلوس معهم والتحاور معهم، والتعرف على أصدقائهم وأهلهم، ومراقبة كيفية قضاء وقت فراغهم، فهم مستقبل الوطن وهم من يستهدفهم الاحتلال لتحطيم قيمهم وأخلاقهم.

كما يتطلب الإصلاح حراك جماهيري للأشغال الأمثل لأوقات الفراغ ومنع الانحراف، والاستفادة من كل لحظة لبناء فكر تنويري، ونشر وعي تحرري، عن طريق المشاركة الفعلية بالمؤتمرات والندوات وورشات العمل والقيام بالفعاليات الاحتفالية الدينية والموسمية والأنشطة الثقافية والمهرجانات والاجتماعية والرياضية والكشفية والفنية وخلافه، ناهيك عن تحسين وتطوير وضعهم الاقتصادي وأحوالهم المادية حتى لا يتسربوا للعمل داخل إسرائيل أو الهجرة للخارج أو الجنوح للجريمة أو السرقات.

وفي الختام لا بد من إحداث ثورة ذاتية تربوية وتعليمية وأخلاقية وتوعوية، لأحداث تغيير أخلاقي جذري، وتنمية اقتصاد وطني حقيقي، بالفعل والقول، يستهدف إنشاء مجتمع جديد يعزز الانتماء الديني والوطني والمجتمعي والأخلاقي والقيم المشتركة بهدف إعادة بناء وتوجيه الإنسان المقدسي لمواجهة الاحتلال والغزو الديني والفكري والاقتصادي لدرء هذه الأخطار والأمراض الاجتماعية المحدقة به، وارتفاع وتيرة تأثير العولمة عليه، وهي تستند على محاسبة النفس وتقييمها، وتغيير واحتضان سياسي مستقل وحر يوفر الفرص الحقيقة لبناء وتحقيق الذات المقدسية.

* الكاتب يعمل في قطاع الأعمال ويقيم في مدينة القدس. - nabeelhammouda@yahoo.com

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required