مفتاح
2024 . الجمعة 5 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
إن توقيع الفلسطينيين لاتفاقية تجارة حرة مع تجمع 'الميركسور' الذي يضم الأرجنتين والبرازيل وأورجواي وباراغواي، بالإضافة إلى كل من شيلي وبوليفيا وإكوادور وكولومبيا وبيرو بصفة مراقبين، سيتيح ميزات تفضيلية للصادرات الفلسطينية لدخول أسواق أمريكا اللاتينية كما تعمل على تخفيض تكلفة وارداتنا من السكر واللحوم وزيت الصويا من هذه الأسواق لتصل إلى المستهلكين بأسعار مناسبة ومقبولة.

كما أن توقيع اتفاقية تجارة حرة مع تجمع 'الميركسور' يعتبر لحظة تاريخية لأن فلسطين ستكون من أوائل الدول العربية التي ستوقع هذه الاتفاقية، ما يعني تطبيق فكرة التعاون بأشكال عدة وبعمق بين دول الجنوب والتي تمناها الكثير من قادته وشعوبه، ومحطة مهمة من محطات المشوار الفلسطيني الاقتصادي الشاق والطويل، وأتت في وقت نشهد المزيد من التعاطف الدولي مع الفلسطينيين في مسيرة تجسيد دولتنا في أروقة الأمم المتحدة وفي مسيرة بناء مؤسساتنا على الأرض.

كما أن هذه الاتفاقية ومن منطلق المكانة المركزية والحيوية للقضية الفلسطينية على المستوى الأممي والنظرة الخاصة والودودة لها على المستوى الدولي لاسيما من كافة دول الجنوب، ومنها دول أمريكا اللاتينية إضافة إلى الأفريقية والآسيوية ستفتح آفاق تعاون اقتصادي تجاري واستثماري وشراكة بين الشرق الأوسط العربي والإسلامي وأمريكا اللاتينية كون فلسطين ترتبط باتفاقات تجارة مع دول عديدة وكذلك مع الدول العربية.

وتوقيع الاتفاقية سيزيد أو يضاعف على أقل تقدير حجم التجارة بين فلسطين وتجمع دول 'الميركسور' وسيزيد وينوع أوجه التعاون المثمر في مختلف القطاعات الاقتصادية الأخرى كالصناعة والتكنولوجيا والسياحة وبناء المؤسسات فضلا على الثقافة والرياضة وفي الشأنين الاجتماعي والقانوني.

إذن فالهدف من هذه الاتفاقية هو فتح أسواق جديدة وواعدة وأسواق كبيرة وصاعدة للصادرات والخدمات الفلسطينية، حيث تتيح وضعا تنافسيا ومتناميا وبشكل أفضل في أسواق أمريكا اللاتينية خاصة البرازيل والأرجنتين اللتين تتربعا على سوقين مخضرمين مقارنة مع باقي دول أمريكا اللاتينية الكثيرة والتي تتجاوز في مجموعها الثلاثين دولة فضلا عن كونهما من أهم القوى الاقتصادية الصاعدة في العالم.

كما أن الهدف من هذه الاتفاقية أيضا سيكون تأمين الحصول على احتياجاتنا من المواد الغذائية لاسيما الأساسية على المديين المتوسط والبعيد، وضمان استمرارية تدفقها عند الحاجة خاصة وأن هناك زيادة (سواء أكانت طبيعية أو مرتفعة) في استهلاكنا من السلع (التموينية) الغذائية الرئيسية كالسكر والحبوب والبقوليات وزيوت الطعام واللحوم، واعتمادنا على الاستيراد لتوفير جزء كبير من هذه الاحتياجات.

إضافة إلى أن العالم كله ينظر إلى البرازيل والأرجنتين نظرة مستقبلية تتلخص بأنهما ستكونان سلة غذائية عالمية ومخزنا للحبوب واللحوم لعشرات السنين القادمة وذلك لامتلاكهما أكبر رقعة زراعية وكميات من المياه اللازمة للزراعة وتربية المواشي بالإضافة إلى البنية التحتية والأساسية ذات الكفاءة العالية لنقل هذه السلع والمنتجات لأسواق العالم المختلفة.

إن تجمع 'الميركوسور' يعتبر خامس أكبر قوة اقتصادية في العالم، ويشغل مساحة 12 مليون كيلومتر مربع، وعدد سكانه يتجاوز 240 مليون نسمة ويصل حجم الناتج الإجمالي لدوله حوالي 1.4 تريليون دولار ويستورد ما قيمته حوالي 280 مليار دولار مما يعني أن دول التجمع سوقا كبيرة للاستهلاك والإنتاج أيضا. إذن ومن هذا المنطلق فسيكون من أهداف الاتفاقية أيضا جذب استثمارات من منطقة الميركوسور إلى فلسطين في مجالات بعينها من الصناعة والتجارة والسياحة.

وحول المزايا المتوقعة للاتفاقية بالنسبة لفلسطين: - سيشكل أداة تضمن تحقيق فرص أكبر لوصول منتجات التصدير الفلسطينية إلى دول التجمع وتأمين دخولها دون عوائق لأنه سيتم تحرير التجارة بين الطرفين خلال فترة يتم الاتفاق والاعتماد عليها والتي قد يتم بموجبها (الاتفاقية) منح نسبة من الصادرات الفلسطينية لدول التجمع إعفاء فوريا من الرسوم الجمركية بمجرد دخول الاتفاق حيز التنفيذ لاسيما في أهم الصادرات.

- دعم العلاقات التجارية بين فلسطين وتجمع 'الميركوسور' والاستفادة من اتساع حجم سوق التجمع وتخفيض تكلفة الواردات الفلسطينية من دول التجمع من السلع الزراعية وبالتالي فان الاتفاق من شأنه توفير السلع الزراعية التي يتم استيرادها حاليا بأسعار أفضل للمستهلك الفلسطيني بالإضافة إلى جذب مزيد من الاستثمارات من جانب دول التجمع إلى الأراضي الفلسطيني حيث سيضمن الاتفاق تعزيز التعاون في مجال الاستثمار ونقل التكنولوجيا بين الجانبين

- سترفع الاتفاقية من ثقة مستثمرين تجمع 'الميركوسور' في الاقتصاد الفلسطيني لاسيما في مجال الاستثمار والذي من شأنه تشجيع هؤلاء المستثمرين ورجال الأعمال على توجيه استثماراتهم إلى المناطق الفلسطينية في مشروعات مشتركة للاستفادة من اتفاقات التجارة التي وقعتها فلسطين مع دول عدة - الحصول على مميزات مهمة في القوائم السلعية بحيث تتضمن تخفيضات جمركية فور التوقيع لأهم السلع التي نصدرها إلى هذه الدول في مقابل تخفيضات تدريجية في السلع المستوردة من هذه الدول والتي سيستفيد منها المستهلك الفلسطيني والتي في معظمها من الأغذية لأن لدينا نقصا واضحا في إنتاجها.

وفي النهاية حرص المفاوضين والموقعين على أن تشتمل الاتفاقية على ضمانات للصناعة الوطنية في حال مواجهة أي صعوبات قد تتعرض لها خلال الفترة الانتقالية لتحرير الواردات من التجمع، وكذلك إنشاء لجنة مشتركة بين الجانبين تلتقي سنويا لتقييم عملية تحرير التجارة التي ستنشأ بموجب الاتفاقية ودراسة تطور التجارة بين الأطراف لاسيما الصادرات الفلسطينية إلى أسواق التجمع.

*الإدارة العامة للعلاقات الدولية/ وزارة الاقتصاد الوطني

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required