مفتاح
2024 . الجمعة 5 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
أثارت قرارات وقوانين وزارة التربية والتعليم العالي في السلطة الوطنية المتعلقة بالدراسات العليا واعتماد الشهادات للخريجين. حيث ينص القرار الاول رفض إعتماد شهادات الدكتوراة للدارسين غير المنتظمين في الجامعات، او ما يطلق عليهم المنتسبين. كما ويطالب القرار بضرورة الدوام الفعلي لعامين.

والقرار الثاني ترفض وزارة التربية والتعليم إعتماد شهادات التخرج الجامعية للطلبة الفلسطينيين، الذين لم يحصلوا على معدل 65% في شهادة الثانوية العامة.

مع التقدير والاحترام للقائمين على وزارة التربية والتعليم والخلفيات التي حكمتهم في إتخذ مثل هذه القرارات غير المنطقية والمتعارضة مع المنطق ومصلحة الطالب الفلسطيني والشعب الفلسطيني، لماذا؟

اولا الدراسات العليا في العلوم الاجتماعية بتلاوينها المختلفة، لا تتطلب الدوام إلآ فترة الامتحانات الاساسية المطلوبة في التخصص المعين، وهذه الفترة مرهونة بقدرة الطالب المحدد على تقديم الامتحانات المطلوبة منه. ويمكن للطالب اثناء ذلك مناقشة خطة الرسالة التي سيقدمها مع قائده العلمي، بمعنى انه قد لايحتاج الى اكثر من ستة اشهر، وليس بالضرورة ان يتواجد خلالها في البلد الذي يلتحق باحد جامعاته. لان طالب الدراسات العليا قد يكون موظفا في مهنة ما لا تسمح له بالانقطاع فترة طويلة عن العمل. الامر الذي يدعه تجزئة الفترة وتقديم الامتحانان ومراجعة القائد العلمي وفق ما تسمح به ظروف العمل والحياة الاجتماعية. وعندما ينهي دراستة يمكن له السفر لترجمتها وطباعتها والدفاع عنها، وهذا لايحتاج الى وقت كبير.

إذا المنطق المفروض من قبل وزارة التربية والتعليم بفرض الالتزام بعامين في الجامعة يعني حرمان الراغبين من الموظفين، والكفاءات التي تريد تطوير مكانتها العلمية والبحثية من تحقيق طموحاتهم. وهو ما يؤثر سلبا على الفئات التي لديها الامكانيات والرغبة في إستكمال الدراسات العليا وخاصة الدكتوراة، وينعكس ذلك ايضا على البلد (الوطن الفلسطيني)، وهو ما يملي على جهات الاختصاص في وزارة التربية والتعليم العالي اولا ومجلس الوزراء ثانيا إعادة نظر في القانون المذكور بما يسمح بتسهيل التحصيل العلمي للدراسات العليا إن كان لجهة الموافقة على دراسات الانتساب، وعدم ربط التصديق بالمدة الزمنية بقدر ما يرط بمصداقية التحصيل العلمي وصحة الشهادة، لانهما الاساس العلمي.

القرار الثاني المتعلق بتحصيل الطالب على معدل الـ 65% في الشهادة الثانوية وإلآ فان الشهادة الجامعية لن تصدق من قبل التربية والتعليم. هذا القرار جائر وغير موضوعي لا بالشكل ولا بالموضوع. لانه يتنافى مع روح التحفيز العلمي للطلاب الفلسطينيين. اولا اذا الامر كذلك على وزارة التربية والتعليم ان تقول ان معدل النجاح في شهادة الثانوية العامة تبدأ من 65% وليس من 50% . ثانيا من يريد ان يشجع التعليم المهني والتوزيع وفق خارطة سوق العمل في البلاد، عليه ان يقوم بانتهاج سياسة تربوية مغايرة، من خلال عملية التثقيف والتربية اثناء الدراسة للطلاب في المرحلة الثانوية، من خلال إستشراف كفاءات التلاميذ وميولهم، ومن خلال إيجاد معامل ومختبرات تربوية للمهن المرشح لها هذا الطالب او ذاك. فضلا ان تنفيذ سياسة اعلامية عبر وسائل الاعلام المحلية المختلفة (المقروءة والمسموعة والمرئية)، واقامة ورش عديدة على مدار العام في المدن والمحافظات المختلفة لترشيد الطلاب والياء امورهم على الافاق المفتوحة امامهم فيما لو أكملوا الدراسة في المعاهد المتوسطة، وضروري ان يرافق ذلك حوافز معينة امام الطلاب وذويهم. ثالثا على فرض طالب لم يوفق في تحصيل معدل الـ 65% في امتحان الشهادة الثانوية، ومن ثم في الدراسة الجامعية ابدع وحقق نتائج ايجابية، أيجوز للتربية والتعليم حرمانه من التصديق على شهادته الجامعية؟ ما هي المعايير العلمية لذلك؟ وما هي الفائدة المرجوة من هذا التوجه القاصر؟ والى اين تدفع الخريجين؟

وزارة التربية والتعليم العالي الزمت الجامعات المحلية بعدم قبول الطلاب الذين لم يحصلوا على نسبة دون الـ 65%، ولكنها لم تلزم الجامعات في الدول الاخرى من قبول الطلاب، وتمكنوا من النجاح والتخرج، أيكون العقاب للطالب بعدم التصديق على الشهادة، والقائه على قارعة الطريق وحرمانه من التوظيف او اي شيء آخر. فضلا عن لك، وزارة التربية والتعليم العالي تعلم ان دول العالم الاول، الاكثر تطورا لا تعتبر شهادة الثانوية العامة قضية مركزية في حياة الطلاب، بل يمكن للجامعات قبول طلاب دون الثانوية العامة، اي من الصف الثاني عشر، لان المهم بعد القبول هو الابداع في الدراسة. وبالتالي على الوزارة ومجلس الوزراء اعادة نظر في القرارات المذكورة واي قرارات اخرى على ذات النسق لخدمة تطوير العملية التربوية وتطور المجتمع والكف عن وضع العراقيل في مواجهة الطلاب. تطوير التعليم لا يتم بتعقيد العملية الدراسية، وانما بتطوير المناهج وطرق التعليم وتشجيع التعليم وفي السياق ايجاد تناسب بين الخريجين وسوق العمل، والسعي الدؤوب لايجاد فرص عمل جديدة كل عام والبحث عن اسواق عمل جديدة في السوق العربية وغيرها حتى لاتثقل البطالة واقع المجتمع اكثر مما هو مثقل بالصعوبات والتعقيدات والانتهاكات والجرائم الاسرائيلية العدوانية.

هذه الموضوعات ناقشتها سابقا مع عدد من المعنيين في الوزراة، ووعدتهم بطرحها لان اجوبتهم كانت غير شافية وتعكس اجتهادات مختلفة بين اركان الوزارة، يدفع ثمنها الطالب والشعب على حد سواء وطبعا الحكومة وسياساتها التمنوية، لان اعظم تنمية لفلسطين كانت وستكون في الانسان الفلسطيني، رأس المال الاهم والاقوى. لذا لا تقتلوا التنمية بقرارات متخذة على عجل وغير دقيقة، ولا تتناسب مع المصلحة العليا للشعب.

* كاتب سياسي فلسطيني- رام الله. - a.a.alrhman@gmail.com

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required