مفتاح
2024 . الجمعة 5 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

لا زال المجتمع الدولي يتعامى عن الجرائم الفظيعه التي ترتكبها حكومة الاحتلال اليمينية من قتل ودمار وهدم للبيوت ونهب للاراضي وتقطيع الاوصال ، وتنامي التطرف المجتمعي ووحشية المستوطنين ، واقرار القوانين العنصرية ضد المواطنين الفلسطينيين في سعي حثيث يهدف الى تغيير المعالم الجغرافية والتاريخية والتراثية للاراضي الفلسطينية المحتلة وفرض سياسة الامر الواقع ، ويصم العالم المتحضر أذنيه تهربا من المسؤولية الملقاة على عاتقه خشية ان يغضب الطغاة المارقون فوق القانون والمواثيق الدولية والانسانية عند تعلق الامر باسرائيل ، بينما تخضع حقوق الشعب الفلسطيني لشروط البازار الانتخابي الامريكي الذي يثير الاشمئزاز على شاكلة حملة المرشح السبعيني المنتمي للحزب الجمهوري المحتمل لسدة الرئاسة " نيوت غينغريتش " حيث تفتقت عصارة ذهنه ونفخ سمومه التي تعيد احياء عظام الرميم الصهيوني القديم في الرواية المزيفه التي تدعي بأن " فلسطين أرض بلا شعب " وحسب زعمه " شعب تم اختراعه " مضيفا ان " الفلسطينيين جماعات تمارس الارهاب ويطلقون الصواريخ ضد اسرائيل " ، متجاهلا ان الشعب الفلسطيني متجذر في ارضه قبل اكتشاف امريكا نفسها بالاف السنين ، وان الشعب الفلسطيني كان ضحية ذلك الظلم الاستعماري الذي اوجد الكيان الاسرائيلي على حساب حقوق شعب اخر تنطق حجارته وسمائه وبحره بلغته الوطنية .

ربما نلتمس العذر لذلك الرجل لو كان احد المتطرفين المشعوذين بارائه اسوة بباقي المتطرفين المنتشرين في بقاع الارض ، او انه مصاب بمرض الزهايمر " الخرف باللغة الدارجة " نتيجة تقدمه في السن ولكن الامر يتعدى ذلك باعتبار ان المدعي يريد الوصول الى السلطة والنفوذ لاقوى دولة في العالم عن طريق النذالة التي تسبق الميكافيلية البدائية ، وهو ما يؤشر عل مدى الهبوط الفكري لاولئك الذين يتسابقون نحو البيت الابيض بأي شكل كان ، من خلال الاستخفاف بالعقل البشري والتطاول على الحقائق والبديهيات .

ظلّت الولايات المتحدة الامريكية اسيرة المفاهيم الخاطئة التي قامت على اساس محاباة مجموعات الضغط والطغمة المالية اليهودية خاصة في مواسم الانتخابات الرئاسية والتشريعية وتعميم ثقافة الممر الاجباري الى البيت الابيض ومجلسي النواب والشيوخ عبر كسب اصوات اليهود والدفاع عن مصالح اسرائيل ظالمة او ظالمة بكونها لم تكن مظلومة يوما منذ نشوءها وحتى يومنا هذا فهي التي تمتلك السلاح النووي والاسلحة المحرمة دوليا وكذا شن الحروب واحتلال الاراضي والتوسع ولازالت الدولة الاستعمارية الوحيدة في العالم فما الذي يدعوها الى التعنت وعدم الزامها بتنفيذ القرارات الدولية لولا الغطاء الامريكي والغربي الحامي لها في كل زمان ومكان ؟

بالرغم من المتغيرات الكبرى التي شهدها العالم خلال العقد الاخير من القرن الماضي واضحت الولايات المتحدة القوة المتفردة لقيادة العالم مما ترتب عليها مسؤوليات اضافية تجاه القضايا العالمية اذ ما فتئت تتحدث عن القيم الانسانية والحرية والديمقراطية على الطريقة الامريكية شاهد العالم كله ترجمة الامال البوشية بغزوه للدول واحتلالها انتجت كوارث لازالت اثارها ماثلة للعيان ثم جاءت الادارة الحالية تتحدث عن عصر جديد وكلام بليغ الخطابه عن الشراكة والتعاون وايجاد الحلول للقضايا العادلة التي تشكل مصدرا لعدم الاستقرار والرخاء العالمي ، وفي مقدمتها حل عادل للقضية الفلسطينية .

سرعان ما تبين انها عاجزه عن القيام بفعل اي شيء ، ما عدا انها التحقت بركب الادارات السابقة التي مارست الضغوط على الضحية بدلا من تنفيذ وعودها المتكررة ، حيث ذهبت ادراج الرياح امام قوة اللوبي الصهيوني المتحكم بمقاليد الامور ، تجلى ذلك بابشع الصور حينما استخدمت الولايات المتحدة منفردة داخل اروقة مجلس الامن الدولي حق النقض الفيتو في تحد غير مسبوق لارادة المجتمع الدولي الذي اجمع للمرة الاولى على ادانة الاستيطان والعدوان ، كما جندت كل طاقاتها من خلال التهديد والوعيد والرشى لمنع حصول دولة فلسطين المستقلة على العضوية الكاملة في الامم المتحدة ، وكذا كان دورها في منظمة الثقافة والعلوم اليونسكو غير ان عدم وجود فيتو جعلها خارجة عن الاجماع ولم يكن باستطاعتها سوى قطع المساعدات عن المنظمة الدولية الامر الذي اسقط اخر الاقنعة عن حقيقة المواقف الامريكية المنحازة الى اسرائيل بمعزل عن الادارة التي تتقلد زمام الحكم حيث تتحول السياسة الخارجية الى عوامل مزايدات انتخابية داخلية بما في ذلك قضايا الشعوب المصيرية ، والسؤال الذي يفرض نفسه تلقائيا كيف يمكن لهذه الادارة الادعاء بالوقوف الى جانب تطلعات الشعوب التواقه للحرية والديمقراطية وهي تنصب نفسها القاضي والجلاد في آن واحد ؟

بمعنى اخر لا تستطيع الولايات المتحدة الاستمرار في نهج الازدواجية الانتقائية على اهوائها كما تتطلب مصالحها ومصالح اسرائيل وتستثني مصالح الاخرين حتى لو دام ذلك لفترة من الوقت .

إن وعي الشعوب اخذ بالتنامي ويراقب الافعال لا الاقوال وما يحدث من ثورات في المنطقة لا يمكن ان يعيد الامور الى الوراء بل على العكس من ذلك ، فإذا كانت الثورات العربية تطالب بالحرية والكرامة والدولة المدنية الديمقراطية على المدى المنظور فان ذلك يحتم على الادارة الامريكية وحليفتها الاستراتيجية اسرائيل قراءة الامور بخواتيمها اذ لا يمكن لعاقل الفصل بين حرية الشعوب العربية بمعزل عن حرية الشعب الفلسطيني التي تشكل ام القضايا المركزية للامة العربية ، ومن هنا نستطيع القول ان حرية فلسطين لن تكون الاستثناء الوحيد كما تريد امريكا واسرائيل ... إذا كانت حكومة الاحتلال تقيم الجدران وتبني المستوطنات وتنهب الاراضي ، عليها الادراك ان كل ما تفعله مصيره الزوال عاجلا ام آجلا فما مات حق وراءه مطالب ...

فلسطين ستبقى حجر الزاوية وليس الاستثناء !!!

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required