مفتاح
2024 . الجمعة 5 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
سجلت فلسطين هذا الأسبوع إنجازا مهما بفوز أبنائها بجائزة العلوم على العالم العربي تحضيرا للتصفيات النهائية للمسابقة العالمية التي تجريها شركة 'إنتل' العالمية في أيار من كل عام.

وقد حلق العلم الفلسطيني في قاعة جامعة الشارقة التي استضافت الحدث وكرمت الفائزين بمنح مالية ودراسية تقديرا لإبداعاتهم العلمية ودورهم في دفع عجلة المعرفة العربية.

وبهذا اختلطت الدموع بأفراح الفوز وبقدرة أبنائنا على تشريف وطنهم المحاصر المجروح بهذا الانتصار المعرفي المهم أمام دول عربية كبيرة تمتلك المال والقدرة على دعم التعليم وتوفير مناخات النجاحات المطلوبة.

وبعد أيام معدودة حققت فلسطين إنجازا آخرا في مجال مختلف وهو رياضة المعاقين، فحصدت عدة ميداليات عالمية في ألعاب مختلفة في تقاطع مصادف بين هذا الإنجاز واليوم العالمي للمعاقين. وبهذا تكون فلسطين، وفي فاصل أيام قليلة، قد حققت انجازين مهمين، والسؤال المهم، كم من هذه الإنجازات تشكل دافعا لإعادة النظر في طريقة التعامل مع الإنجازات والإبداع، وطريقة رعايتنا للمبدعين والمخترعين العلماء، وكيف لنا أن نستفيد من هذه الإنجازات باعتبارها منصة لاعترافنا بفشلنا الذريع في وضع آلية واضحة لتشجيع الإبداع والنهوض به؟.

لنكن صادقين مع أنفسنا بأننا غالبا ما تفتنا إنجازات أبنائنا، وعادة ما نرفع حواجبنا إعجابا بهم ونتحدث عنهم في جلساتنا العامة بالفخر والاعتزاز، بينما نقابلهم عند إنجازهم باحتفالاتنا العامة بكثير من التغني والشعارات وقليل من الأفعال.

وعليه فإنه وما أن تنتهي حلقات الاحتفالات حتى نعود إلى سابق عهدنا في إنكارنا للمبدعين أو تهميشنا لهم وعدم اتخاذ خطوات عملية لرعايتهم وحمايتهم والاهتمام بمتطلباتهم واحتياجاتهم. وقد حاولت كثير من المؤسسات أن ترفع من شأن الإبداع والمبدعين بما فيها بعض المؤسسات العامة، لكن هذا الجهد الفردي تارة والمؤسسي تارة أخرى بقي محصورا في إطار ما أسميه بالجزر المضيئة والتي لا تستطيع لوحدها أن تقلع.

وكي لا أسمي مؤسسة بعينها أو أشخاصا محددين، أود أن أتوجه بالتحية لكل المحاولين ومحاولاتهم ومنهم أولئك المقتنعين بأن لا حياة مع اليأس خاصة عندما تماسكوا في غياب صناع القرار والمهتمين عند صناعة الحدث وترابطوا عندما عاد المتناسون للتهليل والمباهاة، عندما وجدوا نتائج طيبة فركبوا موجتها وأصبحوا أباء للنجاح، فكم من معرض ومشروع ومحاولة بدأتها أنامل غضة ترجمت أحلامها لمشاريع فوقفت يتيمة منسية بل ربما عرضة للتهكم والاستهتار في مرحلة النشوء ومدعاة للبهرجة والتفاخر في مرحلة الإنجاز؟.

وحتى لا نبقى أسرى الإحباط وتنفيذا لمقولة 'لا حياة مع اليأس'، فإن الطريق تجاه التغيير تبدأ بخطوة مركزية بأن تتحول رعاية الإبداع إلى سياسة أصيلة تتوفر من خلالها الرؤية والتشريع والمال والقرار بدعمهم، باعتبارهم عنوانا مهما للتغيير ولوضع فلسطين بالفعل على خارطة المعرفة.

لقد قالت فلندا في يوم من الأيام بأنك وعندما تجوع فإن عليك أن تقرأ كتابا، وربما يجب أن نقول كشعب اقتنع بأهمية التعليم والعلوم بأننا عندما نواجه احتلالا يزداد عنادا فعلينا أن نرعى مبدعا، فهل نبدأ؟

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required